الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

عزون وكفر قدوم نموذجاً

تحولات نحو العمل المسلح في معاقل المقاومة السلمية بالضفة

حجم الخط
ttIQ8.jpg
نابلس- أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

على مدار السنوات الماضية، ظلت عزون وكفر قدوم قضاء قلقيلية، عنواناً ونموذجاً حياً على ممارسة قطاعات واسعة من أبناء البلدتين لأسلوب المقاومة الشعبية، رفضاً لسياسات الاحتلال وممارسات المستوطنين.

لكن مؤخراً، ومع بداية "طوفان الاقصى" في السابع من أكتوبر، لم تعد مقاومة الاحتلال في هاتين البلدتين مقتصرة على المسيرات والفعاليات الجماهرية، بل انخرط بعض شبابها في المقاومة المسلحة.

انخراطٌ قد يراه البعض انتقال شريحة من المؤمنين بالمقاومة اللاعنفية "السلمية" إلى دائرة الكفاح المسلح، بعد تعاظم جرائم الاحتلال وعدم فاعلية الخيار الأول، كما يعتقد كثيرون.

قصف واغتيال

في الثاني من كانون الثاني/ يناير الماضي، اغتالت وحدة من المستعربين الإسرائيلية، أربعة شبان من عزون تحصنوا في أحد منازل البلدة، بعد أن خاضوا لعدة ساعات اشتباكاً مسلحاً أسفر عن إصابة ضابط إسرائيلي بجراح بالغة.

واتهم الاحتلال الشبان وليد رضوان، وإياد شبيطة، ومحمد رضوان، وقصي صلاح، بتشكيل خلية عسكرية وتنفيذ عمليات إطلاق نار وتفجير عبوات ناسفة ضد القوات الإسرائيلية.

وفي العشرين من الشهر الجاري، اغتالت القوات الإسرائيلية المطارد عارف علي من قرية كفر قدوم، بعد أن قصفت المنزل الذين لجأ إليه في مخيم جنين.

وقبل استشهاده بفترة، ظهر علي في شريط فيديو يقول فيه: "طالما الاحتلال موجود، فليس أمامنا سوى خيار واحد هو الكفاح المسلح (...) لن نُقابل رصاص الاحتلال الموجهة نحو صدورنا بالورود".

وتابع: "المسيرات السلمية كانت رسالة رفض للاحتلال في الوقت الذي لم يكن لدينا إمكانية لممارسة المقاومة المسلحة (...) نحن على يقين أن المحتل لن يرحل بالمسيرة أو الحجر، وإنما بالسلاح".

وتشير المعطيات المتوفرة لدى "وكالة سند للأنباء"، إلى أن العمليات التي نفذتها المقاومة في الضفة الغربية منذ بداية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، أسفرت عن مقتل 13 إسرائيلياً وإصابة أكثر من 90 آخرين بجراح مختلفة.

وقبل عدة أيام، نفذّ 3 شبان من قريتي بيت تعمر وزعترة قضاء بيت لحم، عملية إطلاق نار قرب حاجز الزعيم شرقي القدس، أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 8 آخرين.

ومن الملاحظ أن القريتين اللتين ينحدر منهما الشبان الثلاثة، كانتا حتى وقت قريب محسوبة على القرى الهادئة التي لم ينخرط أبناؤها في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال منذ نهاية انتفاضة الأقصى عام 2007.

 انتقال طبيعي

يقول الكاتب والمحلل السياسي سري سمور: "شكل المقاومة يختلف ويتغير بتغير الظروف، فمن يؤمن بالمقاومة السلمية اليوم قد يصبح من أنصار المقاومة المسلحة في الغد، والعكس صحيح أيضاً".

ويضيف لـ"وكالة سند للأنباء": "اختلاف وجهات النظر على شكل المقاومة داخل المجتمع الفلسطيني موجود وهو أمر طبيعي، والمهم أن أنصار كل فريق لا ينتقدون الفريق الثاني".

ويشير إلى أن الجيل الجديد في كل بقعة جغرافية في الضفة يحاول محاكاة واستلهام شكل المقاومة المسلحة، سواء من قطاع غزة أو من مناطق في الضفة مثل مخيم جنين وغيره.

وحسب سمور، فإن أجهزة مخابرات الاحتلال تراقب هذه التحولات، سواء من خلال ما تعكسه استطلاعات الرأي التي تظهر اتساع رقعة المؤمنين بالمقاومة المسلحة من الفلسطينيين خاصة الشباب، أو من خلال التحولات الميدانية التي باتت تظهر في بعض القرى والبلدات التي كانت بعيدة عن الفعل المسلح.

وتوقع سمور أن تنتهي المقاومة السلمية في منطقة شمال الضفة الغربية، بسبب سياسات الاحتلال وطريقة تفكير الجيل الجديد الذي لم يعد يؤمن بهذا الخيار، وفي ظل توفر السلاح وجهات داعمة لهذا التوجه.

ممارسات الاحتلال

بدوره، يرى الناشط في المقاومة الشعبية في عزون محمد مصلح، أن السبب الرئيس في انتقال بعض الشبان من تبني المقاومة السلمية إلى المسلحة هو التطرف الإسرائيلي الذي وصل إلى حدود غير معقولة، خاصة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأوضح: "هؤلاء الشبان يرون كل يوم بأم أعينهم الانتهاكات التي يرتكبها سواء جنود الاحتلال أو المستوطنين من قتل وتصفية جسدية، مروراً بالاعتقال الذي يتخلله الضرب المبرح، وانتهاء بهدم المنازل ومصادرة الأراضي".

ويشير إلى أن هذه الممارسات، بالإضافة إلى المجازر البشعة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، ستدفع نسبة كبيرة من الشبان إلى التفكير بالثأر والرد على هذه الاعتداءات وعدم السكوت عنها.

واستدرك: "لا يمكن القول إن ما جرى أو لربما ما سيجري في المستقبل هو تحول في نسبة الذين باتوا غير مقتنعين بالمقاومة السلمية".

وأكد: "كل فلسطيني لديه قناعاته في طريقة رفضه للاحتلال، ويُعبر عن ذلك بالأسلوب الذي يراه مناسباً، منهم من يعتقد أن المقاومة الشعبية هي الحل، ومنهم من يرى أن المقاومة المسلحة هي الأسلوب الأنجع".

ويشدد مصلح على أن المقاومة الشعبية والفعاليات الجماهيرية في عزون لم تتوقف، وهي متواصلة بشكل أسبوعي ولم يخف زخمها، رغم القمع الإسرائيلي الذي زادت حدته منذ السابع من أكتوبر.

وأسفرت عمليات المقاومة في الضفة الغربية خلال العام الماضي (2023) عن مقتل 42 جندياً ومستوطناً في أعلى إحصائية للقتلى الإسرائيليين منذ نهاية انتفاضة الأقصى عام 2007.