وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عشرات من الحالات تعمدت فيها دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي دهس مدنيين وهم أحياء في قطاع غزة.

ونقل المرصد الحقوقي في بيانٍ صدر عنه اليوم الأحد، إفادات حول عمليات سحق أجساد مدنيين وتفتيتها، في سيناريوهات عدة مروعة كان يتم فيها أحياناً تكبيل الضحية قبل دهسه عن سبق إصرار.

وإحدى هذه الحالات كانت لشاب في حي "الزيتون" بمدينة غزة يوم 29 فبراير/ شباط المنصرم، إذ اعتقل جيش الاحتلال الضحية وقيد يديه بقيود بلاستيكية وأخضعه للتحقيق قبل دهسه بمركبة مدرعة.

وقال شهود عيان إن الحادثة جرت في شارع "صلاح الدين" الرئيس في حي الزيتون وسبقها ربط الضحية بقيود بلاستيكية من جنود إسرائيليين، ثم دهس جسده من الساقين إلى الأعلى، بعد وضعه على الأسفلت بدلاً من الرمال المجاورة لضمان سحق تام وكامل.

وبحسب بيان المرصد، تظهر آثار واضحة لجرافة عسكرية أو دبابة على جسد الضحية المتهتك تمامًا والمنطقة المحيطة، فيما تم تجريد الضحية من ملابسه بتعمّد، وظهر مرتديًا ملابس داخلية فقط.

وفي حادثة مماثلة أخرى أوردها المرصد، دهست دبابة إسرائيلية عائلة داخل "كرفان" إيواء مؤقت في منطقة "أبراج طيبة" في مدينة خانيونس جنوب القطاع في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، ما أدى إلى لاستشهاد شخص وابنته الكبرى، وإصابة أطفاله الثلاثة المتبقين وزوجته.

وروت ابنة الضحية أمينة غانم (13 عامًا)، أنّ دبابة إسرائيلية دهست الكرفان مرارًا وتكرارًا ودون سابق إنذار وهم نائمون؛ ما أدى إلى لاستشهاد والدها وشقيقتها الكبرى، ونجاة من تبقى من العائلة.

وفي 16 من الشهر نفسه، وثق المرصد أيضاً، إقدام الدبابات والجرافات الإسرائيلية على دهس نازحين وسحقهم داخل خيامهم في ساحة مستشفى كمال عدوان، في بيت لاهيا، "ما أدى إلى لاستشهاد عدد منهم، بمن فيهم مصابون، إلى جانب سحق جثامين شهداء كانت مدفونة في قبور في جانب من الساحة".

ويوم 20 فبراير، نجت أسرة فلسطينية بعدما داست جنازير دبابة إسرائيلية خيمة تقيم فيها على شاطئ بحر خانيونس، خلال عملية مفاجئة نفذتها قوات الاحتلال، وفق المرصد الحقوقي.

وأفادت مواطنة في روايتها للمرصد الحقوقي، أنها فوجئت بنفسها بين جنازير الدبابة التي داست خيمتها فجأة.

تدمير ممنهج للممتلكات في غزة

إلى ذلك، رصد "الأورومتوسطي" حالات تدمير متكررة لممتلكات مدنية، ولا سيما المركبات خلال توغل دبابات الاحتلال البري في مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وأكد أنّ ذلك يعكس رغبات انتقامية لدى جيش الاحتلال ي ضد الفلسطينيين كقومية بهدف القضاء عليهم وترهيبهم وإيذائهم جسديًّا ونفسيًّا".

وأضاف المرصد الحقوقي، أنها تأتي "نتيجة للحصانة المطلقة التي يتمتع بها مرتكبو هذه الجرائم وإفلاتهم المستمر من العقاب في ظل عدم اتخاذ أي إجراء لمساءلتهم ومحاسبتهم".

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة، مخلفًا حتى اليوم الأحد، 30 ألفًا و410 شهداء، و71 ألفًا و700 جريح، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق وزارة الصحة.