الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"شهد".. الشهيدة والمولودة اليتيمة!

ما قصة المهرجان الغنائي الذي أثار جدلًا في نابلس؟

حجم الخط
أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

تباينت آراء الشارع النابلسي، خلال الأيام القليلة الماضية، بين مؤيد لإقامة مهرجان غنائي على أرض المدينة، على اعتبار أنه أحد الأشكال الداعمة للفن والثقافة الفلسطينية، وبين معارض له بحجة أنه مخالف للقيم والعادات.

هذا التباين في وجهات النظر لم يقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي ومجالس الناس العامة فحسب، بل امتد ليصل منابر المساجد، حين أعلن بعض المشايخ رفضهم لهذا المهرجان في خطبة الجمعة الأخيرة، في حين أصدرت عدة جهات بيانات رافضة وداعمة له.

"فئة ضالة ومرتزقة"

الرافضون عبّروا عن موقفهم بإصدار بيان شديد اللهجة، هاجموا فيه مهرجان "سما نابلس الثالث" ووصفوا منظميه بـ"الفئة الضالة المرتزقة، التي تسعى لتدنيس تراب المدينة ومحو أمجادها ونشر الفساد بين أزقتها بهدف التكسب المادي"، على حد تعبيرهم.

وأشار البيان الذي وصل لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن "الخلاعة والانحلال ليست فناً وأن والاختلاط والعري ليس حرية"، مؤكدين على رفضهم القاطع إقامة مثل هذه الحفلات والأنشطة التي تُمّيع الشباب وتهدم المجتمع.

وتابع البيان: "لن نقبل بتدنيس هذا التراب الطاهر الذي رواه شهداؤنا بدمائهم، وتعاهد رجالنا على حفظه من بعدهم".

وطالب الرافضون المؤسسات الرسمية والوطنية وذات العلاقة بمنع هذا المهرجان ومن هو على شاكلته، ومنع مروجيها من ممارسة أنشطتهم".

وختم البيان المُوقع باسم "أبناء جبل النار" بقوله تعالى: واللَّه يرد أن يتوبَ عليكم ويريدُ الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً".

"المدينة لم ترَ الفرحة منذ أعوام"

في المقابل، رد "صالون الفن للثقافة" وهي الجهة المنظمة للمهرجان، في بيان أكدوا من خلاله على أن نابلس  "لم ترَ الفرحة منذ الانتفاضة الثانية عام2000"

ووصف البيان الذي وصل لـ "وكالة سند للأنباء" المشاركين في الحفل بـ"الشباب الخلوق والمبدع"، ويعمل في مجال الفن منذ أكثر من عشرة أعوام.

وبحسب البيان "فإن القائمين على هذا المهرجان قرروا خلق أفكار جديدة لإيجاد مساحة آمنة من الممكن للجميع أن يسمع داخلها الموسيقى الهادئة دون المساس بعاداتنا وتراثنا وتاريخنا المناضل".

ولفت إلى أن المنظمين "اضطروا لتقديم ما لديهم بعد أن لمسوا شحاً في الموارد الفنية والثقافية في نابلس".

وجاء في البيان: "من حق هذه المدينة أن يكون لها موطئ قدم على خريطة الفن، ومن حق الفلسطيني بشكل عام وابن نابلس خصوصاً أن يفرح كغيره".

وبيّن أن المقاومة ليست وجهة واحدة، فالثقافة والفرحة والتعليم الجامعي جميعها من أشكال المقاومة.

وفي معرض حديثهم، أكد المنظمون على احترامهم لهذه المدينة ولجميع المواقف سواء الرافضة أو المؤيدة لهذا المهرجان دون النظر لخلفيتها، لأن الثقافة تُخلق بالنقاش وليس بالتهديد.

ومن المقرر أن يشارك في الحفل الغنائي المقرر إقامته الخميس القادم في منتزه "سما نابلس" غرب المدينة، كل من الفنان: إياد طنوس وفرقة "جبد" و"تنين".

فتح ترفض المهرجان

وفي الإطار ذاته، أصدرت حركة فتح بياناً طالبت فيه محافظ نابلس إبراهيم رمضان بالتدخل لمنع إقامة هذا المهرجان "الذي سيؤدي تنظيمه لحدوث تجاوزات كبيرة من الجمهور ورواد المكان بسبب غياب جهة مسئولة راعية له"، على حد وصف فتح.

وأعربت الحركة في بيانها عن احترامها للفنانين الفلسطينيين أينما تواجدوا، مردفةً: "غير أن أغاني الحفل المتوقعة لا تحمل أي صيغة وطنية أو شعبية أو تراثية".

وأكدت أن نابلس بحاجة لإقامة فعاليات تعمل على أحياء تراثها وحضارتها وتُنشط السياحة فيها.

في المقابل، قال مصدر رسمي لـ "وكالة سند للأنباء": "إن المحافظة أعطت موافقتها على إقامة هذا الحفل، وسيقوم عناصر الشرطة والأمن الوطني بتأمينه أسوة ببقية المهرجانات والفعاليات الجماهيرية".

ورفض المصدر _الذي فضّل عدم ذكر اسمه_ التعقيب على البيان الذي صدر عن حركة فتح، مكتفياً بالتأكيد على أن الحفل في موعده الخميس المقبل، ما لم يجد أي طارئ خلال الأيام القادمة.

ولوزارة الثقافة رأي

من جانبه، نفى مدير مكتب وزارة الثقافة في نابلس حمد الله عفانة علم الوزارة بهذا المهرجان، لافتاً إلى أن القانون الفلسطيني لا يمنحهم سلطة حظر إقامة أي نشاط ثقافي.

وحسب عفانة فإن: "محافظة نابلس هي الجهة الرسمية المخّولة بذلك وهي صاحبة القرار في منع أو الموافقة على أي نشاط سواء كان ثقافياً أو فنياً أو غير ذلك".

وقال عفانة في حديث لـ "وكالة سند للأنباء":"إن الوزارة تعمل وفق محددات خاصة قائمة على الموازنة بين التعددية الفكرية والثقافية والفنية وعدم التطرف، بما لا يتعارض مع القيم والدين والذوق العام والقانون الفلسطيني".