الساعة 00:00 م
الثلاثاء 14 يناير 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.45 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.73 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الحواجز العسكرية.. وسيلة الاحتلال لخنق حياة الفلسطينيين في نابلس

الجائزة التي لم تكتمل: حلم أريج شاهين الذي سلبته الحرب

تحليل عملية قلقيلية.. سياسة "الردع" على المحك أمام مقاومة الضفة الغربية

حجم الخط
عملية قلقيلية
قلقيلية – وكالة سند للأنباء

بعد عملية إطلاق النار في قلقيلية صباح أمس الاثنين التي أدت لمقتل 3 إسرائيليين وإصابة آخرين بينهم حالات حرجة، توالت التهديدات الإسرائيلية ودبّ الاضطراب في أروقة المؤسسة الأمنية حول خيارات الرد الممكنة، لفرض سياسة "الردع" في الضفة الغربية، وتحقيق "الأمن" المفقود للمستوطنين.

العملية التي وقعت في قرية الفندق قرب مستوطنة "كدوميم" شرق قلقيلية، وتمكن منفذوها من الانسحاب بسلام، تأتي في وقتٍ تشهد الضفة تعزيزات مشددة؛ وعمليات عسكرية بين فينة وأخرى تستهدف المدن والقرى تحديدًا في شمال الضفة؛ في محاولة للقضاء على حالة المقاومة والبحث عن "استقرار أمني" للمستوطنات.

وبالرغم من تهديدات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بتحويل واقع شمال الضفة الغربية لـ "غزة جديد" في إشارة لسياسة الإبادة والتدمير الممنهج، إلا أنّ مراقبين أكدوا أنّ حالة المقاومة متواصلة رغم كل التحديات التي تواجه الفلسطينيين هناك، وأنّ العملية إثبات جديد على فشل سياسة الردع.

ويقول الباحث والمختص بالشأن الإسرائيلي ياسر منّاع، إنّ عملية إطلاق في الفندق تعيد إلى الواجهة قضية حساسة في المشهد الإسرائيلي تتمحور حول هشاشة المنظومة الأمنية أمام العمليات الفدائية، وتراجع فاعلية سياسة الردع التي يتفاخر بها الاحتلال في الإعلام ومن خلال التصريحات الرسمية.

ويعتبر مناع في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" أنّ العملية، تكشف عمق المعضلة الأمنية في الضفة الغربية، وتثير تساؤلات جادة حول قدرة المنظومة الأمنية الإسرائيلية على حماية المستوطنين، رغم الإجراءات المكثفة التي تتبعها وارتفعت وتيرها بعد السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.

وتكشف هذه العملية مرةً أخرى _ من وجهة نظر منّاع_ محدودية فعالية الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، رغم اعتمادها على التكنولوجيا المتقدمة، الحواجز، والانتشار العسكري الواسع.

20250106_1736170924-213.png

ويستطرد: " فالعملية بما تحمله من جرأة ودقّة في التنفيذ لا تُعد مجرد حادث أمني عابر، بل تسلط الضوء على فشل سياسة الردع الإسرائيلي، التي تتهاوى مع كل عمل مقاوم مشابه لها، بالرغم من القصف والاجتياحات العسكرية، وعمليات الاعتقال، وهدم المنازل.

ولا يمكن عزل هذه العملية عن سياقها السياسي والاجتماعي؛ فهي انعكاس لحالة الضغط الشعبي الفلسطيني الناتجة عن الاحتلال وانتهاكاته المستمرة، إضافة إلى حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، بحسب منّاع.

ويتوقع الباحث مناع، أن هذا الحدث سيزيد من حدة النقاشات في الداخل الإسرائيلي حول هشاشة الوضع الأمني، ومع ستتصاعد الدعوات لاتخاذ إجراءات أكثر قسوة ضد الفلسطينيين، في ظل مخاوف من تصعيد المواجهات في الضفة، ومطالب اليمين المتطرف بتعميق الاستيطان وتشديد القبضة العسكرية، مما ينذر بمزيد من التصعيد.

أصابت الردع بمقتل..

