الساعة 00:00 م
الثلاثاء 16 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.32 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.77 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالصور من ريع زراعتهن ..فتيات يدفعن أقساطهن الجامعية

حجم الخط
الخليل - نزار الفالوجي – وكالة سند للأنباء

لم يرغبن بإلقاء عبء تكاليف دراستهن الجامعية على عائلاتهن، فاخترن طريقَ السعي والعمل والكّد طريقاً لجمع المال ودفعِ أقساط رسومهن الجامعية.

في دفيئة زراعية بإحدى حقول الخليل، تقطف الشابة سندس أبو شخدم ثمار الطماطم، وعلامات الجد والاجتهاد تعلو محياها، بينما تقوم صديقتها ميار أحمد بتجميعها في صناديق من الكرتون لتجهيزها للبيع.

الفتاتان سندس وميار طالبتان جامعيتان، يشرفن على مشروعٍ زراعي تعاوني، ساهم بتأسيسه عدداً من الطالبات في محافظتي الخليل وبيت لحم، من أجل مساعدة أنفسهن في دفع رسومهن الجامعية.

بداية الفكرة

وحول بداية الفكرة، تقول أبو شخدم أنها نشأت بشكل ذاتي بيننا كطالبات، ونحن في أروقة الجامعة، والتفكير الدائم في كيفية سداد أقساطنا الجامعية، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وكيفية استقبال الفصل القادم.

لم يتوقف الأمر عند التفكير، بل بدأت الفتيات بخطو خطواتٍ عملية من خلال جمع النقود من الطالبات المشاركات، عبر جمعية تعاونية طلابية خاصة، وتأسيس دفيئة زراعية، ومن ثم زراعتها بأشتال الطماطم، والإشراف عليها.

وتوضح أبو شخدم، أن الفكرة أصبحت ملحة، حينما قررن بعض الفتيات تأجيل دراستهن، ولم يتبقَ لهم سوى عام أو عامين، لعدم تمكن ذويهن من دفع أقساط رسومهن الجامعية، خاصة في ظل الحصول على رواتب غير كاملة.

وتضيف لـ "وكالة سند للأنباء": "قررنا ألا نكون عبئاً على ذوينا، وآمنا بأننا نستطيع فعل أي شيء لإنقاذ وضعنا الدراسي، كي لا نخسر حياتنا الجامعية".

68880591_452039545520411_7881907717130944512_n (1).jpg
 

استغراب الجميع

لم يكن الأمر سهلاً على الفتيات، فقد قوبلن في بداية الأمر بعبارات الاستهجان والاستنكار والاستغراب، إلا أنهن لم يأبهن لكلِ ذلك، كونهن قررن أن يسلكن طريق السعي والعمل، وخدمة أنفسهن وعائلاتهن ووطنهن.

 تعثرت الفتيات في بداية مشروعهن، لعددٍ من الصعوبات، كالتفكير في كيفية الحصول على الأرض الزراعية والمكان المناسب ومياه الري، هل يستأجرون أرضاً أم يشترون، لكن الشراء أمرٌ صعب.

لقد كان القدر حانياً عليهم، حينما استطعن توفير الأرض المناسبة للمشروع، وجمعن المال المناسب لبداية المشروع من قبل الطالبات المشاركات، كما تبين أبو شخدم.

النجاح الأول

شهور عديدة توالت، حتى استطعن أن يجنين الثمار، ولم تكن الفرحة لتسع قلوبهن، احتفاءً بنجاحهن بتجربتهن الأولى.

وتقول أحمد لـ "وكالة سند للأنباء إنه فعلاً أصبحنا نقطف ثمار الطماطم كل صباح، واتفقنا مع مسوقين بسوق الخصار المركزي الذين تعهدوا باستقبال منتجنا وتسويقه.

وترى أبو شخدم أن لا شيء صعب في الحياة، فالإرادة تصنع المعجزات، والتعاون المشترك يُفكك الأزمات، والمرأة الفلسطينية أثبتت دورها في أن تكون منتجة ومبدعة، وليست عبئاً على أحد.

وتتابع بسعادةٍ غامرة تملؤ عباراتها: " فعلاً لقد نجحنا، وتمكنّا من دعم بعضنا البعض كطالبات جامعيات".

68588044_452039502187082_3469654983220133888_n (1).jpg
 

اكتملت الفرحة

الفرحة اكتملت، وتجلت الهمة بشكل أعلى، حينما استطعن الحصول على المدخول المالي الأول من ريع مشروعهن، والذي وزعنهن على الطالبات المشاركات، وبذلك استطعن دفع أقساطهن الجامعية وإنقاذ فصلهن الدراسي، كما تصف أحمد.

وفي ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة في الأراضي الفلسطينية، تعاني الأسر من محدودية الدخل الكثير حين حلول الفصل الدراسي الجامعي، خاصة ممن لديهم عدداً من الأبناء والفتيات الذين يدرسون بالجامعة في آنِ واحد.

ويبلغ رسوم الفصل الدراسي لطالب الآداب قرابة 850 دولار للفصل الواحد، بينما يدفع طالب التخصصات العملية 1200 دولار، أما طلاب كليتي الطب والصيدلة يدفعون 2250 دولاراً في الفصل الواحد.