قال مسؤول العلاقات السياسية في حركة "الجهاد الإسلامي" شكيب العينا، إنّ الإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له القيادي الأسير مصطفى أبو عَرَّة تعبير واضح عن عملية إعدام ممنهجة بحق الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وبعد منتصف ليل الجمعة، استشهد القيادي في حركة "حماس" الشيخ مصطفى محمد أبو عَرة (63 عامًا) من عقابا بطوباس والمعتقل إداريًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد نقله من سجن "ريمون" إلى مستشفى "سوروكا"؛ جراء تدهور خطير طرأ على وضعه الصحي.
وأكد العنيا اليوم الجمعة في تصريحاتٍ خاصة بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ ما يتعرض له الأسرى من قتل متعمد وتنكيل ممنهج، سيدفع الاحتلال ثمنه غاليًا، وسيزيد المقاومة إصرارًا على التمسك بمواقفها الرامية إلى تحرير الأسرى مهما كلّف الثمن.
وأوضح أنّ هذه الجرائم تؤكد حق شعبنا في الدفاع عن نفسه، كما تُثبت للعالم بأن عملية "طوفان الأقصى"، كانت خطوة ضرورية دفاعية عن الأسرى والمسرى.
وأضاف القيادي بـ "الجهاد"، أنّ الاحتلال لا يزال يُشعل النيران باستهدافه المتواصل لقضيتي القدس والأسرى على وجه الخصوص، لكنه نبّه إلى أنه سيحترق بنارها أخيرًا وسيكون للمقاومة وشعبنا الكلمة الأولى في الدفاع عن حقوقنا الثابتة.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في بيانٍ مشترك تلقته "وكالة سند للأنباء" عقب الإعلان عن استشهاد الشيخ "أبو عَرَّة" أنّه تعرض لعلمية قتل بطيء نُفّذت بحقه منذ لحظة اعتقاله وحرمانه من العلاج، في إطار حرب الإبادة المستمرة.
وأبو عَرَّة تعرض للاعتقال مرات عديدة، وقد بلغت مجموع سنوات اعتقاله 12 عامًا، وهو أحد مبعدي مرج الزهور، وكان الاحتلال قد أعاد اعتقاله في أواخر أكتوبر/ تشرين أول الفائت.
وكان يُعاني الشهيد أبو عَرَّة من مشاكل صحية صعبة، ويحتاج لمتابعة صحيّة حثيثة، وبحسب مصادر عائلية، فإن الشيخ مصطفى كان مقررًا له قبل اعتقاله جولة علاجية لأمراض الدم والجلد، عدا عما يُعانيه من أمراض مزمنة في القلب والغضروف وتضخم في الطحال.
وخلال فترة أسره تعرّض كما كافة الأسرى لجرائم وإجراءات إسرائيلية غير مسبوقة، كالتعذيب والتجويع، والإهمال الطبي، الذي تسبب باستشهاد العديد في سجون ومعسكرات الاحتلال.
وبالإعلان عن ارتقاء أبو عَرَّة، ارتفع عدد الأسرى الذين استشهدوا في السجون منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 19 وهم الذين أُعلن عن هوياتهم فقط، فيما يتعمد الاحتلال إخفاء هويات العشرات من معتقلي غزة الذي استشهدوا في السجون ومراكز التحقيق.
وبحسب ما هو معلن، فإن شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 نحو 256 شهيدًا، وفي هذا الإطار تنادي مؤسسات الأسرى، بضرورة فتح تحقيق دولي محايد في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى، واتخاذ إجراءات واضحة في سبيل محاسبة الاحتلال.