استشهد طفل رضيع جديد صباح اليوم الأحد؛ نتيجة البرد القارس الذي يعاني منه الفلسطينيون في خيام نزوحهم وسط قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في تصريحٍ لها تلقته "وكالة سند للأنباء" إنّ الطفل جمعة البطران (20 يومًا) توفي جراء البرد وانعدام وسائل التدفئة في خيام النازحين وسط قطاع غزة، فيما لا يزال شقيقه التوأم يتلقى الرعاية الطبية بقسم العناية المركزة في مستشفى شهداء الأقصى.
وبهذا الإعلان، يرتفع عدد الوفيات بين الأطفال الرضع في قطاع غزة؛ بسبب البرد القارس إلى 5 خلال 10 أيام، بالإضافة لشاب حكيم عُثر عليه جثة هامدة داخل خيمته في مواصي خانيونس جنوب قطاع غزة.
وظهر والد الطفل جمعة البطران في مقطع مرئي مؤثر والصدمة بدت على ملامحه يقول إنّ طفله استشهد نتيجة البرد، بينما يرقد طفله الآخر في العناية الفائقة لذات السبب، مشيرًا إلى أنّه وعائلته نزحوا من شمال غزة إلى الجنوب هربًا من الموت ليواجهوا الجوع والبرد.
ووصف المكان الذي يعيش فيه حاليًا: "نحن نعيش في الشارع، لا نملك أغطية كافية لتدفئة أطفالي".
ويخاطب من حوله بحرقة وطفله بين يديه جثة هامدة: "تخيّل أن أطفالك الاثنين يموتوا أمامك وأنت لا تستطيع أن تفعل لهم أي شيء.. ماذا أفعل؟".
وصرخ بألم: "ماتوا أهلي وأخوتي وأنسابي وأولاد أخي، والآن أولادي التوأم(..) لا أملك أغطية لا نملك شيء(..) نعيش 8 أفراد داخل الخيمة لا نملك إلا 4 أغطية".
ويعاني مئات آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، داخل الخيام المصنوعة من قماش ونايلون من ظروف معيشية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية والملابس والفرشات والأغطية، وسط تقديرات حكومية بأنّ 81% من الخيام تدهورت بشكل كامل، بفعل عوامل الزّمن والظّروف الجوية.
وإلى جانب ضحايا البرد، يشكو مئات آلاف من هؤلاء، من تأثرهم بحالة البرد القارس داخل مخيمات النزوح، حيث تسببت بآلام في العظام لبعضهم أما البعض الآخر فأصيب بنزيف من الأنف.
وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، قد حذر من أن "أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب الطقس البارد ونقص المأوى في وقت تظل الإمدادات الشتوية، من بينها بطانيات وفرشات، عالقة منذ أشهر في انتظار موافقة إسرائيل على إدخالها إلى القطاع".
وجدد مفوض "أونروا" المطالبة، في منشور على منصة "إكس"، أول أمس الجمعة بـ "وقف فوري لإطلاق النار بغزة، وتوفير التدفق المناسب للإمدادات الأساسية التي تشتد الحاجة إليها، خصوصاً مستلزمات الشتاء".
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت مؤخرًا من أنّ الناس الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة في غزة قد لا يصمدون في الشتاء، مشيرةً إلى حاجة ما لا يقل عن 945 ألف شخص إلى إمدادات الشتاء، التي أصبحت باهظة الثمن في القطاع.