خلال عام 2024 نفّذ جيش الاحتلال عمليات عسكرية متكررة في مخيمات شمال الضفة الغربية، ولأول مرة منذ نحو عقدين، قصف طيرانه أكثر من عدة أهداف هناك، عدا عن إقرار قوانين تستهدف الضفة وسكانها من بينها إبعاد أقارب منفذي عمليات المقاومة؛ في محاولة بائسة لإيجاد حالة شعبية رافضة للعمل المقاوم.

هذا كلّه لم يُثنِ الفلسطينيين عن المقاومة والتعبير عن حالة الرفض والغضب من الانتهاكات الإسرائيلية في عموم الأراضي الفلسطينية لتأتي عملية أمس لتصيب من جديد نظرية الردع في مقتل، بتوقيتها وجغرافيا الموقع في شمال الضفة التي تتعرض لعمليات إسرائيلية مركّزة من أكثر من عام ونصف، كما يقول المختص بالشأن الإسرائيلي نجيب مفارجة.

ويشير مفارجة في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أنّ العملية بهذا المستوى من التخطيط والتنفيذ والأداء، ومن ثم الانسحاب، وفي هذا التوقيت تؤكد أن منظومة الأمن الاسرائيلية هشة، وظهر ذلك جلياً في تصريحات المؤسسة الأمنية التي جنّ جنونها وتوعدت بالضرب من حديد لكل من يُهدد أمنهم.

e8a48600-cc24-11ef-a435-eb98818ed8cb.jpg.webp
 

كما يقرأ مفارجة تصريحات الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، التي طالب فيها مدن بالضفة إلى جباليا بمعنى سحقها بالكامل، بأنها انعكاس حقيقي لحجم الحدث وتأثيره على المنظومة الأمنية الإسرائيلية الأكثر تضررًا من جرأة الفعل المقاوم.

ويُضيف أن هذه العملية تعيد تذكير الإسرائيليين بأن الحديث عن تحقيق الردع لا مكان له بالضفة، بعد أن أعلن مقتله يوم 7 أكتوبر في غلاف قطاع غزة.

وتؤكد العملية أن الضفة التي تعد الخاصرة الضعيفة في كيان الاحتلال بسبب الانفتاح الجغرافي تنفي صحة كل التصريحات عن القدرة على توفير الأمن للمستوطنين، وتقول عكس ذلك إذ لا أمن لهم، إلا حين يتحقق للفلسطينيين في عموم الأراضي الفلسطينية، بحسب مفارجة.

ولا يختلف المختص بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة بوجهة نظره عن الباحثين "منّاع" و"مفارجة"، إذ يقول إنّ المستوى السياسي والأمني في "إسرائيل" ينظر لعملية قلقيلية بخوفٍ ورعب، فالمنفذ أطلق النار وأوقع قتلى وجرحى ثم انسحب بعيدًا عن أعين المنظومة الأمنية.

ويشير جعارة في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء"، لحجم الأزمة والمأزق الإسرائيلي بعد هذه العملية وخير دليل على ذلك التصريحات الغاضبة التي أدلى بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراء في حكومته وقادة المستوطنين، ودعواتهم لتحويل الضفة لنموذج غزة بالقتل والتدمير.

ويرى أنّ أكثر ما يثير العجز لدى الاحتلال، هو عدم قدرتهم من الوصول سريعًا إلى مكان العملية وقت تنفيذها والتعامل مع المنفذين إما بقتلهم أو اعتقالهم مباشرة، وهذا يكشف ضعف القدرات الأمنية في التعامل مع العمليات الفدائية التي تأخذ في غالبيتها الطابع الفردي.

ويلفت لوجود أصوات إسرائيلية تعبر عن قناعات داخلية بأن الوصول إلى حالة "صفر مقاومة" أمر مستحيل، وغير ممكن في ظل استمرار الاحتلال، بجانب القناعة أن الوصول إلى آخر صاروخ ومقاوم بغزة أمر مستحيل.

be315110-cc14-11ef-95ee-b7d7e6412a71.jpg.webp