الساعة 00:00 م
الخميس 05 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
4.91 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.98 يورو
3.48 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

النساء الحوامل في الحرب.. مواجهة يومية مع نقص الغذاء وتهديد مستمر للحياة

غزة في قلب نهائي دوري أبطال أوروبا 2025

"قلبي بيغلي من الحنين"..

خاص بالصور والفيديو تحت نار الانتظار: الاحتلال يُطفئ فرحة النازحين بمماطلته في السماح لهم بالعودة

حجم الخط
انتظار النازحين للعودة غلى شمال قطاع غزة
غزة – وكالة سند للأنباء

بعد عام كامل من الانتظار، وبينما يترقب النازحون العودة من جنوب قطاع غزة إلى شماله، يتجمهر الآلاف في منطقة تبة النويري غرب مخيم النصيرات، وهي أقرب نقطة إلى الشمال، منذ يوم أمس السبت، يملؤهم الشوق للعودة إلى بيوتهم التي تركوها قسرًا، ولكنهم عالقون في انتظارٍ طويل، تحت وطأة الظروف المأساوية؛ والتي أسفرت -حتى اللحظة- عن استشهد شاب وإصابة 15 آخرون.

وأجبرت حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ما يقارب مليوني فلسطيني من أصل 2.3 مليون، على النزوح القسري في ظروف إنسانية بالغت صعوبتها، وسط هذا الشتات، تظل قلوبهم معلقة بالأمل في العودة، رغم كل العوائق.

وكان من المقرر أن يعود النازحون من جنوب قطاع غزة إلى شماله اليوم الأحد، مُشاة عبر شارع الرشيد – البحر، بينما يُسمح للمركبات بالعبور على شارع صلاح الدين ذهاباً فقط، وفقًا لاتفاق إطلاق النار بين فصائل المقاومة و "إسرائيل".

ولا زال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يماطل في فتح طريق العودة للنازحين، رابطًا عودتهم بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود، التي تعود معوقات الإفراج عنها إلى "ظروف أمنية"، وفق المقاومة الفلسطينية.

من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها تتابع مع الوسطاء منع الاحتلال الإسرائيلي عودة النازحين، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يُعد مخالفة وخرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

وعبّر عدد من المواطنين عن كسرة الخاطر التي شعروها بعد سماعهم لقرار الاحتلال بمنع العودة إلى الشمال، تحدث العديد منهم عن شعورهم بالخذلان، بعد أن طال انتظارهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، وقالت إحداهنّ "أحلامنا كانت تقتصر على العودة إلى منازلنا، إلى أرضنا التي تركناها قسرًا".

"حلم العودة"..

قالت الشابة ياسمين عنابة العالقة في وسط قطاع غزة: "غادرنا المنزل في الليلة السابقة، نحمل في قلوبنا أملاً لا يلين، ونطوي ساعات الزمن في رحلة نحو الشمال، وأردنا أن نكون من أوائل الواصلين، وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وصلنا إلى حيث كنا نظن أن الأبواب ستفتح لنا".

وأضافت بلهفة لـ "وكالة سند للأنباء"، "قضينا ليلتنا في السيارة، ولفّنا البرد القارس من كل جانب، حاولنا التغلب عليه بدفء الاشتياق الذي كان يملأ صدورنا، لم نفكر في شيء سوى العودة، العودة إلى البيت الذي ظل في مخيلتنا كحلم يرفض أن يغادرنا."

وسردت: "استفقنا في الصباح على أمل أن نكمل طريقنا، سألنا عن الطريق، فجاءنا الرد الذي كسر كل أمل: الطريق ما زال مغلقاً، والقيود التي فرضها الجيش الإسرائيلي تمنعنا من التقدم."

واختتمت حديثها بحزن: "انتظرنا على الطريق ساعات طويلة بلا جدو، اجتاحنا شعور بالقهر، وكأن الزمن يسرق أعمارنا بلا رحمة، وقفنا هناك في الشارع، تملأنا الحيرة والحنين، بينما الشوق للبيت يحرق أرواحنا كالنار".

4373d686-c6d2-48cc-b21b-7cd4c43820e7.jpg

"قلبي بيغلي من الحنين"..

إلى ذلك، قالت المواطنة أم أحمد المصري التي نزحت من شمال قطاع غزة إلى دير البلح: "كنّا نظن أن الطريق إلى الشمال سيكون مفتوحًا، وأننا سنصل إلى بيتنا في غضون ساعات قليلة، أحضرت معي ما استطعت من الطعام والماء للأطفال، فأنا أمٌ لا تفكر سوى في راحة صغارها، حتى وإن كان قلبي يغلي بالحنين للمنزل الذي هجرناه."

وأضافت بتنهيدة ثقيلة لـ "وكالة سند للأنباء"، "عندما اقتربنا من النقطة التي توقعنا أن تكون ممرًا للعودة، فوجئنا بإطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال الإسرائيلي، وحاولنا الركض والاختباء لحماية أطفالنا".

وسردت بدموعٍ سبق حديثها: "فككنا الخيم التي كانت معنا لأننا كنا على أمل كبير بالنوم في شمال غزة، لكن خذلنا وقضينا ليلتنا بالبرد، وكنا نبحث عن أي شيء يحمينا من قسوة الطقس، جمعت الورق وأشعلت نارًا صغيرة بصعوبة، جلسنا حولها، نحاول أن نشعر ببعض الدفء، لكن الخوف من المجهول كان أقوى من البرد نفسه".

واختتمت أم أحمد حديثها قائلة: "لم يكن الألم في الجسد أو البرد هو الأشد قسوة، بل كان في هذا الشعور بأننا محرومون من أبسط حقوقنا، من العودة إلى بيتنا، ما زلت أحلم باليوم الذي ينتهي فيه هذا الانتظار".

72a0e099-31d7-4c55-a47b-22a9b57b8258.jpg

80712414-3747-4a71-80ef-0eff0b573626.jpg