الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

منعها الاحتلال من الوصول لحفل زفافها!

عروس نابلس.. فرحة العمر انقضت بساعات الانتظار على الحاجز

حجم الخط
332855551_733611024826292_4610200240822824913_n.jpg
نابلس- لبابة ذوقان- وكالة سند للأنباء

ببدلتها البيضاء وقلبها المليء بالفرح، تجهزت العروس بانتظار من اختارته رفيقًا لعمرها وشريكًا لأيامها بحلوها ومرّها، لكنها لم تكن تعلم أنها ستتذوق المرارة مع فرحة عمرها، ولم تكن تتوقع أن يُسدل الستار على حلمها بزفاف طالما حلمت بتفاصيله، لتصل لعريسها بعد أن فات أوان الحفل، وعاد المدعوون لبيوتهم!

هكذا كان قدر العروس عائدة الخيّاط (24 عامًا) من مدينة نابلس، وعريسها راسم خطّاب (30 عامًا) من بلدة بيت فوريك شرقي المدينة، بعد أن أحكم الاحتلال حصاره وإغلاقه لحواجز نابلس كافة، ومنع المواطنين من الدخول أو الخروج منها، ومنع العروس من الوصول لعريسها حتى بعد ساعات منتصف الليل.

فرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، على إثر مقتل مستوطنَين في بلدة حوارة ظهر أمس الأحد، وذلك عقب مجزرة نفذتها قوات الاحتلال في مدينة نابلس الأربعاء الماضي، ارتقى خلالها 11 شهيدًا وأصيب أكثر من 100 آخرين.

وعن تفاصيل ما جرى مع "راسم" و"عائدة"، تحدثنا السيدة إيمان الأقطم، والدة العروس: "كان العرس مقررًا أمس الأحد في تمام السادسة مساءً، وقبله جلسة تصوير خاصة للعروسين الساعة الثالثة، لكن إغلاق الحواجز حال دون وصول العريس من قريته لجلسة التصوير في مدينة نابلس، وحال دون وصول ابنتي عائدة إلى حفل الزفاف في بيت فوريك".

تتابع حديثها لـ "وكالة سند للأنباء": "قررت ابنتي أن تبقى على الحاجز، وأن تذهب لعريسها دون زفاف؛ حتى لا ترهقه بمصاريف وتكاليف حفل آخر، وبقينا على الحاجز حتى الساعة 11:00 ليلًا".

وخلال ذلك الوقت، وتكدس آلاف المواطنين على الحاجز انتظارًا للسماح لهم بالعبور والوصول لمنازلهم، أطلقت قوات الاحتلال وابلًا من قنابل الغاز باتجاه المواطنين، ما أدى لحالات اختناق، بينهم نساء وأطفال.

حينها قررت العروس العودة إلى بيت والدها بانتظار الفرج، جلست واستقبلت أقاربها، ترقب عقارب الساعة، حتى جاء الخبر بفتح الحاجز الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، ليتمكن العريس من العبور، والقدوم لاصطحاب عروسه.

تضيف والدة العروس: "عائدة قالت لي، لا أريد حفل زفاف أو أي تكاليف إضافية، كان قرارها بنفسها وهي مقتنعة تمامًا به"، أما العريس "راسم" فقد همس لوالدة عروسه عندما جاء لاصطحابها: "يكفي أن الشعب كله بارك لنا".

فرحة مخطوفة..

وبكلمات عبّرت فيها العروس "عائدة" عن مشاعرها وهي بانتظار السماح لها بالمرور والوصول لعريسها الذي كان بانتظارها في بلدته، كتبت على صفحتها على فيسبوك: "اليوم صحيت فرحانة، مثلي مثل أي عروس بيوم عرسها، جهزت حالي وطلعت عالصالون، رنلي راسم يتطمن علي وحكيتلو كل اشي تمام".

وكان من المفترض أن يلتقي العريسان بعد ذلك لإتمام جلسة تصوير خاصة لهما قبل موعد الزفاف، لكن العريس "راسم" لم يتمكن من عبور الحاجز والوصول لنابلس للتصوير، وتضيف عايدة على صفحتها: "رنلي وحكالي اتصوري وانبسطي وما تنكدي ولا تزعلي".

كانت دقات قلب "عايدة" تتسارع وهي تجلس في السيارة بانتظار بارقة أمل بأن يفتح الحاجز وتصل لقاعة الزفاف، قبل أن تدق عقارب الساعة السادسة، وعلى الطرف الآخر من الحاجز ينتظرها "راسم"، يرقب من بعيد لحظة اللقاء، ليطير بعروسه ويكملا مراسم الفرح.

لكن غصّة الاحتلال أبت إلا أن تثبت حضورها، وعادت العروس أدراجها لبيت والدها، فتواردت الأخبار لهم عن احتمالية فتح الحاجز في تمام الساعة السادسة، لتعود مرة أخرى، وتمضي عقارب الساعة حتى الحادية عشر ليلًا.

أما العريس "راسم" فنشر على صفحته وهو بانتظار "عايدة": " دائماً كنت أخاف أن يفوتني شيء ما، والآن أخاف أن تفوتني الأشياء كلها معك، شاء الله أن يبارك زواجنا الكل الفلسطيني".

ويضيف: "في انتظار فتح الحاجز.. ورح آجي أجيبك لتنوري البيت يا قمري، الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ألا لعنة الله على الاحتلال".

وفي منشور آخر يخاطب فيه عروسه كتب: " بإذن المولى رح أعوضك.. جكر بالاحتلال".

وكانت العروس "عائدة" قد تجهزت الأربعاء الماضي لحفلة الحناء في نابلس، إلا أن الحفل تأجل احترامًا وحزنًا على شهداء المجزرة آنذاك.

وعن ذلك تقول والدتها: "يوم الأربعاء الماضي ذهبنا جميعًا وتجهزنا لحفل الحناء، لكن مع تصاعد الأحداث وارتفاع عدد الشهداء قررنا تأجيل الحفل حتى يوم السبت، وفي يوم السبت تجهزت العروس وباقي العائلة مرة أخرى، وتم الحفل".

وتردف: "كان قرار ابنتي بأن لا تعيد تأجيل مناسبتها ويوم فرحها الذي تحلم به كل فتاة، ذهبت راضية وسعيدة مع زوجها، وندعو الله بأن يرزقهما حياة سعيد".

وتشير: "لقد كان لافتًا أن ما حصل مع راسم كان قد حدث مع والديه عند زواجهما، حيث تزوج والداه خلال منع للتجول عام 1992، ولم يحظيا بحفل زفاف حينها".

وتختم بالقول: "هذا حال الشعب الفلسطيني، ونحن راضون لما قسمه الله لنا".

وكان حاجز بيت فوريك وجميع الحواجز المحيطة بنابلس، قد شهدت ازدحامًا لآلاف المواطنين العالقين، والذين لم يتمكنوا من الوصول لمنازلهم، في حين فتحت العديد من المؤسسات المحلية أبوابها لاستقبال من تقطعت بهم السبل.