الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

شهادات من قلب المجزرة..

محدث بالفيديو والصور 112 شهيدًا و760 مصابا خلال انتظار شاحنات المساعدات بغزة

حجم الخط
مجزرة دوار النابلسي.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء

استشهد 112 مواطنًا وأصيب 760 آخرين، صباح اليوم الخميس، في مجزرة بشعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال انتظار آلاف المواطنين شاحنات المساعدات جنوب غرب مدينة غزة.

وقال مراسل "وكالة سند للانباء" إن قوات الاحتلال فتحت النار وأطلقت عشرات القذائف اتجاه آلاف المواطنين الذين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات عند دوّار النابلسي قرب شارع الرشيد جنوب غرب غزة.

وأشار إلى أن عشرات الشهداء ومئات الجرحى نقلوا لمجمع الشفاء الطبي الذي يعاني من شح بالخدمات الطبية وقطع للتيار الكهربائي، حيث امتلأت أرض المستشفى بالجرحى غالبيتهم بوضع حرج، كما نقلت أعداد أخرى لمستشفى كمال عدوان رغم خروجه عن الخدمة، إضافة لمستشفى العودة.

وذكر مراسلنا، أن محاولات انتشال الشهداء والجرحى لا زالت متواصلة، في ظل إطلاق قوات الاحتلال النار على المواطنين الذين يحاولون إنقاذهم.

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب عمليات قتل ممنهجة ضد 700 الف نسمة شمال غزة بالاستهداف والتجويع معا.

وأضاف في تصريح – ظهر الخميس- أن وزارة الصحة وثقت حتى الآن في مجزرة دوار النابلسي 112 شهيدًا و760 إصابة، مشيرًا إلى أنها تشكل تحولا جديدًا في مسلسل الإبادة الجماعية.

وأوضح "القدرة" أن عشرات الإصابات بين حرجة وخطيرة وصلت مجمع الشفاء الطبي مما قد يرفع حصيلة شهداء المجزرة، في الوقت الذي لم تعد الطواقم الطبية قادرة على التعامل مع حجم ونوعية الاصابات التي تصل للمجمع؛ نتيجة ضعف الإمكانيات الطبية والبشرية.

وطالب "القدرة" المجتمع الدولي بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي وأوروبي، وبتوفير ممر إنساني آمن يسمح بوصول المساعدات الطبية والانسانية والوقود لشمال قطاع غزة.

ومنذ ساعات صباح أمس، تجمّع آلاف المواطنين قرب دوار النابلسي جنوب غرب مدينة غزة؛ انتظارًا لشاحنات المساعدات، في ظل المجاعة التي تضرب محافظتي غزة وشمال غزة، وشح المساعدات الواصلة لنحو 700 ألف مواطن لا زالوا هناك.

من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي –مقره جنيف- إن فريقه الميداني وثّق اقتراف الجيش الإسرائيلي مجزرة دامية عندما أطلقت الدبابات الإسرائيلية القذائف والنار بشكل مباشر في حوالي الساعة الرابعة والنصف فجر اليوم الخميس، تجاه آلاف المدنيين الجياع الذين انتظروا منذ ساعات وصول شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي غزة.

وأكد الأورومتوسطي، في بيان صدر عنه، أن عملية إطلاق القذائف والنار استهدفت المدنيين الفلسطينيين بمجرد وصول الشاحنات التي تقل المساعدات، وأن العشرات سقطوا بعد صعودهم على الشاحنات لمحاولة أخذ كيس طحين، وأن العشرات استهدفوا وهم يحملون كيس الطحين أو كرتونة تحمل معلبات لإطعام أفراد أسرتهم الذين أنهكهم الجوع.

وقال باحث المرصد الأورومتوسطي في مستشفى الشفاء، إن مئات المصابين والشهداء وصلوا إلى المستشفى الذي يعمل بطاقة جزئية، مؤكدًا أنه لا يوجد طواقم طبية كافية وهناك تدافع كبير، واضطر مواطنون للتعامل مع الجرحى ومحاولة تقديم الإسعافات الأولية وسط حالة كارثية ومؤلمة، حيث وصل الشهداء والمصابون على "الكارات" وبعضهم معهم كيس طحين الذي اختلط بالدماء.

وأفاد سعيد ثابت سالم الريفي أحد الناجين من المجزرة لطاقم الأورومتوسطي: "ذهبنا لأخذ المساعدات لاستلام الطحين على البحر، أطلقوا النار تجاهنا، الساعة 4:30 فجر اليوم، بمجرد وصول الشاحنات وتقدم الناس نحوها بدأ إطلاق النار من كل مكان، صارت مجزرة". 

