قالت حركة الجهاد الإسلامي بفلسطين إن حكومة بنيامين نتيناهو واهمة لو ظنت أنها تستطيع تمرير مخططها ببسط سيطرتها على الضفة، وضمها إلى الكيان، وتمهيد الطريق لبناء كنيس على أنقاض المسجد الأقصى.
وأشارت الحركة في بيان وصل "وكالة سند للأنباء" اليوم الثلاثاء، إلى أنه مثلما ترفض المقاومة بغزة الاستسلام أمام الاحتلال، فكذلك لن تسلَم للاحتلال في الضفة، "التي تريد حكومة الاحتلال أن تبني عليها وهم الدولة التلمودية".
واعتبرت الجهاد الإسلامي عرض الضفة كجزء من خريطة الاحتلال، قبل معركة "طوفان الأقصى" وبعدها، دليلا على أن العدوان على الضفة يأتي في إطار مخطط معد مسبقاً، تسعى حكومة الاحتلال لتنفيذه وجعله أمراً واقعاً.
وتابعت "لقد بات واضحاً أن هذا المخطط يمر عبر إجراء تغيير سكاني في الضفة، ما يهدد أمن المنطقة، وفي مقدمتها المملكة الأردنية ودول الخليج".
وفي سياق آخر، قالت الحركة إن مواقف نتنياهو المتعنتة بخصوص وقف إطلاق النار بغزة، هي محاولة مكشوفة لتضييع الوقت والرهان على المتغيرات داخل أمريكا لإعادة احتلال قطاع غزة، وتمرير مخطط الاستيلاء على الضفة لإقامة دولة المهووسين بالأساطير التلمودية.
ودعت الجهاد الإسلامي السلطة الفلسطينية لمراجعة مواقفها "قبل أن تخسر ما تبقى من وهم سيادة على مناطق مستباحة"، في حين تواصل الرهان على مجتمع دولي وموقف عربي ثبت عقمهما وتواطؤهما.
وطالبت الدول العربية السائرة بركب التطبيع إلى التبصر في حقيقة المشروع الصهيوني وأهدافه؛ مؤكدة أن هذا الاحتلال يريد الأرض، ولا يقيم وزناً لكل معزوفات السلام، إلا بمقدار ما توفر له من وقت لتفتيت جبهة العرب والمسلمين لاستكمال هيمنته على المنطقة وشعوبها.
وشددت على أهمية التحرك الشعبي القوي للكل الفلسطيني، موضحة أنه من شأنه أن يرسل رسالة واضحة للإدارة الأمريكية ويجبرها على مراجعة شراكتها لهذا الاحتلال بجرائمه، ويجبر العدو على مراجعة حساباته.
ولليوم السابع على التوالي، بواصل الاحتلال عدوانه العسكري على شمال الضفة الغربية، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، وتخريب للبنية التحتية، ودمار بشبكات المياه والكهرباء خاصة بمدينتي جنين وطولكرم.
وتستمر المقاومة بالضفة في التصدي للعدوان الإسرائيلي، ولا تزال تنفذ بحق جنود الاحتلال عمليات وكمائن في مواقع الاشتباك، موقعين عدداً من الإصابات في صفوفه.
وتُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية وحربها العدوانية على قطاع غزة، والتي دخلت اليوم الثلاثاء يومها الـ 333 على التوالي، تزامنًا مع ارتكاب مجازر جديدة بحق النازحين والمدنيين والعائلات الفلسطينية.
وواصلت قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية، قصف المنازل والشقق السكنية المأهولة، ومراكز الإيواء والمدارس، ونسف المزيد من المباني والمربعات السكنية، موقعة عشرات الشهداء والمصابين.
ويلا يزال الاحتلال يمارس كل أنواع جرائم الحرب بحق الفلسسطينيين، من إعدام ميداني، واعتقال عشوائي، وتعذيب وحشي، وحصار للمستشفيات، وتدمير للبيوت، وتهجير للسكان، وجرف للبنى التحتية، وتقطيع للمناطق عن بعضها، وسط صمت دولي وعربي، يمنح العدو ضوءاً أخضر لمواصلة عدوانه السافر.