الساعة 00:00 م
الجمعة 04 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.55 جنيه إسترليني
4.71 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.92 يورو
3.34 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

‏على حافة الموت.. "بتول" طالبة التوجيهي تفرّقها شظية إسرائيلية عن حلمها

مليون نازح محشورون في مساحة ضيّقة بغزة.. و51 أمر إخلاء منذ استئناف الحرب

بالصور بريشتها.. فنانة أردنية توثق مآسي الحرب على غزة وصمود أهلها

حجم الخط
الفنانة صفاء أبو عيد.jpg
عمان – وكالة سند للأنباء

"إذا كان لا بدّ أن أموت.. ‏فلا بد أن تعيش أنت.. ‏لتروي حكايتي"، تبدو الكلمات الأخيرة للشاعر الفلسطيني رفعت العرعير الذي قتلته آلة الحرب الإسرائيلية، كمنبه فجّر ما بداخل الفنانة الأردنية صفاء أبو عيد من مشاعر تضامن وغضب وحزن على ما يجري من إبادة إسرائيلية ممنهجة لكل مكونات الحياة في قطاع غزة.

صفاء أبو عيد فنانة أردنية، حصلت على شهادة البكالوريوس في تخصص التكنولوجيا الحيوية، وفي عام 2017 بدأت بتعلم الرسم بطريقة أكاديمية، وتؤمن أن الفن يمكن أن يساعد المرء في فهم هويته وثقافته وتجربة الآخرين، فلوحاتها عبارة عن محاولات لاكتشاف ذلك.

تقول صفاء إنّه مع انطلاق معركة "طوفان الأقصى" فجر السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، شعرت أنها معركة وجودية لا تعني الفلسطينيين وحدهم بل تمتد لتشمل كل الدول العربية وأحرار العالم، وغزة بداية الشرارة، لذا نعيش منذ الدقيقة الأولى وحتى اللحظة بكل وجداننا مع أهلنا الفلسطينيين في القطاع المحاصر.

WhatsApp Image 2025-01-04 at 10.13.31 AM.jpeg

 

WhatsApp Image 2025-01-04 at 10.13.29 AM.jpeg


وبدأت الممارسة الفنية لدى صفاء منذ طفولتها، حيث كانت ترسم وتنحت على الخشب وتطرز الأقمشة، لكنها في عام 2017، توجهت لدراسة الفن بشكل أكاديمي في مرسم الفنان أحمد شاويش، الذي كان أستاذها ومرشدها منذ بداية الطريق.

ومنذ ذلك الوقت؛ اتخذت الفن كأسلوب تعبير عن مواقفها ورسالتها في الحياة، وتشير في حديثٍ خاص مع مراسل "وكالة سند للأنباء" إلى أنّها استغلت موهبتها في الرسم كأداة لتوثيق معاناة الغزيين وتعزيز صمودهم وبطولاتهم المغمسة بالدماء والتضحيات لأجل تحرير وطنهم.

وترى أنّ، حس الفنان وروحه من الصعب أن يعيش بعيداً عن أحداث بحجم الذي يقع في غزة دونما أن يعبر عن وجدانه ورسالته التي تدعم مقاومة المحتل بكل وسيلة أُتيحت، فهذه المعركة غيرت وستغير العالم وكشفت الوجه الحقيقي للإنسانية المزعومة حول العالم.

WhatsApp Image 2025-01-04 at 10.13.32 AM (2).jpeg

 

WhatsApp Image 2025-01-04 at 10.13.32 AM (1).jpeg


 

"إذا كان لا بد أن أموت"..

الفنانة الأردنية الشابة، واحدة من مئات الآلاف الذين تأثروا بقصص الشهداء الذين رحلوا عن الحياة قبل أن يكملوا مسيرتهم فيها، وتشير إلى أنّها ممن تأثر كثيرًا بقصيدة الشاعر والأكاديمي رفعت العرعير الأخيرة التي قال فيها قبل استشهاده بنحو شهر "إذا كان لابّد أن أموت.. فلا بد أن تعيش أنت.. لتروي حكايتي".

وتخبرنا: "ليس وحدي من تأثرت بقصيدته، الآلاف رددوها من بعده وحملوا صوره في معارض فنية ومسيرات وخطّوا كلماته على الجدران، ولأجل وصيته الأخيرة (إذا كان لابد أن أموت فليأتِ موتي بالأمل، فليصبح حكاية) نحن نروي الحكاية".

تشعر صفاء بغصة تلازمها وهي تتابع أخبار الشهداء الذين يرتقون يوميا في قطاع غزة، لكنها لم تيأس وقررت إكمال ما بدأت به لإيصال رسالتها إلى العالم وكي لا تكون جزءًا من دائرة الخذلان التي تحرق قلوب الفلسطينيين.

وفي لوحاتها وثقت ضيفتنا بعضًا من مشاهد النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر، كما جسّدت وجع الفراق بمشهد أب يحمل طفله الشهيد بين يديه ويصرخ من شدة قهره، وتحدثت عن طفلة اسمها حلا قتلها الاحتلال مع عائلتها في العملية العسكرية الأخيرة المتواصلة على شمال قطاع غزة، بعد أن قتل والدها في 2009.

WhatsApp Image 2025-01-04 at 10.13.32 AM.jpeg

 

WhatsApp Image 2025-01-04 at 10.13.28 AM.jpeg


وعقبّت على ذلك: "لا تحتاج أن تعرف حلا شخصيًا لتعرف إنه فيها كل شيء حلو في الدنيا(..) يكفي ضحكة عيونها بكل صورة وفيديو لها، لنعرف جميعًا كم كان عندها أحلام وحياة".

ولم تغفل لوحاتها أيضًا عما ارتكبه الاحتلال بالفلسطينيين من مجازر أثناء محاولاتهم الحصول على طحين ومساعدات غذائية لسد رمق عوائلهم، حيث تخضب الطحين أكثر من مرة بدماء المدنيين وعادوا إلى ذويهم بأكفانٍ بيضاء والكثير من الحزن.

WhatsApp Image 2025-01-04 at 10.13.31 AM (1).jpeg


وتعتقد صفاء، أنّ ما تقدمه من أعمال فنية هي بمثابة رسائل دعم لصمود الإنسان في غزة، وفضح لجرائم الاحتلال المسعور، من خلال تشكيل رواية بصرية توثق الصمود والعدوان في آنٍ واحد، متمنية في ختام حديثها أنّ تكون "جزءًا من تشكيل الرواية البصرية التي توثق بالريشة والألوان تاريخ المجزرة للأجيال القادمة".