حذر مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، د. محمد أبو عفش، من الانهيار المستمر والمتصاعد للمنظومة الصحية في قطاع غزة، إثر تواصل حرب الإبادة في قطاع غزة، وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات اللازمة.
وقال أبو عفش في تصريح خاص بـ وكالة سند للأنباء إن الوضع الصحي داخل القطاع صعب جدا، في ظل خروج الكثير من المستشفيات عن الخدمة، ونفاد المعدات والمستلزمات الطبية والأدوية.
وبين أن الكارثة تتعمق أكثر مع تزايد أعداد المصابين بشكل يومي إثر استهدافات الاحتلال.
ولفت إلى أن نحو 250 حالة تدخل مشافي القطاع بشكل يومي، إثر عمليات القصف الإسرائيلية، واستهداف مراكز المساعدات ومراكز الإيواء وغيرها.
وأشار أبو عفش أن كل مشافي شمال القطاع، الممثلة في "كمال عدوان"، والأندونيسي، والعودة، ومستشفى نور الكعبي، تعرضت لتدمير كامل وخرجت عن الخدمة.
وشدد على أن خروج مستشفى نور الكعبي المخصص لمرضى السرطان في شمال القطاع، وتدمير المستشفى الأوروبي في خانيونس جنوبه، ترك نحو 11 ألف مريض سرطان، دون علاج ودون أي متابعات طبية.
وأردف "هذا قد يؤدي لوفاة الكثير من المرضى، الذي يعانون من شح المواد الطبية والأدوية".
وحول مرضى السكري، أوضح أبو عفش أن أكثر من 300 ألف مريض سكري وضغط في قطاع غزة، باتوا دون أدوية، ويعانون مشاكل صحية نتيجة ارتفاع مستوى السكر والضغط لديهم.
وقال إن نحو 4 آلاف مريض منهم قد يفقدون بصرهم في أي وقت، نتيجة ارتفاع السكر وعدم توافر الادوية الخاصة بهم.
وتسبب العدوان المتواصل بوتيرة متصاعدة، في شلل تام لعدد من الخدمات الطبية التخصصية التي كانت متوفرة في "الأوروبي"، من أبرزها: قسطرة القلب، وجراحة المخ والأعصاب، وتخصصات العيون الدقيقة، وعلاج مرضى الأورام، وفق حديث سابق لمدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي، صالح الهمص، لـ وكالة سند للأنباء.
وتشير معطيات وزارة الصحة إلى أنّ أكثر من 40 حالة تحتاج إلى عناية مركزة في اليوم الواحد، وتساءل الهمص: "لكن أين الأسرّة؟ وأي طاقم يمكنه التعامل مع هذا العدد؟ نحن أمام انهيار تام، وواقع صحي غير مسبوق".
وشدد أنّ التدمير الممنهج للمستشفيات واستهداف الطواقم الطبية ومنع دخول المستلزمات الصحيّة اللازمة، يعكس نية الاحتلال بقتل الناس بشكل مباشر وغير مباشر، إما عبر القصف، أو عبر حرمانهم من الرعاية الصحية اللازم والعلاج المناسب.
وارتقى أكثر 42 شهيدًا وعشرات الجرحى في قصف ورصاص الاحتلال في مختلف أنحاء قطاع غزة، منذ فجر اليوم الثلاثاء، من بينهم 27 شهيدًا قتلهم الجيش الإسرائيلي في مجزرة ارتكبها قرب نقطة مساعدات غرب رفح جنوب القطاع.
وفي السياق، جددت وزارة الصحة الفلسطينية، مناشدتها العاجلة للجهات المعنية بإنقاذ ما تبقى من مستشفيات مهددة بالانهيار في القطاع.
وأكدت الوزارة في تصريحٍ لها تلقته "وكالة سند للأنباء" أنّ نقص الأدوية والمستلزمات المنقذة للحياة والأجهزة الطبية يمنع إتمام التدخلات الجراحية العاجلة للمصابين.
وأشارت إلى أنّ غرف العمليات والعناية المركزة والطوارئ تشهد أوضاعا كارثية مع تزايد الإصابات الخطيرة الناجمة عن الغارات الإسرائيلية المستمرة على مدار الساعة.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 54 ألفا و510 شهداء، و124 ألفا و901 مصاب منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.