الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

شهادات جديدة..

الأورومتوسطي: معتقلات من قطاع غزة تعرضن للعنف الجنسي والتعذيب

حجم الخط
غزة.jpg
لندن - وكالة سند للأنباء

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان شهادات جديدة عن تعرض معتقلات فلسطينيات من قطاع غزة للعنف الجنسي والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، خلال احتجازهن من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المرصد الحقوقي، في بيان له تلقته "وكالة سند للأنباء"، اليوم الإثنين، إن شهادات المعتقلات نوهت إلى حالات تعرية وتحرش جنسي وتهديد بالاغتصاب، خلال احتجازهن لمدد متفاوتة.

وأوضح البيان: "تضمنت شهادات المعتقلات اللواتي أفرج عنهن مؤخرًا بعد أن أمضين مددًا مختلفة من الاعتقال تعرضهن لممارسات قاسية تصل حد التعذيب، بما يشمل ضربهن بشكل وحشي، وتهديدهن بالاغتصاب والإجبار على التجرد الكامل من ملابسهم والتفتيش العاري".

وأضاف: "وجه للمعتقلات ألفاظ نابية، وتم تقييدهن وتعصيب أعينهن لفترات طويلة، واحتجازهن في أقفاص مفتوحة وسط أجواء شديدة البرودة، وحرمانهن من الطعام والأدوية والعلاج اللازم والمستلزمات النسائية".

وهددت قوات الاحتلال، بشكل متواصل، المعتقلات بحرمانهن من رؤية أطفالهن، عدا عن القيام بنهب أموالهن وممتلكاتهن التي كانت بحوزتهن عند الاعتقال.

وأجرى فريق المرصد الأورومتوسطي مقابلات شخصية ميدانية مع عشرات النساء اللاتي صرّحن بأنهن تعرضن للتحرش الجنسي واللفظي.

ويقدّر الأورومتوسطي أن عددًا أكبر من المعتقلات تعرضن لتلك الانتهاكات وفضّلن عدم الكشف أو الحديث عنها بسبب الأعراف الاجتماعية أو نتيجة تعرضهن للصدمة أو خوفًا من الانتقام أو الملاحقة أو القتل من الجيش الإسرائيلي.

ويبيّن الأورومتوسطي أن الوصول للعدد الدقيق أو الحجم الفعلي لمدى ممارسة تلك الانتهاكات ضد النساء والفتيات الفلسطينيات من المرجح (إن تحقق) أن يأخذ وقتًا أطول.

شهادة حيّة..

وفي إحدى الشهادات، صرحت سيدة (45 عامًا) من سكان حي "الشيخ رضوان" في مدينة غزة، بأنه جرى اعتقالها في 28 كانون أول/ ديسمبر 2023، من داخل مدرسة لإيواء النازحين تديرها وكالة الأونروا، في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، وقد ظلت محتجزة لمدة 43 يومًا.

وروت أن جيش الاحتلال اقتحم المدرسة فجرًا واستدعى الذكور وأجبرهم على خلع ملابسهم واحتجازهم، ومن ثم تم استجواب النساء عبر طلب فحص هوياتهن الشخصية.

وأشارت ذات السيدة، إلى أن قوات الجيش طلبت منها الدخول إلى غرفة للخضوع لمعاينة طبية. مضيفة: "بعد دخولي الغرفة تم تفتيشنا ونحن عاريات بالكامل داخل مكان مغلق، وظلت المجندات يضربننا بشدة".

ولفتت النظر إلى إنها تعرضت للتفتيش العاري عدة مرات في أماكن مفتوحة وبوجود جنود ذكور، فيما قامت مجندة خلال تعريتها بإهانتها والبصق عليها والتعليق على جسدها.

وأوضحت أنها تعرضت للاحتجاز لمدة 11 يومًا داخل قفص يشبه "قفص الحيوانات" في العراء، وكانت مكبلة طوال الوقت وسط أجواء شديدة البرودة، فيما لم توجد في المكان سوى دورة مياه واحدة دون طعام أو ماء كافٍ.

وأفادت بأنه تم التحقيق معها مرة أخرى بعد أربعة أيام من وجودها داخل قفص وابتزازها بعدم رؤية أبنائها مجددًا في حال عدم تعاونها مع المحققين.

وأكدت: "تعرضت لإهانات لفظية من الجنود والمجندات فضلًا عن تصويرنا بالهواتف المحمولة لتوثيق تعذيبهن وسط تجاهل تدهور حالتهن الصحية".

مُهاجمة حركة "حماس"..

وفي شهادة أخرى، قالت فتاة فلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلتها من مدرسة تابعة للأونروا، ونقلتها مع نساء أخريات، إلى مسجد قريب ومصادرة بطاقاتهم الشخصية واستجوابهم جميعًا بشكل فردي.

وأضافت أنه تم التحقيق معها من قبل جنود هددوها بالاغتصاب حال عدم إطاعة أوامرهم بتسجيل مقاطع مصورة تهاجم حركة "حماس"، إلى جانب تهديدها بعدم رؤية أبنائها حال عدم استجابتها لهم.

