الساعة 00:00 م
الإثنين 19 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

استهداف "الأوروبي" ضاعف مأساتهم.. الاحتلال يحكم بإعدام 11 ألف مريض سرطان في غزة

في أمستردام.. الرياضة تُصبح ساحة لمقاومة الاحتلال والتضامن مع غزة

حجم الخط
أمستردام
جنيف - إيمان شبير - وكالة سند للأنباء

في أمستردام، تتحول الرياضة إلى ساحة للمقاومة، مع اشتعال المواجهات عقب مباراة بين أياكس الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي، لتصبح لحظة فارقة تعكس تصاعد التضامن مع فلسطين في مواجهة الاحتلال.

لم تكن مجرد مباراة رياضية، بل كانت معركة رمزية في سياق تزايد مشاعر الكراهية والرفض تجاه السياسات الإسرائيلية، فالجماهير العربية والفلسطينية في أوروبا باتت اليوم تعبر عن غضبها المتصاعد ضد الاحتلال الإسرائيلي في كل زاوية، وتظهر هذه الحوادث كيف أن المواقف من "إسرائيل" باتت تنعكس في الشوارع الأوروبية، وتفضح حالة من التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية تتجاوز الخطوط السياسية.

والأحداث التي نشبت عقب المباراة كانت نتاجًا طبيعيًا للغضب الذي يعيشه الفلسطينيون في أنحاء العالم، فقد بدأ المشجعون الإسرائيليون بتصرفات استفزازية، ما أدى إلى اشتباكات مع الجماهير الأخرى.

ويوم الخميس الماضي، اندلعت اشتباكات مع مشجعين إسرائيليين عقب قيام بعضهم بتمزيق علم فلسطين، عقب مباراة بين نادي أياكس أمستردام الهولندي بنادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي في الدوري الأوروبي، بهولندا.

وأعلنت الخارجية الإسرائيلية عن إصابة 10 إسرائيليين وفُقد الاتصال باثنين آخرين، بعد تعرضهم للضرب في العاصمة أمستردام بعد انتهاء المباراة.

وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أصبح من الصعب تجاهل الرفض المتزايد للإجراءات الإسرائيلية من العرب والعديد من الشعوب الأوروبية، وعلى إثر ذلك، استمعت "وكالة سند للأنباء" إلى مختصين في الشأن الدولي والسياسي، الذين أكدوا أن هذا الرفض يعكس تحولًا كبيرًا في المواقف العالمية تجاه القضية الفلسطينية

"الجاليات المطبعة"..

يقول رئيس مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان أنور الغربي، إن الجاليات اليهودية متنوعة ومتعددة، مثل الجاليات الفلسطينية والعربية، وهذه الجاليات تضم آراءً متعددة وأفكارًا متنوعة.

ويلفت "الغربي" لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى وجود دعم قوي من بعض اليهود للحقوق الفلسطينية، حيث يرون أن فلسطين تمثل العدالة. بالمقابل، يوجد أيضًا عرب داعمون لإسرائيل، رغم عدم إعلانهم عن ذلك بشكل علني، ما يعكس التضييق على الجاليات المطبعة.

ويؤكد "الغربي" أن الفكر الصهيوني يمثل خطرًا على المجتمعات الغربية، وليس فقط على الإسرائيليين، مُبيّنًا أن غالبية استطلاعات الرأي تشير إلى أن إسرائيل تُعتبر أكبر تهديد للسلام العالمي.

ويُشدد أن فلسطين أصبحت تمثل العدالة والحرية، خاصة في ظل استهداف المؤسسات الأممية من قبل "إسرائيل"، موضحًا أن ذلك يؤدي إلى زيادة التعاطف مع القضية الفلسطينية، وخاصة في صفوف الشباب، كما ظهر في نتائج الانتخابات في الغرب، حيث فاز المناصرون للحقوق الفلسطينية.

ويعتبر "الغربي" أن ما يضر بسمعة إسرائيل هو أفعالها على الأرض، مثل العدوان على الفلسطينيين في غزة ولبنان والعراق، مشيرًا إلى أن المجتمع المدني في الغرب يتابع هذه الأحداث ويشجبها.

