يعاني العديد من فئات المجتمع الغزي من أوضاع اقتصادية صعبة بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة للشهر الحادي عشر على التوالي، فيما تزداد هذه المعاناة على وجه الخصوص وفي مثل هذا الشهر بالتحديد على النحالين بعد تدمير الاحتلال جميع خلايا النحل المنتشرة في قطاع غزة.
وتستمر خسائر النحالين الاقتصادية للموسم الثالث على التوالي، بسبب عدم تمكنهم من قطف موسم العسل لصعوبة الوصول لخلايا النحل الواقعة في المناطق الشرقية الحدودية بفعل القصف الإسرائيلي هناك، واستشهاد العديد من النحالين.
تدمير قطاع النحل بشكل كامل
ويقول رئيس مجموعة نحالين قطاع غزة كنعان أبو روك، إن الاحتلال الإسرائيلي دمر جميع خلايا النحل في قطاع غزة بسبب قربها من الشريط الحدودي والتي تقدر بـ25 ألف خلية، في الوقت الذي لم يتمكن المزارعين منذ بداية الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي، من الوصول لهذه الخلايا والاهتمام بها ما أدى لموتها أيضاً.
ويضيف أبو روك في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن قطاع غزة كان ينتج في كل عام ما يقارب 13 ألف طن عسل، ولكنه وللموسم الثالث على التوالي لم يتمكنوا من قطف الموسم الذي يكون في أشهر ابريل/نيسان ما يعرف بعسل الحمضيات، وشهر سبتمبر/أيلول ويسمى عسل الصيف.
ويوضح أن العديد من المراكز الطبية في قطاع غزة كانت تستخدم النحل في علاج أمراض النساء، والروماتيزم وانتفاخ القدمين عبر ما يعرف بـ"لسعات النحل"، فيما يستخدم العسل لعلاج الربو والرطوبة والأمراض السرطانية.
ويقدر ضيف "سند"، النسبة التي كانت تذهب للعلاج من كميات العسل بـ20 % فقط من ما يتم إنتاجه سنوياً في قطاع غزة.
ويشير، إلى أن العديد من النحالين ليس لهم مصدر دخل سوى هذه المهنة، ويعتمدون عليها بشكل كلي في توفير قوت أبنائهم، ولكن الآن انعدمت هذه الحرفة بشكل كامل بسبب الحرب، مشيراً إلى أن هناك مناشدات شبه يومية تصل من النحالين، ولكن للأسف وحتى اللحظة لم يتلقوا أي مساعدة من أي جهة حكومية أو غيرها ويعانون من أوضاع صعبة.
ويلفت أبو روك، إلى أن عدد الشهداء النحالين بلغ ما يقارب 80 شهيداً منذ بداية الحرب على القطاع، فيما يبلغ إجمالي عدد النحالين في القطاع ما يقارب 10 آلاف نحال.
ويطالب، جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية بتوفير مساعدات عاجلة للنحالين بعد فقد مصدر رزقهم بشكل كامل، ليتمكنوا من تسيير أمور حياتهم اليومية.
وينوه أبو روك، إلى أنه أيضاً في حال انتهاء الحرب من الصعب رجوع حرفة النحل كما كانت لأن فقدان النحل لا يعوض، سوى بعملية استيراد النحل، ودعم المزارعين مالياً ليتمكنوا من ترميم مناحلهم التي دمرت في الحرب.
خسائر مالية فادحة
من جانبه، يقول النحال حمادة الخور إنه تعرض لخسائر مالية فادحة تقدر بـ30 ألف دولار بعد تدمير منحلته التي تحتوي على ما يقارب 100 خلية بشكل كامل الواقعة في منطقة خزاعة شرقي محافظة خانيونس جنوب القطاع، بعد أن كان يعتمد عليها بشكل كامل في مصروفه اليومي.
ويضيف الخور والذي يعمل في هذه المهنة منذ ما يقارب 15 عاماً وورثها عن أبيه وجده في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أنه لأكثر من عام لم يتمكن أي نحال من الوصول لمنحلته بسبب خطورة الوضع في المناطق الحدودية الشرقية، حيث كان يتعمد النحالين وضع مناحلهم في المناطق الشرقية لتوفر الأزهار وأشجار الكينيا في تلك المناطق.
ويوضح، أن كل خلية نحل يكلف تجهيزها من "قطيف، براويز، شمع" ما يقارب 150 دولارا أمريكيا، وتختلف الأسعار من حيث عدد البراويز لكل خلية.
ويطالب الخور، جميع الجهات الداعمة بدعم النحالين، حيث أنهم أصبحوا بلا دخل نهائياً بعد أن كانت منحلته توفر لها ما يقارب 2000 شيكل كمصدر دخل شهري، لافتاً إلى أن هذا القطاع مهمش نهائياً حيث أنهم تعرضوا سابقاً للضرر بفعل المنخفضات الجوية ولكن دون أي تعويضات.
ولا يختلف الحال كثيراً عن معاناة النحال مالك قديح، والتي دمرت منحلته الواقعة شرقي محافظة خانيونس بشكل كامل وتقدر بـ50 خلية، وفقدان ما يقارب 250 كيلو عسل بفعل القصف الإسرائيلي، ومستلزمات نحل وعدد وبراويز نحل.
ويطالب قديح في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، والذي يعمل في هذه المهنة منذ ما يقارب 17 عاماً، أن يعود قطاع النحل كما كان سابقاً، وإعادة هذه الحرفة وأن يتم التصدير للخارج.
ويشير، إلى النحال منذ ما يقارب العام في قطاع غزة لم يعمل في أي مهنة حيث كان يعتمد على حرفة قطف وجني العسل بشكل كامل، فيما تقدر خسائره المالية على صعيده الشخصي بـ 25-30 ألف دولار.