وذكرت أنه تم نقلها إلى سجن "الدامون" الإسرائيلي والتحقيق معها حول قضايا عسكرية وسط ظروف معيشية بالغة السوء، ولم يكن يسمح لهن بالخروج من الغرفة الضيقة.

احتجاز صعب في ظروف قاسية..

وقالت فتاة ثالثة من سكان مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، لفريق الأورومتوسطي إنها تعرضت للاعتقال لمدة 50 يومًا من داخل مدرسة حكومية لإيواء النازحين في مدينة غزة.

وأوضحت أنه عند اعتقالها تم تكبيل يديها من الخلف ووضع عصبة على عينيها وتفتيشها وهي عارية من ملابسها باستثناء الملابس الداخلية، قبل أن يتم نقلها مع معتقلات أخريات عبر جيب عسكري إلى موقع "زيكيم" العسكري.

وقالت: "كانت مرحلة الاحتجاز صعبة للغاية وتعرضت لشد عضلي في يدي المكبلة، وعندما حاولت تعديل وضعيتي، قامت المجندة الإسرائيلية بضربي بشدة على ظهري".

وأردفت: "ثم تم نقلنا بالشاحنة إلى منطقة جبلية بالقرب من مدينة القدس في مركز احتجاز يُدعى عاناتوت، وكانت درجة الحرارة هناك منخفضة وعانينا من البرد الشديد".

وتابعت: "بقينا هناك على الرصيف لمدة تقارب الساعة، ثم أعطونا ملابس السجن المعروفة باللون الرمادي. بعد ذلك، قاموا بتقييدنا جماعيًا في طابور وسخروا منا بينما كنا نمشي، ثم اقتادونا إلى مكان يشبه القفص، يشبه الجحيم، وبقينا فيه لمدة حوالي 8 أيام، دون تلبية احتياجاتنا الأساسية مثل قضاء الحاجة والطعام".

وبيّنت: "خلال تلك الأيام، لم يقدم طعام سوى وجبة اللبنة، وكانت كمية الطعام قليلة جدًا. كنا نتعرض لإهانات لفظية سيئة بألفاظ نابية، ومنعنا من الاستحمام واستخدام الفوط الصحية إلا بكميات شحيحة جدًا".

وأضافت: "كان الجنود يضيقون علينا ليمنعونا من الصلاة، فضلًا عن إبقائنا في العراء تحت الأمطار. تعرضت لعدة اعتداءات من مجندات، وبعد قضاء ثمانية أيام نُقلت إلى سجن الدامون".

إهمال طبي وضرب شديد..

واشتكت محررة أخرى من تعرضها للإهمال الطبي أثناء وجودها في سجن الدامون، وخضوعها لجلسات تحقيق قاسية متكررة حتى تم الإفراج عنها.

وقالت سيدة أخرى إنه عند اعتقالها تمت مصادرة كافة مقتنياتها من ذهب وأموال وهاتف محمول وأغراض شخصية، وأُجبرت على خلع ملابسها قبل أن يتم تقييد أيديها وتعصيب عينيّها ونقلها إلى مركز احتجاز في موقع "زيكيم" وإخضاعها لجلسات تحقيق قاسية تتضمن معاملة قاسية من ضرب وتعذيب وتوجيه ألفاظ نابية.

وأضافت أنه تم نقلها لاحقًا إلى سجن "الدامون" داخل باص، وتعرضت خلال ذلك إلى اعتداء بالضرب الشديد من جندي، وقد خضعت لمزيد من الاستجواب، وتخلل ذلك الاعتداء الجسدي عليها وهي عارية.

حصانة المُعتدي وعمليات التحريض..

وكان بيان لخبراء في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أعرب عن القلق إزاء تقارير موثوقة بشأن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.

من جهته، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن كل هذه الانتهاكات تأتي في سياق نزع الإنسانية عن الفلسطينيين في قطاع غزة جميعًا، وبخاصة الأطفال والنساء، وبالتالي تبرير وتطبيع كافة الجرائم المرتكبة بحقهم.

واستدرك: "كما تأتي هذه الجرائم تنفيذًا للتحريضات العلنية التي نفذها مسؤولون إسرائيليون ضد جميع سكان القطاع، بالإضافة إلى تمتع مرتكبي هذه الجرائم بحصانة مطلقة".

وشدد على أن ما تقوم به "إسرائيل" تعتبر في مصاف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، وهي جرائم قائمة بحد ذاتها، بحسب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وجدد الأورومتوسطي مطالبته اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها والتحقق من أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لا سيما النساء والفتيات.

وشدد على ضرورة قيام الصليب الأحمر بتبني المواقف العلنية وإصدار البيانات في كل مرة ترفض فيها "إسرائيل" السماح لها بالقيام بمهامها المنوطة بها، وعلى رأسها زيارة المعتقلين والأسرى الفلسطينيين.

ودعا، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمسألة التعذيب وغيره إلى التحقيق الفوري فيما تعرضت له المعتقلات الفلسطينيات من انتهاكات جسيمة وجرائم خطيرة، ورفع التقارير بشأنها، تمهيدًا لعمل لجان التحقيق وتقصي الحقائق والمحاكم الدولية في النظر والتحقيق وإجراء المحاكمات بشأن جرائم الجيش الإسرائيلي.