ترجمة خاصة.. حرب عالمية ضد غزة: مجزرة النصيرات تفضح واشنطن ولندن

حجم الخط
من عملية استعادة الأسرى الإسرائيليين
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

جاءت المجزرة المروعة التي شهدها مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة أمس السبت بزعم استعادة أسرى إسرائيليين، لتكشف عن خفايا الدعم الأمريكي والبريطاني واسع النطاق للجيش الإسرائيلي في الحرب وجريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.

وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بتفاصيل جديدة، أن ما وصفته عملية استعادة الأسرى التي خلفت مئات الشهداء والمصابين الفلسطينيين، تمت بدعم استخباري أمريكي وبريطاني ضخم ما يجعل كل من واشنطن ولندن شريكتان في المجزرة.

وقالت الصحيفة إن فرق جمع وتحليل الاستخبارات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة نشطت بشدة لدعم الجيش الإسرائيلي طوال أشهر الحرب، لكن مجزرة النصيرات تحديدا سلطت الأضواء على عمل تلك الفرق بشكل علني.

نشاط استخباراتي كبير

أكدت نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة قدمت معلومات استخباراتية عن الأسرى الإسرائيليين قبل مجزرة النصيرات، وفقا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين تم اطلاعهم على العملية.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين، متحدثا دون إسناد لمناقشة العملية الحساسة، إن فريقا من المسؤولين الاستخباريين الأمريكيين المتمركزين في "إسرائيل" في عملية النصيرات من خلال تقديم المعلومات الاستخبارية وغيرها من الدعم اللوجستي.

وذكرت الصحيفة أن فرق جمع وتحليل الاستخبارات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تساعد طوال الحرب على غزة، الاستخبارات الإسرائيلية في جمع وتحليل المعلومات وفقا لمسؤول دفاعي إسرائيلي.

وقال مسؤولان في الاستخبارات الإسرائيلية إن المسؤولين العسكريين الأمريكيين في "إسرائيل" قدموا بعض المعلومات الاستخبارية حول الأسرى الأربعة الذين تم استعادتهم يوم السبت.

وبحسب لصحيفة يقدم البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية المعلومات التي تم جمعها من رحلات الطائرات بدون طيار فوق غزة، واعتراض الاتصالات ومصادر أخرى حول الموقع المحتمل للأسرى الإسرائيليين.

وأوضحت أن الولايات المتحدة وبريطانيا عملتا على مدار أشهر الحرب على تقديم معلومات استخباراتية من الفضاء الجوي والسيبراني لا تستطيع "إسرائيل" جمعها بمفردها.

استهداف قيادات المقاومة

اعترف المسؤولون الأمريكيون بأن دعمهم الاستخباراتي ل"إسرائيل" يركز على موقع الأسرى الإسرائيليين والمعلومات حول القيادة العليا لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية فضلا عن الدعم في التخطيط التكتيكي. لكن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين قالوا إن الاستخبارات الخارجية قدمت قيمة مضافة.

وارتفع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت" في مخيم النصيرات للاجئين والمحافظة الوسطى في قطاع غزة، إلى 210 شهداء؛ جلهم من الأطفال والنساء والمدنيين النازحين.

وكان أعلن مسئول أمريكي أن واشنطن شاركت في المجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي يوم السبت في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة وخلفت عشرات الشهداء والجرحى.

وقال مسؤول أمريكي لموقع (Axios) إن خلية المتابعة العسكرية الأمريكية في "إسرائيل" دعمت العملية الإسرائيلية في مخيم النصيرات بزعم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين.

من جهتها قالت مصادر إسرائيلية إنه ليس صدفة أن الجيش الإسرائيلي أعلن صباح اليوم دفع تعزيزات من قواته لحماية الرصيف الأمريكي العائم قبالة ساحل بحر قطاع غزة.

وذكرت المصادر أن شاحنة دخلت من منطقة الرصيف الأمريكي العائم ظهرت وكأنها قافلة مساعدات ترافقها سيارة مدنية تسللتا من غرب منطقة النصيرات إلى منطقة السوق المركزي وهناك بدأت المجزرة الإسرائيلية.

ولم يدل المسئول بمزيد من التفاصيل علما أن واشنطن تعد شركيا رئيسيا لإسرائيل في حربها المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي والداعم العسكري الرئيسي لها.

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها عبر الإنترنت يوم السبت طائرة هليكوبتر تقلع من الشاطئ في غزة والرصيف الأمريكي العائم في الخلفية.

وأمام حدة الفضيحة حاولت وسائل الإعلام الأمريكي نفى الأمر بإيعاز من مسئولين أمريكيين. وذكرت شبكة "سي إن إن" نقلاً عن مصدر مطلع على الأمر أنه "لم تكن هناك قوات أمريكية على الأرض"، مضيفة أن خلية استخبارية أمريكية موجودة منذ 7 تشرين أول/أكتوبر، لدعم "إسرائيل" في جمع المعلومات.

وقال مسؤولان أمريكيان لشبكة (سي بي إس نيوز) إن الرصيف لم يستخدم في عملية النصيرات. وفي سلسلة من البيانات الصادرة في وقت لاحق قالت القيادة المركزية الأمريكية (Centcom) إن "مرفق الرصيف، بما في ذلك معداته وأفراده وأصوله، لم يتم استخدامه في العملية" دون أن تقدم أدلة عملية على ذلك.