الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

نساء غزة .. ماجدات يدفعن ثمنًا مضاعفا لحرب الاحتلال على غزة

حجم الخط
908112-صور-استشهاد-رضيعة-فلسطينية-فى-غزة-6.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

في خيام النزوح المنغرسة في كل مساحات رفح جنوب قطاع غزة، تتحمل النساء الفلسطينيات مسؤوليات وأعباء إضافية فرضتها الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 114 يومًا.

وإلى جانب الاستهداف المباشر بالقتل والإصابات والاعتقال، تعيش نساء فلسطين في قطاع غزة، تحديات ومعاناة متعددة جراء تداعيات العدوان المتواصل، الذي وضع المرأة والطفل وكل مكونات الحياة الفلسطينية في دائرة بنك الأهداف المستباحة.

حصيلة قاسية

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن قوات الاحتلال آلاف الغارات الدموية تبين أن الغالبية العظمى لضحاياها هم من النساء والأطفال، حيث استشهدت حوالي 7,500 امرأة  و12,345 طفلاً، وقُدر عدد النساء المفقودات والأطفال ب 4,700 وهو ما نسبته 70% من العدد الاجمالي للمفقودين حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. 

وتؤكد مؤسسات حقوقية أن العدد الفعلي للشهداء بمن فيهم الإناث هو أكبر بكثير من الرقم المعلن بالنظر لوجود أعداد كبيرة من الضحايا تحت الأنقاض أو في الشوارع، وفي الكثير من الحالات يضطر الأهالي لدفنهن في الشوارع وقرب المنازل المدمرة، لتعذر نقلهن للمشافي، خاصة في شمال غزة.

وفاقم انهيار القطاع الصحي وشبه انعدام خدمات الرعاية الصحية بسبب القصف الإسرائيلي المستمر على المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية من الكارثة الإنسانية في القطاع وانعكست بشكل مباشر على صحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة. 

ووفق بيان للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان ومركز الحق؛ فإن النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة يتعرضن للقتل المباشر من الاحتلال وعملياته العسكرية وهن يمثلن شرائح المجتمع الغزي، فمنهن ربات المنازل، والصحافيات، والمحاميات، والطبيبات، والممرّضات، والطالبات، والعاملات في مؤسسات فلسطينية وأممية.

بتر وإعاقات

كما تعرضت النساء والفتيات خلال العدوان لإصابات كثيرة فبعضهن فقد أطرافا وأصبحن يعانين من إعاقات مختلفة ولم يتلقين أيًا من العلاجات التي تساهم في الحفاظ على حياتهن وأرواحهن وكرامتهن في ظل هذا الحصار وعقم آلية مغادرة الجرحى الذي بلغ عددهم 11,000 جريح/ة بحاجة للسفر لتلقي العلاج غير المتوفر في قطاع غزة. 

معاناة النزوح

ولم تقتصر معاناة النساء على أعمال القتل التي طالتهن وأفراد عائلاتهن، فمن نجون من القتل والقصف الإسرائيلي تعرضن للنزوح مع عائلاتهن دون ممتلكات إلى جنوب قطاع غزة للبقاء في مراكز الإيواء وسط ظروف إنسانية بائسة تفتقر لأدنى الخدمات الأساسية الضرورية، أو إلى بيوت مواطنين من أقاربهن بحثاً عن الأمن والأمان وإلى أماكن ايواء مختلفة كالمستشفيات ودور العبادة من المساجد والكنائس والمؤسسات الخاصة.

وتشير المؤسسات الحقوقية أن هذه أماكن غير مؤهلة لاستقبال السكان بأي حال من الأحوال مما جعل العيش في هذه الاماكن أشبه بالجحيم معغياب عدد كافٍ من المراحيض، بما في ذلك صعوبة الحصول على المياه الصالحة للاستخدام والشرب، وفقدان الخصوصية وحالة غير مسبوقة من الاكتظاظ والازدحام في أماكن النوم في تلك المراكز، وقد ألقت تلك الأعباء الإضافية مزيداً من المسؤولية والتعقيد على حياة هؤلاء النساء والفتيات.

ومن بين قرابة 2 مليون شخص في مختلف مناطق قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي شُرد ما يقارب مليون امرأة وفتاه حسب تقرير لهيئة الامم المتحدة للمرأة.

أعباء إضافية

ونتيجة الظروف المعيشية الصعبة تضاعفت الأعباء الملقاة على النساء والفتيات، فمنهن من أصبح معيلا لعائلاتهن أو مصدر حصول العائلة على المياه والطعام مما يجعلهن عرضة للقتل أو الإصابة.

