أشاع صمود المقاومة الفلسطينية وبطولاتها مشاعر التحدي والثقة لدى اللاجئين الفلسطينيين في المنافي لا سيما في لبنان الذي تشهد المخيمات فيه ارتفاعا في عمليات التجنيد لصالح حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بحسب ما أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذي طالما عانى من الفقر واليأس، يشهد في الأشهر الأخيرة ارتفعا بالتجنيد لصالح حماس، واستبدل الجو الكئيب بروح من التحدي والاحتفال.
وذكرت أن مخيم عين الحلوة، أكبر مجتمع للاجئين الفلسطينيين وأحفادهم في لبنان، كان دائمًا مكانًا متدنيًا، يعاني من الفقر والعنف الفصائلي. وعادة ما يكون لدى سكانه نظرة قاتمة تجاه مستقبلهم، لكن الآن، أصبح المزاج هنا مليئًا بالحماس.
ارتفاع قياسي للتجنيد
وفقًا لمسؤولي حماس واللبنانيين، فإن التجنيد لحماس وجناحها المسلح، كتائب القسام، ارتفع بشكل كبير في جميع المجتمعات الفلسطينية الـ 12 في لبنان. ويقولون إن المئات من المجندين الجدد انضموا إلى صفوف المقاومة في الأشهر الأخيرة، متحمسين بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على غزة.
وخلال زيارة نادرة لعين الحلوة، شاهد صحفيون من صحيفة نيويورك تايمز ملصقات للناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في كل مكان، حيث كانت عينيه تحدقان من خلف وشاح أحمر وأبيض ملفوف حول وجهه ويحث السكان على “القتال في سبيل الله”.
وقالت نيويورك تايمز إن حركة حماس كسبت شعبية ضخمة وأتباعًا جددًا بفضل مواجهتها للاحتلال الإسرائيلي وعملية طوفان الأقصى البطولية في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023.
وقال أيمن شناعة القيادي في حماس في لبنان للصحيفة الأمريكية: “صحيح أن أسلحتنا لا تستطيع مطابقة أسلحة عدونا، ولكن شعبنا صامد ويدعم المقاومة. وينضمون إلينا".
الشعور بالأمل لأول مرة
أبرزت نيويورك تايمز أن الشبان المتجمعين في شارع في عين الحلوة قالوا إن هذه هي المرة الأولى التي يشعرون فيها بالأمل، وأنهم يعرفون العشرات من أفراد الأسرة أو الأصدقاء الذين انضموا إلى حماس منذ بدء الحرب على غزة.
ونبهت إلى أن هذا التجنيد لا يؤثر على القتال في غزة لأن الدخول إلى القطاع صعب للغاية، ولكنه يعزز حماس في لبنان. وعادة ما يبقى المجندون في المجتمع، ويساهمون في إدارة الشؤون المحلية، وأحيانًا يقتربون من الحدود الجنوبية للبنان لإطلاق الصواريخ على دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقد كان الشبان متفائلين بأن حماس يمكن أن تحقق للفلسطينيين القدرة على العودة إلى الوطن الوحيد الذي يعترفون به، باعتبار ذلك جزء من الإيمان الأساسي للاجئين الفلسطينيين.
ومنذ عقود استقر مئات الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا، ومع السنوات المتتالية تحولت هذه المخيمات إلى مدن مبنية وهي الآن موطن لملايين الأشخاص.
وفي لبنان، تم منع هؤلاء الفلسطينيين من الحصول على الجنسية أو ممارسة مجموعة واسعة من الوظائف.
إحدى هذه المجتمعات هي عين الحلوة، حيث يعيش 80,000 شخص في مساحة بالكاد تتجاوز نصف ميل مربع، إلى حد كبير داخل صيدا، وهي مدينة ساحلية في الجنوب.
ولا يوجد هنا نقص في الرجال المستعدين للتضحية بحياتهم للقتال ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لشناعة، لكنه رفض الكشف عن عدد الذين تم تجنيدهم من منطقة صيدا.
في الشوارع، ظهر ملصق جديد لتجنيد كتائب القسام يعرض العشرات من الشبان والأطفال الذين بالكاد خرجوا من المدرسة المتوسطة مبتسمين ومركبين فوق صورة لمسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وداخل مخيم عين الحلوة، صور أبو عبيدة منتشرة في كل مكان تقريبًا، تزين الأوشحة وسلاسل المفاتيح.