ويُبيّن ضيفنا أن تزايد العداء الشعبي في أوروبا يمثل خطوة نحو تعزيز دعم القضية الفلسطينية، لافتًا أن نجاح الحركات الداعمة لفلسطين في الانتخابات، مثل ترشيح شخصيات مثل جيريمي كوربن وجورج جالوي في بريطانيا، مشيرًا إلى تأثير الصوت العربي والفلسطيني في الانتخابات الأمريكية والأوروبية.

"الشعب الفلسطيني كشف للعالم ما يحدث في غزة"..

من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي، إن الجاليات الفلسطينية والعربية في أوروبا تواجه تحديات كبيرة في تعريف هويتها، ويتساءل الكثيرون: هل نحن فقط فلسطينيون؟ أم أننا أيضًا جزء من ثقافات ودينات متعددة؟ وعندما نتحدث عن الفلسطينيين، نجد أن هناك تنوعًا كبيرًا، فمن الجاليات العربية والإسلامية، إلى المسيحيين الفلسطينيين، تختلف الهويات وتتداخل المواقف.

ويوضح " ياغي" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن هذه التحديات تثير نقاشات عميقة حول الهوية والولاء في قلب أوروبا وأمريكا. في المقابل، يتساءل البعض عن كيفية تعريف الجاليات الإسرائيلية في أوروبا. هل هم فقط إسرائيليون؟ أم أنهم في الأساس يهود؟ هذه الأسئلة تجعل النقاش أكثر تعقيدًا.

ويرى أن هناك تباينًا في المواقف بين من يدافع عن الصهيونية وأولئك الذين يقاومونها، ويسعى بعضهم للضغط على الدول الغربية لدعم السياسات الإسرائيلية بكل الوسائل المتاحة، بينما يرفض آخرون الاحتلال ويسعون بكل قوتهم لمواجهته، وتعد حملة المقاطعة (BDS) إحدى الأدوات التي يستخدمها الفلسطينيون والعرب لجلب الانتباه إلى معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

ويشير إلى أن في الولايات المتحدة، هناك تأثير قوي للصهيونية في العديد من الولايات. تم سن تشريعات تمنع المقاطعة بشكل قسري، ما يوضح أن هذا ليس مجرد نقاش قانوني، بل هو جزء من صراع أيديولوجي أوسع".

ويلاحظ أن في أوروبا، هناك تحالفات قوية بين اليسار والليبراليين، حيث يتحدون مع الجاليات العربية والمجتمع المدني في معارضتهم للسياسات الإسرائيلية. بعد الأحداث الأخيرة في غزة، أصبح الموقف من الهوية اليهودية والإسرائيلية أكثر تعقيدًا، وأصبح من الصعب التمييز بين اليهود الذين يدافعون عن الصهيونية وبين الجاليات الإسرائيلية التي أصبحت جزءًا من المشهد الأوروبي المعقد.

ويؤكد "ياغي" أن مع زيادة حدة المواجهات بين من يدعم الاحتلال ومن يعارضه، بدأ العالم يدرك أن هذا ليس صراعًا دينيًا فقط، بل هو صراع ضد الاحتلال والظلم.

ويلفت إلى أن الشعب الفلسطيني كشف للعالم حقيقة ما يحدث في غزة، حيث ظهرت جرائم حرب ووحشية غير مسبوقة ضد المدنيين، وكان واضحًا أن الهدف ليس الدفاع عن النفس، بل الإبادة.

ويوضح "ضيف سند"، أن رغم محاولات الدعاية الصهيونية في تغطية الحقائق، تمكنت وسائل التواصل الاجتماعي من نقل الواقع إلى العالم، فالصور والفيديوهات التي انتشرت من غزة أثبتت للعالم أن ما يحدث ليس دفاعًا عن النفس، بل هو محاولة لفرض حكم قسري على شعب بأسره.

ويختم "ياغي" أن اليوم، لا يتعلق الأمر فقط بالجاليات الفلسطينية والعربية في أوروبا. بل هناك تحول في الرأي العام العالمي، حيث بدأ الناس يدركون أن هذا ليس صراعًا دينيًا فحسب، بل هو صراع ضد الاحتلال. المواقف تتغير، والصهيونية تفقد الدعم، خاصة بعد أن اكتشف العالم زيف الادعاءات بالديمقراطية الليبرالية التي كانت تتغنى بها إسرائيل، بينما هي في الواقع دولة تمارس العنصرية.