صرحت طبيبة جرّاحة إيطالية تعمل بقطاع غزة أنها تستقبل يوميا 4 أطفال مصابين بطلقات مباشرة بالعنق والرأس، مشيرة إلى إجرائها 40 عملية جراحية يوميا، 15 منها لأطفال.
وأكدت الطبيبة فيدريكا ليتزي التي تعمل مع "أطباء بلا حدود" بمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، خلال مقابلة إعلامية تابعتها "وكالة سند للأنباء" أنها لم ترَ هذا الكمّ والنوع من الإصابات الخطرة المهولة بكل مناطق الصراعات التي عملت بها.
وأفادت "ليتزي" بأن أكثر ما يصدمها هو العدد الهائل لضحايا أعمارهم بين عامين و15 عاما، أصيبوا بمقذوف واحد في الرأس والعنق، مشيرة إلى أن مجتمع غزة القادم سيُنكَب بـ "جيش جرار" من المعاقين.
وأشارت الطبيبة إلى أن الجراحين يرون بوضوح نقطة دخول المقذوف إلى الرأس بلا أثر لنقطة خروجه، لافتة إلى أن هذه المقذوفات عادة ما تنفجر بالرأس لا يملك لها الأطباء حيلة؛ لأنهم غير مجهزين لهذا النوع المعقد من الجراحة.
"وأكثر ما يخشاه الأطفال إخضاعهم للجراحة من دون تخدير، بظل الخناق الإسرائيلي على إدخال الأدوية للقطاع حتى المستعجلة جدا، مثل: مهدئات الألم، وأدوية التخدير، إذ يستغرق السماح بمرورها شهرين كاملين"، وفقا لـ "ليتزي".
وعملت "ليتزي" (40 عاما) مع "أطباء بلا حدود" في مناطق صراعات بين الأخطر في العالم، مثل: سوريا، والعراق، وأفغانستان، وليبيا، والصومال، وهاييتي.
ومنذ مطلع أغسطس/ آب الماضي، وصلت الطبيبة الإيطالية "ليتزي" إلى قطاع غزة؛ للمساندة في إجراء جراحات طبية متخصصة.
وفي 22 أغسطس/ آب المنصرم، كشف الوكيل المساعد لوزارة الصحة، عبد اللطيف الحاج، أن نحو نصف مليون عملية جراحية يحتاجها جرحى قطاع غزة عند انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وقال "الحاج" خلال تصريحات إعلامية تابعتها "وكالة سند للأنباء" إن جرحى الحرب على غزة يزيدون عن 94 ألف جريح، ويحتاج كلّ واحد منهم إلى ما معدّله 3_4 عمليات جراحية بعد الحرب.