تقول سائدة أبو حصيرة، 34 عاماً، من سكان بيت لاهيا: "في النهار أقضي اليوم في تقطيع الحطب لأوقد النار للطهي وإطعام أطفالي وفي الليل أعاني من قلة النوم من البرد وشدة الخوف من القصف. بالإضافة إلى ذلك، أشعر بوحدة شديدة، فجميع عائلتي نزحت الى الجنوب وفي كثير من الأوقات لا أستطيع التواصل معهم بسبب انقطاع الاتصال مما يضاعف قلقي وتوتري"، وأضافت "أشعر بالقهر والحزن المستمر عندما لا أتمكن من إطعام أطفالي كما يجب، كما لا يوجد ملابس للبيع في السوق تقيهم وتقي جسدهم من البرد".

 وتشير التقديرات أن هناك مالا يقل عن 3,000 امرأة متزوجة أصبحن "أرامل" حيث استشهد أزواجهن وأصبحن المعيل الأساسي لأسرهن، مما يزيد الضغوطات النفسية عليهن في ظل العدوان واستمراره.

المجاعة والأمهات الحوامل

وتواجه النساء والفتيات خطر المجاعة الحقيقة مع استمرار هذا العدوان الهمجي والتشريد وتعرض كل من محافظة شمال غزة ومحافظة غزة الى حصار شديد بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الاسرائيلي، حيث يمنع دخول أي مساعدات إلى شمال القطاع.

ورغم معاناة جميع النساء والفتيات في قطاع غزة فإن الأمور مختلفة تماماً بالنسبة الى النساء الحوامل والأمهات منهن؛ اذ تسبب القصف الإسرائيلي بفقدان الحوامل لأجنتهن، حيث استشهد عدد كبير منهن وأخريات تعرضن للإجهاض. 

وتشير المعطيات الحقوقية إلى أن هناك 60 ألف سيدة حامل معرضة للخطر ومن المتوقع أن تلد الآلاف منهن في الشهر المقبل، ويحتمل أن تعاني المئات منهن من مضاعفات في الحمل والولادة مع غياب الرعاية الصحية والتخدير بعد خروج 30 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة واستهداف 150 مؤسسة صحية بشكل مباشر حسب المكتب الإعلامي الحكومي.

وتجري عمليات الولادة للنساء كالولادة القيصرية دون تخدير كاف أو أدوية مسكنة مع نقص الأدوات والمستلزمات الصحية الضرورية. 

ولادة في الحمام

الفلسطينية نسمة حمو، 19 عاماً، وهي سيدة حامل من مراكز الإيواء، نزحت منذ بداية الحرب من منطقة النصر شمال قطاع غزة الى مستشفى الشفاء ومن ثم عادت إليها تتحدث عن معاناتها قائلة: : "نزحت الى مستشفى الشفاء .. وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 قصف الاحتلال المستشفى واضطررت للهروب مشياً على الأقدام لمدة طويلة فشعرت بتعب شديد وأنا في الشهر الثامن من الحمل مما ضاعف شعوري بالخوف من إسقاط الجنين وهو مولودي الأول. 

وأضافت: عُدت الى منطقة النصر حاصرنا فيها الاحتلال لمدة 6 أيام عانيت فيها من سوء التغذية وقلة مياه الشرب مما زاد من أوجاع الحمل وخوفي من فقدان جنيني. 

وأشارت إلى أن الاحتلال ألقى قنابل فسفور وأصبحت ترتجف رعباً من إمكانية ولادة جنينها بتشوهات، وقالت: جاءني المخاض في منتصف الليل ونحن محاصرون. 

وتابعت: رغبتي في إنجاب طفلي الأول أعطتني قوة كبيرة لتحمل الولادة في حمام المنزل وقد سقط الجنين على الأرض وانقطع الحبل السري لوحده. 

وقالت: طريقة الولادة هذه تسببت في ورم رأس طفلتي لمدة طويلة مما وضعني في توتر مستمر على سلامتها دون وجود أطباء للاطمئنان على حالتها الصحية" مؤكدة أن الطفلة ولدت ضعيفة البنية بسبب سوء التغذية أثناء الحمل.

وعايشت آلاف النساء ضغوطات نفسية وتجارب حيث استشهد أطفالهن وأفراد من عائلاتهن أمامهن، وتزايد الشعور بانعدام الأمان مع استمرار العدوان وما تبعه من معاناة.