الساعة 00:00 م
الثلاثاء 06 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.8 جنيه إسترليني
5.09 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.08 يورو
3.61 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الاحتلال يمنع إدخال الحليب.. موت آخر يُطارد أرواح 3500 طفل في غزة

إفادة مروّعة وصادمة للصحفي محمد عرب..

عقب أول زيارة لـ "سدي تيمان".. مطالبة بفتح تحقيق دولي إزاء جرائم الاحتلال بحق الأسرى

حجم الخط
أسرى من غزة.webp
رام الله - وكالة سند للأنباء

طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، بضرورة فتح تحقيق دولي محايد بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي مورست بحقّ المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كوجه من أوجه الإبادة المستمرة بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة.

جاء ذلك في بيانٍ مشترك صدر عن "هيئة الأسرى" ونادي الأسير مساء اليوم الأربعاء تلقته "وكالة سند للأنباء"، في أعقاب زيارة أجراها المحامي خالد محاجنة لمعتقل "سدي تيمان" في صحراء النقب لأول مرة منذ بدء اعتقال الفلسطينيين من قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأكد البيان أنّ هذه الزيارة حملت تأكيدًا جديدًا على مستوى الجرائم المروّعة التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال، وتحديدًا ظروف اعتقال الغزيين منذ بدء حرب الإبادة، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة جاءت بعد تعديلات جرت على اللوائح الخاصة بلقاء المحامي بمعتقلي غزة مؤخرًا.

والتقى المحامي محاجنة المعتقل الزميل الصحفي محمد عرب الذي اعتقله الاحتلال من مستشفى الشفاء بغزة في آذار/ مارس الماضي، ونقل شهادته المروّعة حول ظروف السجن، وكان أول تساؤل طرحه الصحفي "أين أنا؟" إذ لم يكن يعلم أأنه معتقل في "سدي تيمان".

وقال الصحفي محمد عرب في شهادته إنّ إدارة المعتقل تُبقي المعتقلين مقيدين على مدار 24 ساعة، ومعصوبي الأعين.

بالإضافة لذلك، فهم (الأسرى) محاطون بالكلاب البوليسية على مدار الوقت، ويُسمح لكل أربعة معتقلين استخدام دورة المياه لمدة دقيقة، ومن يتجاوز الوقت يتعرض للعقاب، وينامون على الأرض ويُمنع النوم خلال النهار، موضحًا أنهم "يستخدمون أحذيتهم كمخدات للنوم، وبالنسبة للاستحمام فإنّ الوقت المتاح مرة واحدة في الأسبوع لمدة دقيقة.

ويتعرض الأسرى على مدار الوقت لعمليات تعذيب وتنكيل واعتداءات بمختلف أشكالها ومنها جنسية وعمليات اغتصاب، أدت في مجملها لاستشهاد معتقلين _ والكلام لمحمد عرب_ "كما أنّ عمليات الضرّب، والتّنكيل، والإذلال، والإهانات لا تتوقف، ولا يُسمح لأي معتقل الحديث مع أي معتقل آخر، ومن يتحدث يتم الاعتداء عليه بالضرّب المبرّح".

وأكد أن الأسرى محرمون من الصلاة، ومن ممارسة أي شعائر دينية، فهم يسبحون ويدعون الله في سرهم، أما بالنسبة لظروف احتجاز المرضى والجرحى، فقد أفاد أنّ منهم "من بُترت أطرافهم، وتمت إزالة الرصاص من أطرافهم دون تخدير".

ونبّه عرب إلى أنّه منذ 50 يومًا لم يبدل ملابسه، وقبل الزيارة فقط سُمح له باستبدال بنطاله فقط، وبحلاقة شعره، أما على صعيد الطعام فهو عبارة عن لقيمات من اللبنة، وقطعة من الخيار أو البندورة وهي الوجبة التي تقدم لهم على مدار الوقت.

وعن الرسالة التي يُريد الصحفي عرب إيصالها للعالم والمؤسسات الحقوقية، شدد أنّ ما يتعرضون له في السجون لا يقل بمستواه عن الإبادة التي يتعرض لها شعبه في غزة، مطالبًا بضرورة التّحرك الفوري لإنقاذهم والاستمرار في نقل معاناتهم.

وعلى ضوء هذه الشهادة المروّعة والصادمة، أكد البيان، أنّ ما يتعرض له معتقلو غزة هو إهانة لكرامتهم الإنسانية، محملًا الاحتلال والدول الداعمة له في حرب الإبادة المستمر ضد الفلسطينيين، المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.

وأوضح بيان "هيئة الأسرى" ونادي الأسير أنّ كافة السياسات والجرائم التي ترصدها مؤسسات الأسرى اليوم، ما هي إلا سياسات ثابتة وممنهجة استخدمها الاحتلال على مدار عقود طويلة إلا أنّ المتغير فقط بكثافتها.

ويُشار إلى أنّ الاحتلال فرض سياسة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة منذ بدء حرب الإبادة، ورفض الإفصاح عن مصيرهم، وأعدادهم، وأماكن احتجازهم، لكن مؤخرًا سُمح للمؤسسات المعنية بمعرفة بعض التفاصيل المتعلقة بقضية أسرى غزة.

لكن "هيئة الأسرى" ونادي الأسير أكدا أنّ معرفة بعض أماكن احتجازهم، لا ينفي عدم وجود سجون سرية أقامها الاحتلال لاحتجاز معتقلين من غزة.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 4000 فلسطيني تم اعتقالهم في "سدي تيمان"، حيث يعيشون في ظروف مهينة، ويتعرضون للكم والركل والضرب بالهراوات وأعقاب البنادق وأجهزة كشف المعادن اليدوية والصدمات الكهربائية أثناء استجوابهم.

وكان المحامي خالد محاجنة قد وصف في تصريحاتٍ صحفية زيارته للمعتقل "سدي تيمان" بأنها كانت ممزوجة بالحزن والغضب والعجز بسبب كل ما سمعه وشاهده من شهادة الصحفي محمد عرب.

وأوضح أن سلطات الاحتلال تمنع التواصل بين المعتقلين سواء مع عائلاتهم أو حتى مع المحامين، لتجنب الكشف عن الممارسات القمعية والإجرامية بحق الأسرى الفلسطينيين، وعدم فضح الممارسات الإسرائيلية أمام هذا العالم.