أكد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي طبق سياسة "الأرض المحروقة" خلال اجتياحه الأخير لمخيم جباليا شمال القطاع الذي استمر ٢٠ يوما، وذلك ضمن سعيه لجعل القطاع منطقة منكوبة وغير صالحة للحياة.
وقال معروف، في تصريح صحفي تلقته "وكالة سند للأنباء" اليوم الجمعة، إن جيش الاحتلال عاث تخريبا وتدميرا في مخيم جباليا، للمرة الثانية، ما تسبب بقتل وجرح المئات ونزوح قسري لنحو ٢٠٠ ألف مواطن، وتدمير بلوكات ومربعات سكنية كاملة، وحرق وقصف المنشآت العامة والخدمية، مضيفا "بدا المشهد من هوله وكأن المنطقة تعرضت لزلزال مدمر".
ولفت معروف إلى أن الفيديوهات والصور التي خرجت من مخيم جباليا بعد انسحاب جيش الاحتلال منه، "تظهر بشاعة الفظائع والجرائم التي ارتكبتها في مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا، وحجم الدمار والتخريب الذي ألحقته بمنازل المواطنين والمنشآت الخدماتية والمرافق العامة".
وأكد أن هذه المشاهد تكشف مجددا "فاشية وعنصرية وإرهاب هذا الاحتلال وتحلله الفاضح من أبسط مبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية وقواعد القانون الدولي والإنساني، ومخالفته للقرارات والأحكام الدولية؛ سيما الصادرة عن محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية".
وبين أن فرق الإسعاف والدفاع المدني انتشلت عشرات الشهداء طيلة فترة الاجتياح وبعد الانسحاب، وتواصل البحث حاليا عن عشرات المفقودين بين ركام المنازل ومراكز الإيواء والمدارس والمستشفيات التي لم تسلم من القصف والتدمير، كما لم تسلم عيادات ومقرات ومراكز وكالة الغوث الدولية.
وشدد على أن جيش الاحتلال تعمد تدمير البنى التحتية والمقومات الاقتصادية؛ كالأسواق والمحال التجارية، وحتى قبور الأموات لم تسلم حيث قامت آلياته بتجريف المقابر، في تعدٍ فاضحٍ على القيم والمبادئ الإنسانية وقواعد القانون الدولي الإنساني.
ونبه إلى أن الاحتلال يسعى لجعل قطاع غزة منطقة منكوبة وغير صالحة للحياة، ولم يتخلّ عن محاولات التهجير القسري، "جنبا إلى جنب مع جريمة التطهير العرقي التي يقترفها بارتكاب المجازر وقتل عشرات الآلاف، وبالتجويع والتعطيش وضرب المنظومة الصحية، ليفقد المواطنون مراكز الرعاية الطبية ولنشر الأمراض والأوبئة".
وأدان معروف استمرار العجز الدولي غير المبرر عن وقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وحمّل الاحتلال وشركاءه الدوليين المسئولية الكاملة عن كل هذه الجرائم.
ودعا للإسراع في الإجراءات القانونية لمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، بحيث تكفل وقف هذا العدوان ومحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية، كما دعا لتعزيز مقاطعة الاحتلال سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا، وفرض العقوبات عليه.
وطالب أحرار العالم، دولا وشعوبا، بتكثيف تحركاتهم في مختلف الميادين للضغط على الاحتلال وشركائه، لوقف الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات والمستلزمات الطبية والوقود والاحتياجات الإنسانية، بما يحد من المجاعة التي يعيشها القطاع حاليا.
وصباح اليوم الجمعة، انسحبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من شمال قطاع غزة بعد عملية عسكرية استمرت 20 يوماً، مخلفة دمارا هائلاً خاصة في مخيم جباليا ومحيطه.
