قررت المعلمة منى نشوان (40 عاما)، من قطاع غزة، أن تختلف عمن حولها، لتساهم في تطوير العملية التعليمية والأداء في المدرسة، فأطلقت مبادرتها الجماعية "بعملي يزهو أملي وتزهر مدرستي".
وانطلاقا من كون المعلم مربي قبل أن يكون ملقنا للمعلومات ومزودا لها، شعرت نشوان، نائب مديرة مدرسة هايل عبد الحميد الثانوية للبنات في مديرية تعليم شمال غزة، بتزايد حاجات الطالبات المدرسية، في ظل الظروف المادية الصعبة التي يشهدها القطاع، فأطلقت مبادرتها لسد تلك الاحتياجات.
وتقول نشوان "تكمن أهمية المبادرة في إيجاد حل لمشكلات الطالبات المادية التي تتعلق باحتياجاتهن المدرسية في إكمال مسيرتهن التعليمية، وكذلك الحاجة إلى النهوض بالمدرسة والحفاظ على ممتلكاتها وتأمينها".
وشكلت نشوان في بداية مشوارها فرقاً ومجموعات من الطالبات في المدرسة، هدفها تنمية التعاون والعمل الجماعي بروح الفريق وتعزيز الشعور بالانتماء والواجب نحو الوطن.
وانطلقت الطالبات بعد تحديد مهامهن وآليات العمل وفق خطة عملية للمجتمع المحلي، للسعي لتطوير المدرسة ومساندة الطالبات على إكمال مسيرتهن التعليمية، وتوفير المناخ البيئي الملائم لبيئة مدرسية آمنة وجاذبة.
وتضيف نشوان "تتمثل منهجية العمل في المبادرة من خلال تشكيل فريق من المرشدة التربوية ومجموعة من المعلمات لإنجاح المبادرة، وعقد انتخابات لتشكيل مجالس الفصول وتشكيل لجنة العمل الطلابي ولجنة قامات العطاء المجتمعي".
وبعد تحديد مهام الطالبات، سعت نشوان لدمج المدرسة بالمجتمع المحلي، حيث تواصلت الطالبات مع مؤسسات المجتمع المحلي لتعريفهم بأهمية المبادرة وأهدافها.
وتشير نشوان إلى أن من ضمن أهداف مبادرتها هو صنع الجيل القادر على التشبيك مع المجتمع المحلي لتحقيق الاحتياجات المدرسية، وتوفير أبسط احتياجات الطالبات لمواصلة مسيرتهن التعليمية.
كما تهدف المبادرة، لخلق كوادر قادرة على القيادة الذاتية في إدارة الأزمات وتعزيز الواجب الوطني والانتماء لدى الطالبات والعاملين والمجتمع المحلي .
ولا تخفي نشوان سعادتها بعد جنيها بعض ثمار مبادرتها، فقد لامست من خلال إشرافها على الطالبات، تطوراً ملحوظاً في مهارات التعاون والتواصل مع المجتمع المحلي لديهن.
كما لاحظت التفاعل الكبير لقامات المجتمع المحلي مع المبادرة لخدمة المدرسة والطالبات.
واستطاعت نشوان من خلال عملها وجميع العاملين في المدرسة العمل على تكريس مفهوم العمل الخيري والإنساني لدى الجميع ووفرت بيئة مدرسية آمنة ومستقرة.
نشوان الحاصلة على لقب نائب مدير متميز للعام 2017، وخريجة اللغة الأنجليزية، تتطلع من خلال مبادرتها إلى زيادة التواصل والتشبيك مع شخصيات ومؤسسات مجتمعية ودولية لتزويد المدرسة بالخلايا الشمسية.
كما تتطلع لتطوير قدرات طالبات الفرع الريادي في تنفيذ مشاريع صغيرة؛ لسد احتياجات الطالبات المحتاجات في السنوات القادمة ضمن آلية تتوافق مع النظام المدرسي.
ونجحت نشوان في تنظيم العديد من الفعاليات الإنسانية والاجتماعية التي تشملها المبادرة، كفعالية "يداً بيد"، و"حملة رسومي مسئوليتي"، و"مشروع الطبق الخيري" الذي استفادت من ريعة لكسوة الطالبات المحتاجات في فصل الصيف.
كما نفذت فعالية "بناء الجدران المهدمة بسبب القصف"، و"توفير مقاعد حجرية للطالبات في ساحة المدرسة".
وتسعى نشوان عبر مبادرتها، للاستفادة من الطاقة الكامنة للتربويين واستغلال قدراتهم وتشجيعهم على الإبداع والإنتاج.