قالت صحيفة "معاريف" العبرية، في مقال لها اليوم السبت، حول خيارات "إسرائيل" لليوم التالي للحرب في قطاع غزة، إن أي بديل عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لا يبدو واقعيا. مؤكدة: "فهي صاحبة السيادة والحكم".
ونوهت إلى أن مسألة توزيع المساعدات في غزة والتي ناقشتها الحكومة الإسرائيلية مرارا ولم تصل إلى أي نتيجة، "حيث لا ترغب إسرائيل بأن تتولى حركة حماس توزيع المساعدات، ولا تملك بديلا في الوقت ذاته".
وأوضحت الصحيفة أنه "ليس لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أي جواب أو خطة لبديل مدني لسكان قطاع غزة، وكما كان الحال قبل 6 أشهر، فإن نتنياهو لا يعرف حتى اليوم سوى أنه لا يريد أن تكون السلطة الفلسطينية في غزة، لأن هذا يعني الشروع في المسار الذي يؤدي مباشرة إلى عملية سياسية تقوم على حل الدولتين".
وأشارت إلى أنه "لن توافق أي قوة أو هيئة أو دولة على أن تطأ أقدامها غزة، لا جسديا ولا بالتزام على الورق، طالما بقيت حماس في الميدان، على قيد الحياة، وصاحبة السيادة ونشطة وتوزع الغذاء على خيام النازحين".
واستمرت الصحيفة في وصف الحيرة التي تقف فيها "إسرائيل" فيما يتعلق بخطة اليوم التالي، وقالت: "لا توجد طريقة أفضل لوصف الوضع الحالي سوى مصطلح الطريق المسدود؛ فحماس تسيطر على غزة، لأنه لا يوجد بديل".
كما اعتبرت أنه حتى لو أعلن نتنياهو بصوت عال أنه يسحب معارضته للسلطة الفلسطينية كجزء من الحل البديل لغزة، فإن هذا الإعلان لن يغير الواقع.
واستطردت: "قيادات حماس يعلقون آمالهم بشأن صفقة تبادل الأسرى التي ستسمح لهم بطرد الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، لتكون الحركة هي صاحبة السيادة والحكم، مثل ما كانت عليه قبل بدء الحرب".
وقارنت "معاريف" الوضع بغزة مع الضفة الغربية، وأوضحت أنه وبعد مرور سنوات على الاجتياح الإسرائيلي للضفة عام 2002، ما زال الجيش يخوض معارك متواصلة مع الفلسطينيين هناك.
وتابعت: "ولكن الفرق الكبير هو أن الخلايا العسكرية في مناطق السلطة الفلسطينية، ليست هي الجهة التي تسيطر على الشؤون الأمنية والمدنية، ولا عرين الأسود، ولا حتى أي منظمة أخرى مسؤولة عن الحياة اليومية للسكان".
وأضافت أنه "على عكس المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، فإن التآزر بين الجوانب العسكرية والمدنية لحماس في غزة لم يختف، ولم يتضرر أيضًا، لا في مرحلة العدوان الجوي ولا حتى بعد العملية البرية".
ونقلت "معاريف" عن ضابط كبير في جيش الاحتلال (لم تسمه)، قوله في إحدى جلسات الاستماع المغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست: "ستجرى الانتخابات في إسرائيل قبل أن يتعين على بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء أن يقدم للجمهور البديل للسيطرة على غزة".
وعلقت الصحيفة على ذلك قائلة: "اعترف بالحقيقة وقل بصوت عالٍ أنه لا يوجد بديل واقعي، وعلى ما يبدو فإن حماس ستبقى في غزة وفي واقعنا".