الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

التصدي المسلح للاحتلال.. هل انتقلت المقاومة بالضفة لمرحلة جديدة؟

حجم الخط
جنود الاحتلال
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

منذ عام ونصف وهي الفترة الممتدة منذ انتهاء حرب مايو/ أيار 2021 التي تُعرف بـ "سيف القدس"، وحتى يومنا هذا، تشهد مدن فلسطينية، اشتباكات مسلحة بين جنود الاحتلال الإسرائيلي، ومقاومين فلسطينيين.

هذه الاشتباكات التي انطلقت شرارتها من مخيم جنين، وامتدت لاحقاً لنابلس وطوباس وطولكرم، وإن كانت "غير متكافئة" من الناحية العسكرية، غير أنها تحمل في طياتها العديد من المؤشرات المعنوية والعسكرية.

ومنذ بداية العام الجاري شهدت الضفة الغربية، أكثر 6384 عملاً مقاومًا، بلغت ذروتها في شهر نيسان/ أبريل الماضي (1510 أعمال مقاومة)، يليه مايو/ أيار (1358 عملًا مقاومًا)، ثم فبراير/ شباط المنصرم (835 عملًا مقاومًا)، ثم مارس/ آذار (821 عملًا)، فيونيو/ حزيران (649)، ثم كانون الثاني/ يناير (623 عملاً مقاومًا)، يليه تموز/ يوليو (588 عملًا).

وحتى منتصف شهر آب/ أغسطس الجاري، بلغت عمليات إطلاق النار ضد جنود الاحتلال في الضفة 33 عملية.

وخلال هذه الفترة، ارتقى عشرات الشهداء الفلسطينيين، من بينهم مقاومين تم تصفيتهم على يد الوحدات الإسرائيلية الخاصة، أو خلال اشتباكات مسلحة مع جنود الاحتلال، الذين شملتهم الخسائر أيضًا.

لم تكن موجودة قبل سنتين

يقول المحلل السياسي سري سمور من مخيم جنين: "بلا شك دخلت المقاومة الفلسطينية مرحلة جديدة، عنوانها عمليات إطلاق نار شبه يومية على قوات الاحتلال عند اقتحامها المدن والبلدات الفلسطينية".

ويُشير "سمور" في حديث مع "وكالة سند للأنباء"، إلى إلى أن هذه الظاهرة التي لم تكن موجودة قبل سنتين، تبرز اليوم بوضوح خاصة في شمال الضفة الغربية، وأحياناً رام الله، حيث حلَّ الرصاص مكان الحجارة.

ويصف هذه الظاهرة بـ "الإيجابية" التي أعادت للمقاومة حيويتها، مردفًا: "إنها الصورة الصحيحة للعلاقة التي يجب أن تحكم بين شعب محتل، ودولة محتلة".

ويستدرك: "لكن الملاحظ أن هذه الظاهرة لم تتطور ولم تنتقل بقوة لجميع المحافظات خاصة تلك القريبة من المستوطنات الإسرائيلية في وسط وجنوب الضفة تحديداً، إضافة لضعف الحس الأمني عند المقاومين بسبب صغر سنهم وتجربتهم الضعيفة".

ويؤكد ضيفنا أن هذه الظاهرة لم تستطع خلق معادلة جديدة كوقف اقتحام منطقة قبر يوسف بنابلس، أو مخيم جنين، ولم تحدث تغيراً جذرياً في عقلية الاحتلال كانتفاضة الأقصى مثلاً، ولم تتحرك خلال العدوان الأخير على قطاع غزة (أغسطس/ آب 2022).

ويوضح أن بعض عمليات إطلاق النار ليست ذات جدوى ولا توقع خسائر في الاحتلال وتعرض المقاومين للخطر، كاستهداف الحواجز الإسرائيلي سواء في حوارة جنوب نابلس، أو الجلمة شمال جنين.

وحول نظرة الاحتلال لهذا الواقع الجديد في الضفة، يرى "سمور" أن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية هي التي تدير الملف الفلسطيني، مشيراً لوجود تباين في وجهات النظر.

ويُبيّن أن "هناك من يريد توسيع عمليات القتل واجتياح المناطق الفلسطينية التي يتواجد بها المقاومون، وهناك طرف آخر يرى من الضرورة الاكتفاء بما هو قائم حالياً بسبب الانشغال في ملفات أخرى كإيران وقطاع غزة".

ويستطرد: "لكن الأهم من كل ذلك، هي الدلائل المعنوية لهذه الظاهرة، حيث باءت كل محاولات تدجين الجيل الجديد وحرف نظره عن مقاومة الاحتلال بالفشل، كما أن أجهزة مخابرات الاحتلال باتت اليوم تخشى من فكرة المقاوم المُلهم".

تضخيم الظاهرة..

في المقابل، يعتقد الكاتب والباحث ساري عرابي، أنه من المبكر الحديث عن انتقال المقاومة في الضفة لمرحلة جديدة، مشدداً على أنه ليس من المصلحة الفلسطينية تضخيم هذه الظاهرة التي تأتي في سياقات سياسية وأمنية واقتصادية معقدة.

ويُضيف: "بلا شك هي تطور وتحول لافت عما كانت عليه المقاومة في الضفة والتي كان حتى وقت قريب تتسم بالعمليات الفردية، هذا التحول يقلل من نفوذ السلطة الفلسطينية وسطوتها الأمنية، لذلك نرى الاحتلال يتعامل معها بطريقة جراحية حذرة وموضعية".

ويلفت "عرابي" خلال حديثه مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن الاحتلال يستمر في مشروعه القائم على السلام الاقتصادي، وتقليص الصراع والابتعاد عن العقوبات الجماعية.

ويؤكد على وجود خروج المقاومة عن حيزها الجغرافي، وأن لا تظل محصورة في مخيم جنين أو البلدة القديمة في نابلس، إضافة لتغير النمط الدفاعي القائم على مشاغلة الاحتلال خلال اقتحام المدن.

وبحسب "عرابي" فإن "اقتصار العمل المقاوم على هذا النمط سوف يؤدي لاستهلاك هؤلاء الشبان؛ فالاحتلال مع مرور الوقت لديه المقدرة على تفكيك هذه الظاهرة كما فعل في انتفاضة الأقصى التي كانت أشد فتكاً بالاحتلال وأكثر اتساعاً، لذلك من المهم أن تُطور هذه الظاهرة نفسها".

وفي معرض حديثه يدعو المقاومين للتقليل من المظاهر الاستعراضية، وأن يهتموا أكثر بالإجراءات الأمنية وعدم المبيت بشكل جماعي.

ويُكمل: "لا أتفق مع من يقول أن هذا الشكل من المقاومة مريح للاحتلال، أي مقاومة مهما كان شكلها أو تأثيرها يزعج الاحتلال ويربك مخططاته".

وفي سؤالنا "ما المطلوب؟" يُجيب "عرابي": "أن تصبح هذه الظاهرة أكثر جدوى وتأثيراً بالاحتلال، وهذا يتطلب من المقاومين تغيير نمط الاشتباك الموجود اليوم (..) إشكالية هذه الظاهرة أنها غير قادرة على إيقاع أذى حقيقي بالاحتلال".