بعد مرور ما يقرب من عشرة أشهر على حرب الإبادة الإسرائيلية، لا يزال سكان قطاع غزة يكافحون من أجل الحصول على الغذاء الكافي والمياه النظيفة.
ومع فرض الحرب الإسرائيلية قيوداً على دخول المساعدات الضرورية إلى المنطقة، اضطرت الأسر إلى الاعتماد على مطابخ خيرية مؤقتة من أجل البقاء على قيد الحياة، بحسب ما أبرز موقع (euronews).
ويتعين على السكان الوقوف في طوابير لساعات في ظل حرارة شديدة للحصول على وجبتهم الرئيسية لهذا اليوم والماء. وتتكون الوجبة في الأساس من الأرز، مع تقديم الدجاج مرة واحدة فقط في الأسبوع.
آلاف النازحين بحاجة للمساعدة
قال أبو حمزة، الذي يدير مطبخاً خيرياً صغيراً أقيم في دير البلح، إن ما بين 8 آلاف و10 آلاف نازح يستفيدون من مطبخه الخيري.
فيما تقول أم يحيى شاهين، وهي نازحة من مدينة غزة "الحياة صعبة، لا يوجد شيء. نأتي إلى المطبخ الخيري ونقف أربع إلى خمس ساعات في الشمس كل يوم في انتظار دورنا".
وقد أصبح الحصول على المياه من بين النضالات اليومية الأخرى في ظل ندرة المياه الصالحة للشرب بشكل كبير في غزة، حيث تم تدمير الآبار في مختلف أنحاء القطاع بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية.
ويجب على المواطنين الفلسطينيين في دير البلح الوقوف في طوابير لساعات من أجل ملء زجاجاتهم أو أوعية المياه الخاصة بهم من براميل المياه.
قال محمد حنونة أحد النازحين بنبرات غاضبة "لا توجد حياة هنا. نحن لا نعيش حقًا".
وتابع "نسير مسافة 1.5 كيلومتر على الأقل حاملين حاوياتنا لملئها وتفريغها في المكان الذي نقيم فيه، ثم نعود لتحميل المزيد. ولا توجد براميل يمكن استخدامها لملء المياه. حياتنا صعبة للغاية".
تزايد خطر الأمراض المعدية
حذرت وكالات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية، في جميع أنحاء قطاع غزة، في خضم ندرة مزمنة في المياه وغياب الوسائل اللازمة لإدارة النفايات والصرف الصحي بشكل مناسب.
وأفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بتسجيل نحو 40 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) في ملاجئها ومراكزها الصحية منذ تشرين الأول/ أكتوبر. وفي الوقت نفسه، يستعد شركاء الصحة لأسوأ سيناريو محتمل لتفشي شلل الأطفال.
وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من هذا الأسبوع إن الجهود جارية للحصول على اللقاحات. ولكن مع ذلك – ومثلما هو الحال مع الإمدادات الغذائية والطبية – لا يكفي مجرد نقل اللقاحات عبر الحدود.
ودعت المنظمة إلى وقف إطلاق النار، وعلى الأقل فتح الطرقات وتوفير وصول آمن بهدف السماح للشركاء بالوصول إلى الجميع في غزة بالتطعيمات اللازمة.
وفي الوقت نفسه، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، بوجود معوقات مستمرة أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما فيها استمرار الهجمات الإسرائيلية، والذخائر غير المنفجرة، والطرق المتضررة وغير القابلة للعبور، والهجمات على قوافل المساعدات، وإغلاق معبر رفح، والقيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على دخول بعض الإمدادات الإنسانية.
وذكر المكتب الأممي أن هذه العوامل تستمر في إعاقة دخول المساعدات إلى غزة بشكل كبير وتوصيل المساعدات والخدمات الأساسية لمئات الآلاف من الناس في مختلف أنحاء القطاع.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه من بين 157 مهمة إغاثة كان مخططا لها إلى شمال غزة الشهر الماضي، لم تيسر السلطات الإسرائيلية سوى 67 مهمة فقط. أما بقية المهمات فهي إما رُفضت أو أُعيقت أو أُلغيت لأسباب أمنية أو لوجستية أو تشغيلية.