قال تقرير صحفي إسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات تدمير ممنهجة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة؛ تهدف إلى تأخير أو حتى منع الفلسطينيين من العودة إلى أنقاض مدنهم.
وكشف معلق الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هارئيل، عن دمار هائل في مخيم جباليا "يفوق بكثير الدمار الذي لحق بمدينة غزة، وخانيونس ورفح في الجنوب"، وذلك بحسب زيارة أجراها الأسبوع الماضي.
واستنكر "هارئيل" نفي كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، ومن بينهم رئيس الأركان هرتسي هليفي، أي سياسة للتدمير الشامل كعمل انتقامي، مدَّعين عدم صدور أوامر بهدم جميع المباني في مدن شمال غزة.
وأكد أن ما يحدث فعلاً على الأرض يشير إلى قصة مختلفة، حتى وإن لم يتم تنفيذ هذه السياسة المذكورة بشكل منهجي من أعلى المستويات.
وشدد أن "هذه السياسة تتماشى مع الأجندات السياسية التي نادرًا ما يتم التصريح بها علنًا، على الرغم من أن التعليقات العرضية من جانب وزراء في الحكومة أو ضباط احتياطيين تلمح إليها".
واعتبر "هارئيل" أن القوات الإسرائيلية تحتاج إلى قوة كبيرة من جنود الاحتياط والمدنيين المهرة في تشغيل الآلات الثقيلة، من أجل تنفيذ خططها، لافتاً أنه من بين المتطوعين في هذه المهمة سكان البؤر الاستيطانية في شمال الضفة الغربية".
وأضاف أن هؤلاء "معروفون لدى قسم اليهود في جهاز الشاباك الإسرائيلي، باعتبارهم أشخاصًا يخضعون للمراقبة، مستدركاً، "لكنهم في الأشهر الأخيرة ارتدوا الزي الرسمي وحصلوا على تصريح لتشغيل جرافات D9 في غزة".
وفي السياق، شدد المعلق العسكري، أن العمليات الهجومية الإسرائيلية في مخيم جباليا، والوضع الثابت على طول محوري "نتساريم" و"فيلادلفيا"، يفشل في تحقيق نتائج حاسمة.
وذكر التقرير أن الوضع القائم يفرض عبئًا ثقيلًا على الجيش الإسرائيلي، مع تزايد الخسائر وتآكل القدرة على الصمود.
وأوضح "هارئيل" أن رفض حكومة بنيامين نتنياهو، مناقشة أي ترتيبات في مرحلة ما بعد الحرب، لا يعمل إلا على تعزيز قبضة حركة حماس.
وتابع أنه: وفي مؤتمر حضره عدد كبير من الحضور، اعترف ضابط استخبارات في القيادة الجنوبية بأن الجناح العسكري لحركة حماس يتعافى بسرعة".
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلية عدوانًا عسكريًا على شمال قطاع غزة تحديداً مخيم جباليا وبيت لاهيا منذ 85 يوماً، تخللته عمليات نسف شاملة للمباني السكنية والصحية، وتهجير للسكان منه.
وأسفرت هذه العملية عن ارتقاء مئات الشهداء والجرحي في صفوف المدنيين، وتهجيرهم بشكل ممنهج إلى مدينة غزة وجنوب القطاع.