وسط الخلاف على استمرار حرب غزة

ترجمة خاصة.. صدام علني بين نتنياهو وواشنطن بشأن الدعم العسكري

حجم الخط
نتنياهو.webp
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الصدام علنا مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مرحلة حساسة للأخير في ظل الاستعدادات للانتخابات الأمريكية ووسط الخلاف على استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة.

وقد رد متحدث باسم البيت الأبيض مساء الثلاثاء على ادعاء نتنياهو بأن إدارة بايدن تحجب الأسلحة عن الجيش الإسرائيلي بالقول: "نحن حقًا لا نعرف ما الذي يتحدث عنه".

ووصف موقع " axios" الأمريكي تصريحات نتنياهو، التي أدلى بها على شريط فيديو باللغة الإنجليزية، بأنها واحدة من أشد انتقاداته العلنية لإدارة بايدن منذ بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر.

وذكر الموقع أن هذه التصريحات تأتي على الرغم من حقيقة أن الولايات المتحدة لم تمنع سوى شحنة أسلحة واحدة منذ الحرب على غزة. وقد بدأت الحرب، مع توفير واشنطن أسلحة وذخائر بقيمة مليارات الدولارات.

وكان تم تعليق هذه الشحنة في شهر مايو للإشارة إلى مخاوف الولايات المتحدة بشأن العملية البرية الإسرائيلية التي كانت في حينه تلوح في الأفق في رفح. وتضمنت 3500 قنبلة للطائرات المقاتلة، العديد منها قنابل زنة 2000 رطل.

ومنذ ذلك الحين، واجه بايدن ضغوطًا متزايدة من زملائه الديمقراطيين لقطع المساعدات العسكرية لإسرائيل أو جعلها مشروطة بسقوط ضحايا من المدنيين الفلسطينيين، لكنه رفض القيام بذلك.

الضغط على واشنطن

قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، يوم الثلاثاء، إنه باستثناء الشحنة المتوقفة مؤقتًا، "كل شيء آخر يتحرك".

وقال نتنياهو في الفيديو إنه أجرى "محادثة صريحة" حول شحنات الأسلحة مع وزير الخارجية توني بلينكن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل.

وتابع نتنياهو: "قلت إنه من غير المعقول أن تقوم الإدارة خلال الأشهر القليلة الماضية بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل".

وزعم أن بلينكن أكد له أن الإدارة تعمل على إزالة "الاختناقات"، مضيفًا: "آمل بالتأكيد أن يكون هذا هو الحال. يجب أن يكون الأمر كذلك".

وأضاف مخاطبا واشنطن "أعطونا الأدوات وسننهي المهمة بشكل أسرع بكثير".

ورد بلينكن على تصريحات نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في واشنطن، لكنه امتنع عن القول ما إذا كان نتنياهو قد وصف حديثهما بدقة.

وقال الوزير الأمريكي إن العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" تتجاوز الحرب في غزة، وأن واشنطن ستتأكد من أن "إسرائيل" لديها ما تحتاجه.

وتابع "نحن نواصل مراجعة إحدى الشحنات التي تحدث عنها الرئيس بايدن فيما يتعلق بالقنابل التي تزن 2000 رطل بسبب قلقنا بشأن استخدامها في المناطق المكتظة بالسكان مثل رفح. ولا يزال ذلك قيد المراجعة. لكن كل شيء آخر يتحرك كما هو معتاد".

انقسام في واشنطن

في نفس الوقت الذي نشر فيه نتنياهو الفيديو، قال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في قاعة مجلس الشيوخ إن قرار إدارة بايدن بحجب المساعدة "جعل مهمة "إسرائيل" أكثر صعوبة".

وزعم ماكونيل إن "إسرائيل" تحتاج إلى "الوقت والمساحة لإنهاء المهمة" و"الحرية للعمل وفق جدولها الزمني الخاص، على أساس الواقع التكتيكي في الشرق الأوسط، وليس على الرياح السياسية في واشنطن".

وتساعد هذه التعليقات في توضيح الانقسام الحزبي في واشنطن بشأن الحرب وحول نتنياهو نفسه، بينما يستعد الزعيم الإسرائيلي لإلقاء كلمة أمام الكونجرس الشهر المقبل. ويخطط العديد من الديمقراطيين للمقاطعة.

وتأتي انتقادات نتنياهو في الوقت الذي تناقش فيه الولايات المتحدة والحكومة الإسرائييةل إمكانية رفع الحظر عن شحنة القنابل التي تزن 2000 رطل

ويقول مسؤولون أمريكيون إنه سيكون من الأسهل إطلاق سراح الشحنة المعلقة بمجرد أن ينهي الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في رفح.

وسيكون اثنان من المقربين من نتنياهو – وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي – في واشنطن يوم الخميس ومن المتوقع أن يناقشوا هذه القضية مع مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية.

وسيصل وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مماثلة.

صفقة طائرات أمريكية ضخمة مرتقبة

في هذه الأثناء أفادت عدة صحف كبرى أن اثنين من كبار الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي دعما صفقة بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز F-15 ل"إسرائيل" بقيمة 18 مليار دولار، مما رفع آخر عقبة متبقية أمام المضي قدمًا في عملية البيع.

وأعلن عضو الكونجرس جريجوري ميكس، وهو عضو بارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، والسناتور بن كاردين، الذي يرأس حاليا لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أنهما وقعا على الصفقة تحت ضغط من إدارة الرئيس جو بايدن بعد أن تعطل المشرعون.

وقال إريك هاريس، مدير الاتصالات بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "لقد تمت معالجة أي قضايا أو مخاوف للرئيس كاردين من خلال مشاوراتنا المستمرة مع إدارة (بايدن)، ولهذا السبب شعر أنه من المناسب السماح لهذه القضية بالمضي قدمًا".

وبحسب الصحيفة، وقع كاردين وميكس على البيع منذ عدة أسابيع، علما أنه في أبريل الماضي، أعلن ميكس أنه سيوقف عملية البيع.

وقال ميكس لشبكة سي إن إن في أبريل/نيسان: "لا أريد أن تستخدم "إسرائيل" أنواع الأسلحة التي يجب أن تستخدمها لإحداث المزيد من القتلى، أريد التأكد من وصول المساعدات الإنسانية. لا أريد أن يموت الناس جوعا، وأريد حل الدولتين".

وتأتي عملية البيع وسط انتقادات متفرقة بين الديمقراطيين والجمهوريين لإدارة بايدن لمواصلة إعطاء الضوء الأخضر لنقل الأسلحة إلى "إسرائيل"، على الرغم من مجازرها الدموية في غزة وقتل عشرات آلاف النساء والأطفال.

وسبق أن أرسل أكثر من 50 ديمقراطيًا رسالة في شهر أبريل تدعو بايدن إلى وقف نقل مبيعات الأسلحة الهجومية إلى "إسرائيل".

ومع ذلك، أرسل أكثر من 100 مشرع رسالة إلى بايدن هذا الأسبوع، يدينون فيها قرار الرئيس الأمريكي بإيقاف عملية نقل أسلحة واحدة إلى "إسرائيل".

ونقلت إدارة بايدن أسلحة وذخائر بقيمة مئات الملايين من الدولارات إلى الكيان الإسرائيلي خلال الأشهر الثمانية الماضية.