جددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التأكيد على أن طوفان الأقصى وحّد الشعب الفلسطيني ورسّخ البوصلة نحو تحرير الأرض والمقدسات. مشددة على أنه "لا شرعية ولا سيادة للاحتلال على شبر من المسجد الأقصى المبارك".
وقالت حركة "حماس" في بيان لها تلقته "وكالة سند للأنباء" في الذكرى الـ 55 لجريمة إحراق المسجد الأقصى، إن شعبنا العظيم سيبقى مع مقاومته الباسلة متمسكاً بأرضه وحقوقه وثوابته، وسيظلّ درعاً حصيناً للدفاع عن الأرض والذّود عن المقدسات حتى التحرير والعودة.
ودعت "حماس" إلى النفير العام والاحتشاد في كل الساحات، وجعل يوم الجمعة القادم 23 آب/ أغسطس يوماً حاشداً وفاعلاً للانتصار والدّفاع عن غزَّة والقدس والمسجد الأقصى.
ونوهت إلى تصعيد الاحتلال حرب الإبادة الجماعية والمجازر المروّعة في قطاع غزَّة، للشهر العاشر تواليا، واستمرار الجرائم الفاشية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وجاء في البيان: "تمرّ اليوم على شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم، ذكرى إحراق المسجد الأقصى، في ظل استمرار جرائم الاحتلال، في الوقت الذي يتواصل فيه الصمت والتقاعس والتخاذل الدولي والدعم الأمريكي والغربي لهذه الجرائم والمجازر والانتهاكات".
ولفتت حركة حماس النظر إلى أن جريمة إحراق المسجد الأقصى، النكراء، تمَّت بتواطؤ من سلطات الاحتلال، في محاولة يائسة منها لإحراق وطمس معالم الأقصى المبارك.
وبيّنت أن الاحتلال استهدف بهذه الجريمة وغيرها، هُوية وتاريخ مدينة القدس والمسجد الأقصى، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.
وأردفت: "لن تفلح جرائم الاحتلال في تغيير هوية القدس والأقصى، أو فرض أمر واقع يمكّن قادة الاحتلال وحكوماته الفاشية المتعاقبة في الاستيلاء أو فرض السيادة على شبر منهما".
وأكدت أن جريمة إحراق الأقصى، وكلّ جرائم الاحتلال "لم تزد شعبنا ومقاومتنا إلا ثباتاً وتمسّكاً بالأرض والمقدسات"، وأن كافة الجرائم والانتهاكات، والتي لم تتوقف منذ 76 عاماً؛ "لن تفلح في إخماد جذوة المقاومة".
واستدركت: "سيبقى المسجد الأقصى ومدينة القدس؛ عنوان الصراع مع العدو الصهيوني، وبوصلة وحدة شعبنا وأمّتنا في الدفاع عنها ونصرتها والتضامن مع أهلها والمرابطين فيها، حتى تحريرها من دنس الاحتلال".
وشددت على أنه "لا سيادة ولا شرعية" للاحتلال على شبرٍ من المسجد الأقصى؛ "فهو وقفٌ إسلاميٌّ، كان وسيبقى، ولن تفلح كلّ محاولات الاحتلال ومخططاته في تهويده أو تغيير معالمه، أو طمس هُويته، أو تقسيمه".
ودعت حركة "حماس"، الأمة؛ قادة ومسؤولين شعوباً وحكومات ومنظمات، لضرورة الاضطلاع بدورهم ومسؤولياتهم التاريخية في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، لمواجهة خطر وعدوان الاحتلال.
وطالبت الأمة التي تداعت لنصرة الأقصى بعد إحراقه عام 1969 لتحمّل مسؤوليتها التاريخية في التحرّك العاجل والفاعل، للدفاع عن المسجد المبارك وحمايته.
ونوهت إلى ضرورة مواصلة شدّ الرّحال والرّباط والاعتكاف في المسجد الأقصى، في "جمعة الأقصى" يوم 24 آب القادم، والتصدّي لكلّ محاولات اقتحامه وتدنيسه، وإفشال مخططات الاحتلال الخبيثة الساعية لتقسيمه.
وأهابت "حماس"، بشعوب الأمَّة العربية والإسلامية، لتعزيز وتكثيف حالة الإسناد والتضامن مع صمود أهلنا في قطاع غزَّة، ومع المقدسيين في رباطهم وجهادهم وتضحياتهم.
واستطردت: "لنكون جميعاً شركاء في نيل شرف المساهمة في الدفاع عن فلسطين وتحرير المسجد الأقصى".
وبيّنت أن "يقظة جماهير شعبنا، وصمودها الأسطوري، وثبات المرابطين وبسالتهم، وصلابة وقوَّة رجال المقاومة، في كلّ المحطات قد أحبطت كافة محاولات المساس بالمقدسات ومخططات الاحتلال".
وختمت "حماس" بيانها: "وهي (اليقظة) كفيلة بإحباط كل مشاريع الاحتلال ومخططاته العدوانية ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وإنَّ روح طوفان الأقصى وجذوته لن تنطفئ، ومسيرته ستمضي مهما بلغت التضحيات، حتى دحر الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات".