قال الباحث في شؤون القدس علي إبراهيم، إنّ "إسرائيل" بكل أذرعها تستغل ذكرى احتلالها الجزء الشرقي من القدس؛ لتصعيد الاعتداءات السافرة على المدينة والمسجد الأقصى المبارك؛ في إطار مساعيها لفرض المزيد من السيطرة وتهويدها.
ومن المقرر أن تنطلق عصر اليوم الأربعاء ما تُعرف بـ "مسيرة الأعلام" من منطقة باب العامود؛ بمناسبة احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس في العام 1967، ويُشارك فيها سنويًا عشرات الآلاف من الإسرائيليين والحاخامات والوزراء المتطرفين، ويتخللها تأدية طقوس استفزازية واعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وفي هذا الإطار أكد الباحث علي إبراهيم في تصريح خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ ذكرى "توحيد القدس"، تعد من أكثر المناسبات التي يستغلها الاحتلال لتمرير مخططاته التهويدية على المدينة ومسجدها، عبر تنفيذ جملة من الاعتداءات؛ أبرزها اقتحام "الأقصى" بأعداد قياسية، وتنظيم "مسيرة الأعلام" الاستفزازية.
وتحشد "جماعات الهيكل" المزعوم سنويًا لاقتحام "الأقصى" بأعداد كبيرة وتحقيق أرقام قياسية في الاعتداء على حرمة المسجد المبارك، إلى ما جانب ما يشهده من انتهاكات أخرى، كأداء علني للصلوات التلمودية، و"السجود الملحمي" ورفع الأعلام الإسرائيلية، وغناء "النشيد الوطني - الهاتيكفاه".
وأوضح ضيفنا أنّ كل هذه الاعتداءات تستهدف بشكلٍ أساسي حرمة المسجد والعنصر البشري الإسلامي فيه، بمشاركة شرطة الاحتلال التي تفرض قيودًا مشددة على المصلين في "الأقصى" ومحيطه وفي أزقة البلدة القديمة، وتعتدي عليهم بالضرب والاعتقال والإبعاد.
وأضاف أنّ جماعات الهيكل تُسخّر "مسيرة الأعلام" التي تُعد من أكبر التجمعات الاستيطانية غير الدينية التي تتم في القدس؛ لمحاولة بسط السيادة الإسرائيلية المزعومة على المدينة.
وتطرق الباحث علي إبراهيم لأبزر ما يُمارسه المستوطنون من استفزازات في المسيرة، وتتمثل بـ "رقصة الأعلام" في باب العامود، وشتم نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، والهتاف ضد العرب والفلسطينيين والمقدسات، وتمزيق العلم الفلسطيني ومحاولة إحراقه من البعض.
كما يَسخر المشاركون بالمسيرة بذكرى النكبة الفلسطينية، عبر هتافات عنصرية ويتوعدون بتكرارها، عدا عن تخريب واجهات المحال التجارية في البلدة القديمة وسرقتها والاعتداء على الصحفيين والفلسطينيين.
ويعتقد الباحث أن الحشد الجماهيري الفلسطيني أثبت على مدار السنوات الماضية، قُدرته على مواجهة كل هذه الاعتداءات، وإجبار الاحتلال على التراجع عن جزء كبير منها، وهو ما يسعى الاحتلال لعدم تكراره مرة ثانية.
وتابع: "الاحتلال لا يريد للغضب الفلسطيني في القدس أن يتجمع، بل أن تبقى القوى الشعبية غير قادرة على مواجهته، من خلال تقييد حركتها بالاعتقال والإبعاد عن ساحة الأقصى ومحيطه كما حدث قبيل شهر رمضان الماضي".
لكنه علي إبراهيم شدد في ختام حديثه، على ضرورة أن يعود مشهد الرباط الجماهيري في المسجد الأقصى، معتبرًا ذلك خطوة ذات طابع شعبي جماهيري، لا تحتاج بالضرورة للفاعلين المنظمين، بقدر مستوى معين من التحرك الفاعل والموضوعي.
يُذكر أنّ شرطة الاحتلال فرضت إجراءات وتدابير مشددة في القدس ونشرت أكثر من 3 آلاف جندي؛ استعدادًا لتأمين "مسيرة الأعلام" في محيط البلدة القديمة بالقدس، ونصبت الحواجز الحديدية عند المداخل؛ لتضييق حركة الفلسطينيين.
وكان وزير "الأمن القومي" المتطرف، إيتمار بن غفير، قد أعلن نيته المشاركة العلنية في المسيرة، إلى جانب وزراء متطرفين آخرين؛ ما سيُضفي أجواء مشحونة وتحديًا واستفزازًا غاية في الخطورة.