الساعة 00:00 م
الإثنين 24 يونيو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

50097 طالبا يبدؤون اليوم "امتحان الثانوية العامة"

وماذا عن أمنيات الغزيين؟

عيدٌ بلا شعائر وبهجة غائبة وأضحى بلا أضاحي ومجاعة متجددة وتفاصيلٌ مفقودة بعيد قطاع غزة

حجم الخط
غزة في عيد الأضحى
غزة_ هداية عصمت حسنين_ وكالة سند للأنباء

"عيد ثانٍ جديد يمر علينا في هذه الحرب، وفي كل بيت لنا شهيد، وبكل قلب وجع مديد، فعيدك يا غزة غير، والله غير" بحرقة قلب، وحشرجة صوت، وتنهيدة قلب، بدأت الشابة دعاء حمد حديثها عن حلول عيد الأضحى المبارك مع تواصل حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة لشهرها التاسع على التوالي.

وبمشاعر مقهورة تحياها الشابة "حمد" في ظل فقدها تفاصيل العيد المبهجة التي اعتادت عليها في كل أضحى تقول لـ "وكالة سند للأنباء": "لم أتخيل أن يأتي عليّ عيد لن أصحو فيه باكرا لكي ملابس زوجي الذي استشهد في هذه الحرب، وأتأمل بقهر كيف أنني لم أتجول وزوجي في الأسواق المكتظة كعادتها بالعيد وأعيش تعبا أحبه؛ لأعود وفي يديّ سعادة أطفالي حيثُ الحلوى والألعاب والملابس الجديدة ككل عام، كيف يصبح عيدنا المعتاد ذكرى؟!".

"فرحة مقتولة"

وتذرف دمعة تحكي مشهد شوق وفقد معا وسط حديث ضيفتنا، "يسألني ابني محمد ابن الأعوام الـ 5 ببراءة طفولته قائلا "ماما يعني ما في خروف عيد حيجيبه بابا نذبحه زي كل مرة، حنبطّل نضحي خلص؟" فلا أجد نفسي إلا باكية وأرد عليه: "بابا بالجنة يا ماما، وما في هادا العيد أضحية لأول مرة بعد ما عودنا 7 سنوات".

"يقتل الاحتلال كل فرحة كان يعيشها الغزي بعيده البسيط الجميل كتنزه الأطفال والمراجيح التي تملأ الطرقات، ضجيج المدينة الذي ينطق بحب الحياة، والسعادة مع العائلة بتأدية شعيرة الأضحية، يُغيِّب صاروخ إسرائيلي زوجي محمد عن الحياة، ويغيب معه الآن كل عيد وأي عيد، وكأن التهنئة الخاصة فينا بغزة هي عيد شهيد" بغصة قلب تقول "حمد".

"حركة أسواق ضعيفة"

غزة 3.jpeg

ومن على بسطة صغيرة للحلوى تتوسط مخيم النصيرات المركزي وسط قطاع غزة يتحدث البائع زكريا أبو الفول عن حركة الأسواق موضحا أن "الإقبال ضعيف جدا، وشبه منعدم مقارنةً بالأعياد دون حروب، وكله يرجع بسبب عوامل عدة تجتمع في هذه الحرب المتواصلة وغياب البهجة الحقيقية وسط كل الموت والدمار عدا عن نقص السيولة، وغلاء الأسعار".

ولا يختلف واقع ما تبقى من أسواق مدينة غزة كثيرا في المدينة، فهذا البائع محمد السري صاحب بسطة ألعاب أطفال في شارع عمر المختار يقول: "الناس تمشي بالأسواق هائمة على وجوهها، هي لا تشتري ولا تكاد تمتلك أموالا لتشتري ما يسعد أطفالها".

والحال نفسه يتشابه عند الشاب محمود المغربي البائع في محل تجاري للملابس بحي الرمال وسط مدينة غزة، مشيرا إلى أن الناس بالشمال بالكاد تطعم نفسها في ظل هذه المجاعة المتجددة، فكيف سيكون هناك إقبال على شراء ما يعتبرونه كماليات كملابس العيد؟!".

"مجاعة متجددة"

وبينما يتجهز المسلمون بكل مكان بالعالم للاحتفال بالعيد، بتزويد بيوتهم بأشهى الحلويات، وألذ المشروبات، وأطيب الأطعمة، تضرب مجاعة متجددة شمال قطاع غزة للمرة الثانية خلال الحرب فلا شيء هناك إلا الطحين، فهذا عيدٌ عدا عن أنه بلا شعائر فهو كذلك بلا موائد ولو حتى بسيطة.

"العيد زي أي يوم عادي، حتى يا ريت يكون يوم عادي، هو أقل من اليوم العادي والحمد لله هنا بالشمال" هكذا عبرت حروف الشابة فايزة الغفير عن استقبال الغزيين العيد في شمال القطاع، مستدركة بقولها خلال حديثها لوكالة سند للأنباء "ولكن رغم كل بؤس عزاؤنا أننا مأجورون مثابون عند ربنا".

وبشعور متشابه، وكلمات من رحم المعاناة، يستقبل الحاج أبو محمد من بيت لاهيا شمال القطاع هذا العيد بقوله "بمجاعة جديدة نستقبل العيد في الشمال، تخلو بيوتنا من كل طعام تقريبا، لا خضار ولا فواكه ولا لحوم، وحتى المعلبات بدأت تشح وترتفع أسعارها شيئا فشيئا، بالطحين المغمس بالقهر والوجع نستقبل أضحانا هذا العام، وهذا أول عيد بهذا الشكل يمر عليّ في حياتي منذ 50 عاما!".

غزة 1.jpg

"آمال وأمنيات"

وعن آمال لا تغادر عقل وقلب كل غزي في شمال القطاع يحكي صفوت حسنين من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة وأغلب عائلته وأخوته ونسلهم قد نزحوا للجنوب، يتكلم وصوت الحنين يخنقه فيغلبه البكاء "ماذا لو كنا جميعا معا دون تشتت عائلي أرغمتنا عليه هذه الحرب؟ ماذا لو عشنا تكبيرات وتهليلات عيد مع أقاربنا الذين لم نستطع رؤيتهم منذ 8 أشهر بعد النزوح، ماذا لو عادوا واجتمعنا سويا في بيوتنا المتقاربة، أشتهي صلاة عيد تجمعنا سويا، وزيارات صلة رحم، ولمة عائلية ولو لدقائق".

"العيد يوم رجعتي على بيتي، هادا هو العيد بالنسبة لي، لما أكون بغزة" وبجملة نطق بها قلب الحاج يوسف عزيز النازح من غزة إلى دير البلح وسط قطاع غزة اختصرت آمال وأمنيات النازحين في هذا العيد، وتشاطره بمثل هذه الأمنيات الشابة النازحة ياسمين عيسى فتقول: "أشتهي عيدا بلا صواريخ، بلا فقد، بلا وجع، بلا شهداء، ببيتٍ يأوينا لا بخيمة تعذبنا".

غزة 2.jpg