وتابع: "ظلم الي بصير، أنا حصلت على كيس طحين لأطعم أسرتي المكونة من 11 فردًا، ورفيقي قتل، انتظرت منذ الساعة الثانية ظهر أمس حتى السادسة صباح اليوم".

وأفاد أنس صبحي عبد العال لطاقم الأورومتوسطي: "وصلنا دوار النابلسي، بمجرد دخول الشاحنات بدأت الدبابات تطلق النار وتطلق القذائف من كل 10 شخص واحد استلم، هناك العديد من قتلوا أو أصيبوا وهم يحملون كيس طحين أو كراتين تحمل معلبات .. إطلاق النار كان على الشاحنات ومحيطها بعدما وصلها المواطنون، أصبحت الشاحنات محملة بالقتلى والمصابين".

وأكد الأورومتوسطي أن عمليات القتل الجماعي للمدنيين الجياع تأتي في وقت تستمر فيه محاولات الجيش الإسرائيلي تفريغ غزة وشمالها من السكان الذين بقوا فيها، عبر إرسال رسائل إليهم أن المساعدات فقط في منطقة المواصي، وعبر الاستمرار في التجويع واستخدامه كسلاح في الحرب الدامية.

وحذر بأن إسرائيل تتعمد تعميق أزمة التجويع الكارثية لجميع سكان قطاع غزة، بحرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على نحو شديد ومتواصل، ومنع وعرقلة إدخال وتوزيع الإمدادات الإنسانية، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع، بهدف دفع السكان إلى التهجير القسري من مناطقهم، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في القطاع منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

ووثق المرصد الأورومتوسطي إفادات من سكان في مدينة غزة وشمالها بشأن تلقيهم اتصالات هاتفية من الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، يطالبهم فيها بشكل واضح وصريح بالنزوح إلى وسط وجنوب قطاع غزة من أجل الحصول على الغذاء والماء وتفادي الموت جوعًا.

وبحسب الإفادات، فقد تضمنت رسائل مسجلة تلقاها السكان قول الجيش الإسرائيلي إنه ما يزال "يعمل بقوة" في مناطقهم بينما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية في منطقة "المواصي" جنوبي القطاع، مطالبًا إياهم بالتوجه إلى تلك المنطقة للحصول على المساعدات.

وبحسب متابعة المرصد الأورومتوسطي، فإن الإمدادات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة في شباط/فبراير الجاري انخفضت مقارنة مع كانون ثانٍ/يناير بنسبة 50% على الرغم من تعاظم الاحتياجات الهائلة لأكثر من 2.3 مليون نسمة يعيشون في ظروف معيشية بائسة.

ففي وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية، وقرار محكمة العدل الدولية، لزيادة إدخال المساعدات المنقذة للحياة ودخول الإمدادات التجارية، وضمان إدخالها وتوزيعها على نحو سريع وفعال ودون معيقات، شهد شهر شباط/فبرير دخول نحو 98 شاحنة يوميًا في المتوسط، ما يمثل انخفاضًا بنحو النصف في الإمدادات التي كانت تدخل قطاع غزة مقارنة بشهر كانون ثانٍ/يناير.

وأضاف الأورومتوسطي: "يأتي ذلك رغم أنه في الأصل يبقى عدد الشاحنات التي تدخل غزة أقل بكثير من الهدف المحدد، وهو 500 شاحنة في اليوم، كما كان يجرى قبل السابع من تشرين اول/أكتوبر الماضي". 

ويقدّر المرصد أن الاحتياج الحقيقي والفعلي لسكان القطاع يفوق حتى هذا العدد من المساعدات الخارجية، نتيجة لقيام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف مقومات الحياة ومقدرات الإنتاج المحلي الداخلي بشكل شبه كامل، إما بالقصف والتدمير، أو بتجفيف مصادر الإنتاج، كالوقود والكهرباء والمواد الأساسية والخام، نتيجة القرارات الإسرائيلية والحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل منذ حوالي خمسة أشهر.

هذا بالإضافة إلى تعاظم الاحتياجات الطبية والصحية والعلاجية لسكان قطاع غزة، وبخاصة المرضى والجرحى والنساء والأطفال وكبار السن، نظرا لاستمرار سقوط الضحايا الجرحى بشكل يومي وكبير بسبب العدوان العسكري الإسرائيلي، وانتشار الأمراض والأوبئة المعدية بشكل سريع، وخروج معظم القطاع الصحي عن العمل بسبب الاستهداف الإسرائيلي لجميع مكوناته، بالتدمير والحصار وقطع الإمدادات.

