في لحظةِ غادرة، قُتلت فرحة مرتقبة لعائلة تنتظر دخول الهدنة في قطاع غزة حيز التنفيذ، فكان الموت بصاروخ إسرائيلي همجي أسرع من يوم الأحد المرتقب، ولا زالت همجية الاحتلال في سفك الدماء مستمرة حتى الدقائق الأخيرة.
وخلال ساعات ليلة السبت، ارتكبت طائرات الاحتلال مجزرة بحق عائلة "القدرة" النازحة في مواصي خانيونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء 5 شهداء عُرِف منهم كمال زياد القدرة (30 عامًا)، محمد كمال زيادة القدرة (7 سنوات)، وآمنة مضيوف العقاد.
وقد كانت هذه العائلة كحال جميع عائلات قطاع غزة، ترتقب لحظة دخول وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" حيز التنفيذ يوم غد، ويتنفسوا الصعداء بعد 470 يوماً من النزوح والقتل والدمار.
حتى اللحظة الأخيرة..
"خالو بدي أجيب القطة ونيجي عليكم لما يعلنوا الهدنة"، بهذه العبارات يختم أحد شهداء عائلة "القدرة" حديثه مع خاله، قبيل ارتقائه بيوم أو حتى ساعات.
وفي إطار متابعتها، رصدت "وكالة سند للأنباء"، مقابلة مصورة لأحد أقرباء العائلة الشهيدة يروي فيها حواراً دار بينه وبين ابن شقيقته قبل استشهاده.
ويروي الشاب المكلوم الحكاية:" كانت أختي وأبنائها قد اقتنوا قطة صغيرة مؤخراً، وقال لي ابن أختي الصغير، يوم الأحد وعند بدء الهدنة سنأتي عليكم لنزوركم ونزور تيتا ونحضر القطة معنا".
ويستكمل قائلاً إنه قد طلب من ابن شقيقته القدوم معه؛ لكنه رفض القدوم، وزاد" لما تخلص الحرب بنيجي كلنا عليكم أنا وماما وبابا وكلنا".
وبدموع عينيه التي كانت كجمرات مُتَّقدة، يضيف الشاب "لكنهم رحلوا للأحسن مِنَّا جميعاً، ولن يأتوا إلينا في الهدنة".
ويشير في المقابلة المصورة إلى أن والد زوج أخته قد فقد في بداية الحرب نجله "سمير القدرة"، بعد أن قصفوا عليهم البيت المكون من عدة طوابق، وها قد فقد نجله البكر "كمال" الليلة الماضية.
"كانوا نائمين ينتظرون الهدنة"..
وفي تفاصيل ما حدث، يُبيِّن الشاب أن شقيقته وزوجها وأطفالهم كانوا في خيمتهم آمنين، قد أوقدوا النار للتدفئة، ثم أطفأوها ليناموا آمنين مرتقبين يوم الأحد، لكن في لحظة غادرة باغتتهم طائرات الاحتلال وأطلقت صاروخها على خيمتهم عند الساعة 12 ونصف بعد منتصف الليل.
وبارتقاء عائلة القدرة يرتفع عدد الشهداء منذ لحظة إعلان وقف إطلاق النار إلى 123 شهيداً، وأكثر من 270 جريحاً، وفقاً لما ذكره جهاز الدفاع المدني.
ومساء يوم الأربعاء الماضي أعلنت رئاسة الوزراء القطرية نجاح الوساطة القطرية المصرية الأميركية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين حركة "حماس" والاحتلال، على أن يبدأ تنفيذ بنوده يوم غد الأحد.
وشهِد قطاع غزة بعد 15 شهرًا من حرب دامية ارتكب فيها الاحتلال أعمال إبادة جماعية وآلاف المجازر، قوبلت بمقاومة شرسة حتى النفس الأخير.
وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية إلى 46,876 شهيدا و110,642 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول من العام 2023، وفق التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة بغزة أمس الجمعة.