الساعة 00:00 م
الأربعاء 14 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.74 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.98 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"بدي أرجع أشوف".. حلم طفل غزي سرقت منه الحرب عينيه وحركته

أبو عبيدة: القسام تقرر الإفراج عن الجندي "ألكساندر" اليوم

محللون: فيديوهات الأسرى تُحرج نتنياهو وتعمّق الانقسام الإسرائيلي

المقامات.. أسلوب إسرائيلي لتزوير التاريخ وتبرير الاستيطان

حجم الخط
مقام يوسف.jpg
نابلس- وكالة سند للأنباء

يتعرض أكثر من 23 مقامًا إسلاميا في الضفة الغربية لعمليات اقتحام متكررة من المستوطنين، الذين يحاولون بطرق ملتوية، وبغطاء توراتي مزيف، تهويدها، واختراع رابط بينها وبينهم، كجزء من خطط الاستيطان والسيطرة.

وتتوزع المقامات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وقد تصاعدت اقتحامات المستوطنين لها، مقابل تقييد جيش الاحتلال زيارة الفلسطينيين وتواجدهم فيها.

قسم من تلك المقامات، اندثر خلال البناء الاستيطاني، والقسم الآخر صنف وفق اتفاقية أوسلو ضمن المناطق ج، الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، وهوما منح الاحتلال حق التصرف في تلك المناطق، وتغيير معالمها وأسمائها.

وفشل الاحتلال في محاولاته لصق الروايات التوراتية بمقامات الضفة، ليتبين في كل مرة، أنها روايات تفتقد الدلائل التاريخية الموثقة أو حتى المادية.

ولا يزال العمران الإسلامي، والنقوش ماثلة تدل على تاريخها، حتى اليوم، فيما شُيّدت القبور فيها بشكل يدل على إسلاميتها.

وتختلط روايات الاحتلال حول المقامات، لتبين وهن حججه وضعفها، وتتضارب في توثيق تاريخ المكان ونسبة القبور لأصحابها، بينما تثبت الروايات الإسلامية منطقها ومصداقيتها وانتسابها للمكان.

ومن أبرز المقامات التي دأب المستوطنون على اقتحامها، وأداء الصلوات التلمودية فيها، قبر يوسف في المنطقة الشرقية من نابلس، والذي تتحول لحظة اقتحامه إلى مواجهات مع قوات الاحتلال.

1566746583.jpg
 

وتثبت الروايات التاريخية والشعبية في نابلس، أنَّ المقام يعود لرجلٍ صالح اسمه الشيخ يوسف دويكات.

وكان المقام مساحةً اجتماعيّة توارثها أهالي نابلس، وفيها اعتادوا إحياء المولد النبويّ، وإقامة حفلات ختان الأطفال، والصلاة والتبرك من المكان.

بدوره، يعتبر الناشط في مقاومة الاستيطان عبد الله أبو رحمة، أن الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ بدايته، لم يوفر أي فرصة ولا أي جهد للسيطرة على الأراضي الفلسطينية.

ويقول أبو رحمة لـ "وكالة سند للأنباء" إن الاحتلال حاول السيطرة على الأراضي ومصادرتها تحت عدة مسميات، إما بمصادرة أراضي الدولة، أو الأراضي غير المزروعة (الخراب)، وحاول تزوير وثائق في كثير من المناطق، ليثبت امتلاك المكان.

ويتابع أن مخططات الاحتلال الاستيطانية انتقلت لتغيير حدود المحميات الطبيعية، بادعاء توسعتها للحفاظ على الثروة الطبيعية، فيما هو يسيطر عليها، ويمنع الفلسطينيين من دخولها، بينما يسمح للمستوطنين فعل ما يشاؤون.

555555555555555520031777999999.jpg

ويشير أبو رحمة إلى أنه في الفترة الأخيرة كثف الاحتلال من محاولات السيطرة على ينابيع المياه والمناطق الأثرية، وكل ذلك ضمن مسلسل متواصل للسيطرة والتوسع.

وحول المقامات، يؤكد أبو رحمة أن كل ما يصرح به الاحتلال حولها، مجرد مزاعم وادعاءات، ثبت كذبها، ولم يأتوا بدليل واحد على انتساب أي مقام لهم.

ويتفق المختص في قضايا الجدار والاستيطان، جمال جمعة، مع "أبو رحمة" بأن المستوطنين ومن خلفهم الحكومة اليمينية بزعامة نتنياهو، تحاول دائما استغلال أي شيء بالضفة الغربية من أجل تعزيز الاستيطان، وخصوصا الاستيطان الديني أو التوراتي.

ويردف لـ "سند" أنه عند الحديث عن المقامات، فالأمر لا يتعدى أن يكون محاولة سرقة التاريخ الفلسطيني، ووضع اليد على الأمكنة المختلفة والسيطرة عليها، لتعزيز الرواية اليهودية.

ويواصل جمعة بالقول "كلها مبررات ومسوغات من أجل الاستيطان والسيطرة على المزيد من الأراضي، وهي تخدم الرواية التوراتية بخصوص فلسطين".

ويقول إن التاريخ الطويل والحضارات والديانات المتنوعة التي مرت على فلسطين، جعلت الروايات متشابكة، والاحتلال يحاول تشويش جزئيات تاريخية معينة، وخلق ارتباك فلسطيني، لتعزيز حضورهم في المكان.

20220921110911.jpg

ويسهب بالقول "حتى أسماء بعض المستوطنات، حاولوا اتخاذ اسم كنعاني لها، مثل مستوطنة "شيلو"، التي سميت على اسم واحدة من أكبر المدن الكنعانية، وهي طريقة لإثبات الوجود اليهودي في الأرض".

ويؤكد المختص جمعة أنه ثبت بالوجه القاطع أنها مقامات إسلامية، وأثبت ذلك أصحاب الأرض.

من جهته، أكد وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية، حسام أبو الرب، أن كافة المقامات والمساجد والأراضي الوقفية هي أرض وقف خالصة للمسلمين.

وشدد أبو الرب لـ "وكالة سند للأنباء" أنه ليس للمستوطنين الحق في التصرف أو إقامة الصلوات التلمودية في تلك المقامات.

ويبين أن تلك المقامات، سواء قبر يوسف أو مقامات كفل حارس أو النبي يونس وغيرها، كلها موروث ديني إسلامي، كلها بأرضها ووقفها مملوكة لوزارة الأوقاف، وخاصة بالمسلمين.

واعتبر أن أي اعتداء على المقامات أو تخريبها، كأنه اعتداء على المسجد الأقصى أو الحرم الإبراهيمي، واعتداء على الموروث الديني للمسلمين.