وأبرز الأورومتوسطي استمرار تراجع وتيرة إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية، وتقويض آليات حمايتها وسبل توزيعها، يأتي كأداة أساسية تنفذ فيها "إسرائيل" مسعاها في إخضاع فلسطينيي القطاع عمداً لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكهم الفعلي، وكذلك لاستكمال تنفيذ خططها في تفريغ مدينة غزة ومناطق شمالي قطاع غزة من السكان، وإجبارهم على النزوح جنوبًا بشكل قسري تحت ضغط الهجمات العسكرية، والتهديد والترهيب، وسياسة التجويع وإبقاء مستويات مساعدات غير متناسبة مع حجم الاحتياجات الهائلة، وفق البيان.

وأردف: "فيما يؤمل أن تعوض عمليات الإنزال الجوي للأغذية والإمدادات الأخرى التي شهدها قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة جزءًا ضئيلًا من الانخفاض في المساعدات التي يتم جلبها عبر البر، فإن المخاطر تتفاقم وتستمر بشأن انتشار المجاعة والارتفاع الحاد في سوء التغذية لدى جميع سكان مدينة غزة وشمالها، لا سيما بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن".

وحمّل المرصد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية عن عجزه حتى الآن في ضمان آليات مناسبة لإدخال المساعدات الإنسانية لإغاثة الجياع، مشددًا على أنهم يتحملون مسؤولية التواطؤ في عمليات القتل والتجويع التي تستهدف مئات آلاف المدنيين.

ودعا المرصد جميع الدول إلى فتح جسر جوي مباشر إلى قطاع غزة، وتنفيذ إنزالات جوية مكثفة ويومية تشمل جميع مناطق القطاع، وبشكل خاص مدينة غزة وشمال القطاع، والمشاركة في التصدي والحماية من الخطط الإسرائيلية الهادفة إلى التهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة؛ وهو الأمر الذي حذرت منه الدول، وبخاصة الدول العربية المجاورة، بشكل مستمر منذ بدء العدوان الإسرائيلي العسكري الأخير على القطاع.

وشدد المرصد الأورومتوسطي أن عمليات القتل المتعمدة وغير القانونية والإعدامات خارج نطاق القانون والقضاء التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين بصفتهم هذه وبدون أن يكون لهم أية مشاركة في الأعمال الحربية، تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كجرائم قائمة بحد ذاتها، بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وأكد أن هذه الجرائم تمثل في ذات الوقت أشكالًا لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي. بالإضافة إلى كونها تنتهك حق الفلسطينيين في الحياة وتحرمهم من هذا الحق بشكل تعسفي، وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وجدد المرصد مطالبته بالإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة خاصة بالهجوم العسكري المتواصل على قطاع غزة، وتمكين لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة التي تم تشكيلها عام 2021 من القيام بعملها، بما في ذلك ضمان وصولها إلى قطاع غزة وفتح التحقيقات اللازمة في جميع الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد الفلسطينيين في القطاع، بما في ذلك عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين عمدًا واعدامهم خارج نطاق القانون والقضاء.

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل بكافة الوسائل والطرق الفعالة لمنعها من الاستمرار بتنفيذ سياساتها التي تنتهك قواعد القانون الدولي، وبخاصة طرد السكان وإجبارهم على النزوح، واستخدام التجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة كأسلوب من أساليب الحرب، والتي تهدف من خلالها إلى إهلاكهم كليًّا وعلى نحو فعلي.

وذكر الأورومتوسطي أن "إسرائيل" –بدلًا من زيادة وتسهيل إدخال الإمدادات الإنسانية- تعمدت فرض المزيد من القيود على عمل المعابر وآليات إدخال شاحنات المساعدات، وكرست واقع انعدام الأمن بسبب استمرار عملياتها العسكرية وتسببها بانهيار النظام المدني، وهو ما يضاعف من الأزمة الإنسانية الحاصلة في قطاع غزة. هذا بالإضافة إلى الصعوبات الكبيرة في إدخال الإمدادات عبر معبري "رفح" و"كرم أبو سالم/كيرم شالوم" (المعبران الحدوديان الوحيدان لإدخال المساعدات الإنسانية) في ظل القيود الأمنية الإسرائيلية.