أكدت ثلاثة مصادر رفيعة مطلعة في ثلاث دول خليجية، بشكل منفص، لوكالة الأنباء الأمريكية (رويترز)، على أن دول الخليج تضغط بشكل كبير على الولايات المتحدة الأمريكية لمنع "إسرائيل" من مهاجمة المواقع النفطية الإيرانية، لأنها تخشى أن تتعرض منشآتها النفطية أيضًا لإطلاق نار إذا تصاعد الصراع.
وتقول الوكالة عن المصادر الرفيعة ترفض دول الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، في إطار محاولاتها لتجنب الوقوع في مرمى النيران، السماح لـ"إسرائيل" بالتحليق فوق مجالها الجوي خلال أي هجوم محتمل على إيران، وقد أوضحت ذلك لواشنطن.
وتأتي تحركات دول الخليج بعد جهد دبلوماسي قامت به إيران لإقناع جيرانها في الخليج باستخدام نفوذهم مع الولايات المتحدة، لمنع "إسرائيل من ضرب منشآتها النفطية".
وقال مسؤولون إيرانيون كبار إن إيران أوضحت للسعودية أنها لن تكون قادرة على ضمان أمن المنشآت النفطية في أراضيها إذا تلقت "إسرائيل" أي مساعدة في الهجوم.
من جانبه، قال محلل السياسي السعودي، علي الشهابي، إن "الإيرانيون صرحوا بكل وضوح، أنه إذا فتحت دول الخليج مجالها الجوي أمام إسرائيل، فسيكون ذلك بمثابة عمل من أعمال الحرب".
وقال دبلوماسي إيراني إن طهران بعثت برسالة واضحة إلى السعوديين، مفادها أن حلفائها في دول مثل العراق أو اليمن قد يردون إذا كان هناك دعم إقليمي لـ"إسرائيل" ضد إيران.
وكان هجوم إسرائيلي محتمل محور المحادثات التي جرت، الأربعاء، بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي كان يقوم بجولة في الخليج.
وتأتي زيارة الوزير الإيراني، إلى جانب الاتصالات السعودية الأمريكية على مستوى وزارة الدفاع، في إطار جهد منسق لمعالجة الأزمة.
وأكد مسؤول في واشنطن مطلع على المناقشات أن المسؤولين في الخليج كانوا على اتصال بنظرائهم الأمريكيين وأعربوا عن قلقهم بشأن النطاق المحتمل للرد الإسرائيلي المتوقع.
وقصفت إيران في الأول من أكتوبر/تشرين أول الجاري، مواقع إسرائيلية حساسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأكثر من 200 صاروخ، جاءت رداً على اغتيال كل من إسماعيل هنية وحسن نصر الله والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفروشان، بحسب التصريحات الإيرانية.
ومنذ ذلك الوقت وحكومة الاحتلال الإسرائيلي تبحث طريقة الرد على القصف الإيراني، والسيناريوهات المتوقعة للرد الإيراني في حال ضربت "إسرائيل" مواقعاً إيرانية حساسة مثل المنشآت النووية أو النفطية.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق الخميس، إن المحادثات التي اجريت بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، رفض فيها بايدن أن تقوم "إسرائيل" بضرب أي من المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية.