قالت مؤسسات الأسرى، وعائلة المعتقل الشهيد عبد الرحمن مرعي، اليوم الأربعاء، إن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ جرائم مكثفة بحق المعتقلين وعائلاتهم هي الأخطر منذ عقود.

وتحدثت مؤسسات الأسرى عما يقوم به جيش الاحتلال خلال عمليات الاعتقال من إطلاق النار على المعتقلين وإصابتهم، واستخدامهم دروعا بشرية، والاعتداء عليهم بالضرب، والتهديد بالاغتصاب.

وطالبت بالضغط على الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف، لضرورة الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لوقف عدوانها بحق المعتقلين.

وشددت على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة ومستقلة، للتحقيق في الجرائم المرتكبة بحق المعتقلين، خاصة من تم اعتقالهم منذ بدء العدوان، والضغط في سبيل وقف جريمة الاعتقال الإداري المتصاعدة.

وأكدت ورقة أصدرتها مؤسسات الأسرى أن قوات الاحتلال نفذت حملات اعتقال واسعة النطاق في الضفة الغربية منذ بدء العدوان، حيث سُجلت أكثر من 4000 حالة اعتقال، بما فيها في القدس.

وبيّنت الورقة الحقوقية، أن الاعتقالات أصابت جميع فئات المجتمع الفلسطيني، بينها 150 امرأة وفتاة من غزة والضفة الغربية والقدس وأراضي عام 1948، إضافة إلى 255 طفلا.

6 شهداء وجريمة..

قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية فلسطينية)، قدورة فارس، إن 6 معتقلون فلسطينيون استُشهدوا داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي" منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، آخرهم الشهيد ثائر أبو عصب.

وأكد "فارس" أنه تم وضع القناصل والدبلوماسيين في صورة "الجرائم الكبرى" التي تُرتكب بحق الأسرى الفلسطينيين، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية "الإسرائيلية".

وأضاف: "تم وضع ممثلي عدد من الدول بصورة ما يعانيه معتقلونا وتعرضهم للخطر، وحالة الاكتظاظ التي يعيشونها في المعتقلات". داعيا لوقوف الدول وتنفيذ التزاماتها بحق معتقلينا بالحرية.

وأوضح، أن "إدارة معتقلات الاحتلال ما زالت إلى الآن تخفي اسم أحد المعتقلين الشهداء، إذ اكتفت بنشر أنه من قطاع غزة، وربما هناك آخرون قد استُشهدوا نتيجة التعذيب".

وبين: "ستتم متابعة واقعة استشهاد معتقلينا، بمن فيهم الشهيد عبد الرحمن مرعي، وتوثيق هذه الجرائم لتكون يوما ما مخرزا في عين الاحتلال الذي تنكّر لكل القيم الإنسانية".

تصريحات قدورة فارس، وردت خلال مؤتمر صحفي أعقب لقاءً مغلقا مع مجموعة من القناصل والدبلوماسيين، في مقر منظمة التحرير الفلسطينية، بمدينة رام الله، حول قضية استشهاد الأسير عبد الرحمن مرعي.

عمليات انتقام..

بدوره، قال رئيس جمعية نادي الأسير الفلسطيني (شبه رسمية) عبد الله الزغاري، إن الاحتلال ينفذ انتهاكات تطال مختلف أبناء شعبنا، ويمارس بحقهم عمليات انتقامية وسلوك عدواني.

وأضاف الزغاري: "المعتقلون مستهدفون أكثر من أي وقت مضى، وهو ما تظهره شهادات المفرج عنهم، التي تؤكد أن هناك عمليات انتقامية حولت حياتهم للجحيم، وهم في مرحلة انتظار على الجرح وصبر على الألم".

وتابع: "جرائم مروعة وفظيعة ترتكب بحق معتقلي غزة، وبالخفاء، إلى جانب التخوفات التي تتصاعد بشكل كبير حول إقدام الاحتلال على تنفيذ إعدامات ميدانية بحقهم".

ولفت النظر إلى أن الاحتلال يستمر برفض الإفصاح عن أي معطى حول مصير أسرى غزة، أو حتّى أعدادهم، أو أماكن احتجازهم، أو حالتهم الصحيّة.

ظروف استشهاد الأسير عبد الرحمن مرعي..

بدوره، أفاد شقيق الشهيد عبد الرحمن مرعي، بأن "العائلة تفاجأت بخبر استشهاد شقيقه، وتبين من خلال التشريح أن هناك آثار كدمات نتيجة الضرب على جميع أنحاء جسده، وهو ما يؤكد استشهاد عبد الرحمن بسبب جريمة اقترفها الاحتلال".

وطالب "مرعي" المجتمع الدولي والعالم بالتحقيق في جريمة استشهاد شقيقه، وما يمارسه الاحتلال.

مستدركًا: "رغم أننا نشاهد العالم جميعه يقف إلى جانب إسرائيل، لا سيما أن كل المعتقلين معرضون لنتيجة شقيقه نفسها في السجون".

اعتداءات ومخالفات للقوانين الدولية..

بدوره، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، إنه يتضح من خلال الشهادات الحية من المعتقلين القاصرين ومن شقيق الشهيد عبد الرحمن، أن المعتقلين يتعرضون لاعتداءات وجرائم غير مسبوقة.

وأوضح، أن عائلات المعتقلين تعيش قلقا على أولادها، منبهًا إلى سياسة الاعتقال الإداري التي تتيح اعتقال الفلسطينيين دون تقديم تهم لهم.

وشدد "شومان" على أن مجمل الإجراءات والسياسات التي تمارس بحق معتقلينا ومعتقلاتنا مخالفة لجميع القوانين الدولية.

من ناحيته، تحدث شقيق المعتقل الشهيد ثائر أبو عصب أن شقيقه لم يكن يعاني أي مرض، وقضى في المعتقل 19 عاما، فيما لم تعلم العائلة أيًا من ظروف استشهاده.