فرضت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" اليوم التالي للحرب وسببت صدمة هائلة لإسرائيل والرأي العام فيها بحسب ما أكدت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وأبرزت الصحيفة الانتشار الضخم لصور عناصر القسام في قطاع غزة فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حيز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير/كانون الثاني الجاري.

وقالت الصحيفة إن عناصر القسام قدموا رسالة استعراض للقوة وأكدوا سلطتهم، وهو ما صدم الإسرائيليين وأثار تساؤلات جديّة حول فعالية حرب الإبادة الجماعية التي استمرت لأكثر من 15 شهرا.

وأضافت أن صدمت صور مقاومي القسام صدمت الرأي العام الإسرائيلي، ما دفع بعض المحللين الإسرائيليين للقول إنها دليلًا على افتقار حكومة نتنياهو إلى التخطيط الاستراتيجي وعلى الهزيمة الإسرائيلية.

استعراض للقوة وتحدّ للاحتلال

أشارت فايننشال تايمز إلى أنه بعد ساعات قليلة فقط من بدء وقف إطلاق النار ظهر العشرات من المقاومين الملثّمين من كتائب القسام أقنعتهم السوداء المميزة وعصابات الرأس الخضراء، لتسليم 3 أسيرات إلى الصليب الأحمر.

ولفتت إلى أن ذلك جاء بعد أن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، مرارا بـ”تدمير” حماس في أعقاب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبدلًا من ذلك، بعد 15 شهرًا من خوض مواجهة غير مسبوقة ظهر المقاومون في غزة من بين أنقاض القطاع المحطم يوجهون أقوى رسالة تحد.

كما أبرزت الصحيفة أن الوزارة والأجهزة الحكومية في غزة سارعت إلى بدء تنفيذ خطة إنعاش إنساني عاجلة.

ومنذ يوم الأحد، سعت السلطات في غزة إلى استعادة القانون والنظام والسيطرة الإدارية على القطاع، وجرى نشر الشرطة على بعض الطرق والدوّارات، بينما تحاول المجالس المحلية فتح الشوارع المغلقة بالحطام الخرساني واستعادة الخدمات.

وقد دخلت مئات الشاحنات منذ وقف إطلاق النار، ويقول مسؤولو المساعدات إن وجود الشرطة ساعد على ردع اللصوص الذين هاجموا في الأشهر الأخيرة عمليات التسليم بشكل متكرر.

ونقلت الصحيفة عن إسماعيل الثوابتة، المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قوله “نحن نعمل وفقًا لخطة طوارئ. لا يمكننا ترك شعبنا في فراغ لإرضاء نتنياهو”.

وأضاف الثوابتة أن سلطات القطاع تخطط لاجتماعات لاستعادة التعليم وإعادة فتح المساجد للصلاة وتحسين الخدمات الصحية في المستشفيات التي قُصِفت بشكل متكرر.

وفي هذا السياق، قال مخيمر أبو سعدة، الأستاذ في جامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة “حماس لم تنتهِ على الرغم من خسائرها العسكرية”، موضّحًا أن الطريقة التي تم بها تسليم الأسيرات كانت “استعراضًا للقوة وعملًا من أعمال التحدي لإسرائيل”.

وشددت فايننشال تايمز على أن ضراوة الحملة الإسرائيلية والمعاناة المدنية لم تمنع من انضمام مقاومين جديد إلى كتائب القسام، حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته أنتوني بلينكين الأسبوع الماضي بأن واشنطن تعتقد أن حماس جنّدت عددًا من المقاومين يساوي تقريبًا عدد من فقدتهم.