الساعة 00:00 م
الإثنين 19 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

استهداف "الأوروبي" ضاعف مأساتهم.. الاحتلال يحكم بإعدام 11 ألف مريض سرطان في غزة

ما علاقة "طوفان الأقصى"؟ وكيف يُنظر إلى القدس والضفة؟..

حوار الهدمي: الاحتلال يُحاول بسط السيادة على المسجد الأقصى لشعوره بـ "النقص"

حجم الخط
شاب فلسطيني يرفع علم فلسطين على قبة الصخرة.webp
القدس المحتلة - وكالة سند للأنباء

تحشد الجماعات الاستيطانية، لا سيما جماعات الهيكل المزعوم، منذ نحو أسبوعين، أنصارها لاقتحامات مكثفة للمسجد الأقصى المبارك في "عيد الاستقلال"، والذي يوافق غدًا الثلاثاء.

ودعت الجماعات الاستيطانية أنصارها لرفع مئات الأعلام الإسرائيلية في "الأقصى" خلال أوقات الاقتحام أسوة برفعها في يوم احتلال المسجد عام 1967.

وجاء في الدعوة أن رفع الأعلام وإعلان السيادة على الأقصى هي رد على معركة طوفان الأقصى التي انطلقت في السابع من أكتوبر الماضي.

"شعور إسرائيلي بالنقص"..

واعتبر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، أن عيد الاستقلال بالنسبة للاحتلال "يأتي هذا العام بظروف مختلفة ما يجعل له طعم مختلف"، خاصة في ظل المرحلة الحالية والتي لا زال الاحتلال يمر فيها بمرحلة تهديد وجودي بسبب معركة طوفان الأقصى".

وأضاف الهدمي في تصريحات خاصة لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال يحاول إظهار قوته وقدرته وسيادته وسيطرته سواء على مدينة القدس وجوهرتها المسجد الأقصى أو حتى على الضفة الغربية ليعوض النقص الذي شعر به مواطنيه بسبب التهديد الوجودي الذي حصل نتيجة معركة طوفان الأقصى".

ويرى أن الاحتلال يمكنه أن يدفع بكل طاقته من أجل تعويض هذا النقص، ولكن في ذات الوقت هناك مخاطر كثيرة يخاف منها وهو لا يريد أن يخسر كل السيادة أثناء محاولته إظهار سيادة أخرى.

ويتابع: "لا شك أن العلم يعبر عن هوية وعن سيادة في المكان الذي يرفع فيه، وبات واضحاً في الآونة الأخيرة أن صراع العلم يحتدم وبالتالي الاستقطاب يزداد".

وبيّن "ضيف سند" أن "الجميع يريد أن يظهر سيادته، وبالذات على الأماكن ذات الرمزية والأهمية والخصوصية العالية وعلى رأسها بشكل أساسي المسجد الأقصى المبارك".

طوفان الأقصى معركة مفصلية..

ويستطرد: "ما كانت معركة طوفان الأقصى إلا للذود عن حياض المسجد الأقصى والدفاع عنه وإظهار أهميته لدى الأمة، وبالتالي فهي معركة مفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني وسيكون لها تبعات مهمة على ما يجري في المسجد الأقصى".

وأردف: "الاحتلال يرى أن من حقه بل من الضرورة بمكان أن يظهر سيادته في المسجد الأقصى وأن تكون له كلمته وهويته فيه، وفي المقابل هناك معادلة إمكانيات وقدرة على القيام بأي فعل يسلط الضوء على ما يخص الصراع الديني".

ونبه "الهدمي" إلى أن الاحتلال "يريد إظهار اعتداءه على قطاع غزة كمعركة وصراع أمني بالدرجة الأولى للدفاع عن (مواطني دولة إسرائيل)، ولذلك هو ليس معني بإظهار جبهات جديدة تظهر أن الصراع ديني وأن اعتداء الاحتلال الأساسي على المقدسات".

ولفت النظر إلى أن حكومة الاحتلال "لديها تجاذبات، ومعادلات القوى التي هي فيها معقدة جدًا؛ وما يزيد ذلك تعقيداً هو ما سيجري في المسجد الأقصى، وما يمكن أن يحصل من قبل أهل مدينة القدس والضفة الغربية".

الضفة والقدس..

ويوضح أن لدى أهالي مدينة القدس والضفة الغربية معادلات مختلف فيما يخص علاقتهم مع الاحتلال وما يمكن لهم أن يقوموا به في وجه هجمته الشرسة.

ويؤكد: "المقدسيون وأبناء الضفة الغربية يشكلون تهديداً كبيراً بالنسبة للاحتلال، وهم ذخر للأقصى، كما أنهم جبهة يمكن لأي اعتداء جديد على المسجد الأقصى أن يفجرها، وبالتالي هم عنصراً مهما في معادلة الصراع".

ويعتقد الهدمي أن الاحتلال "لن يرغب بتفجير جبهة القدس والضفة، وهي واحدة من الأمور التي يحسب لها ألف حساب قبل السماح للمستوطنين برفع الأعلام داخل الأقصى، لأنه يعي تماماً أنها قضية مستفزة".

واستدرك: "لا أستبعد أن تكون هناك محاولات فردية لرفع العلم، كما حصل في مرات سابقة، لكنها لن تشكل ما يهدف له المستوطنون وجماعات الهيكل من إظهار سيادة كاملة لهم على الأقصى".

انخفاض أعداد المقتحمين للأقصى..

ويلفت الهدمي النظر إلى أنه ومنذ معركة طوفان الأقصى لوحظ أن أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى، حتى خلال الأعياد، أقل نسبياً مما كانت عليه في أعوام سابقة، كذلك الأمر ينطبق على شهر رمضان الذي مر بشكل أكثر هدوءا من العامين الماضيين.

وهذا يدلل، وفق الهدمي، على أن الاحتلال لديه حسابات يقوم بها حتى يتجنب استفزاز المقدسيين بشكل خاص والفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل عام، على الرغم من كل ما يجري في قطاع غزة.

ويضيف: "من المؤكد أن هناك تنظيم جماعي للاعتداء على الأقصى سواء برفع الأعلام أو بغيره؛ فهناك خطة ممنهجة لدى جماعات الهيكل مدعومة من حكومة الاحتلال لإظهار التقدم تجاه الأقصى، وهذا ليس بالأمر الجديد ولكنه كذلك ليس بالبسيط والسهل".

الاحتلال لا يريد فتح جبهات جديدة..

ومن وجهة نظر الناشط المقدسي، فإن الاحتلال لم يعد قادراً على التقدم بسهولة في أي جبهة، كما الأعوام الماضية، وبات يحسب حسابًا لكل اعتداء ولكل زيادة في التهويد والسيطرة لأنه يعلم بأن لذلك تبعات سيدفع ثمنها، وهو يتخوف كثيراً من فتح جبهات جديدة.

وذكر الهدمي أن أكثر ما يخشاه الاحتلال حالة التوتر الذي تعيشها القدس والضفة، "فالواقع فيهما ليس سهلًا وهما على صفيح ساخن جداً وممكن لأي سبب أن يحرك الجماهير".

ويعتقد أن تأخر تحرك جماهير القدس والضفة حتى اليوم هو افتقادها للقيادة الميدانية، ولكن هذا يعني بأن الجماهير ممكن أن تنفجر باتجاهات وبقوة غير مسبوقة وفي أوقات لا يمكن التنبؤ بها.