شددت قيادات فلسطينية محررة من سجون الاحتلال، اليوم الأحد، على ضرورة الوصول لبرنامج وطني من أجل مجابهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف واقع الضفة الغربية الجغرافي والديمغرافي.
ووفقًا لتقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، تم تسجيل أرقام قياسية في مصادرة الأراضي خلال العام والنصف الأخير، إذ استولى الاحتلال على أكثر من 46 ألف دونم، وأصدر 903 إخطارات هدم. كما تم إنشاء 12 منطقة عازلة حول المستوطنات، معظمها في شمال الضفة، بهدف عزل الأراضي ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها.
وقال الأسير المحرر محمد العارضة من بلدة عرابة جنوب جنين، إنّ الاحتلال الإسرائيلي يمارس حرب إبادة صامتة بالضفة طيلة عام ونصف لالتهام مساحات واسعة بالضفة وتغيير هويتها وإجبار سكانها على الرحيل.
وأوضح العارضة لـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ الاحتلال صعّد من سياسة الاستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات؛ وتقطيع أوصار الضفة؛ إلى جانب ما يرتكبه من جرائم على صعيد الملاحقة والقتل اليومي الممنهج في جنين وقلقيلية وطولكرم.
ولفت أن الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له من حرب إبادة؛ بات مطالبا أكثر من أي وقت مضى؛ بالوحدة الوطنية الراسخة؛ التي تعمل على إعادة بناء مرجعتيه الوطنية؛ وتطلق مشروع استراتيجي للمواجهة مع الاحتلال.
وأكد العارضة الحرب الإسرائيلية تحتّم على الفلسطينيين؛ إطلاق مواجهة شاملة؛ مضيفا: "نحن نحتاج لوحدة الصف؛ ولنبذ الخلافات؛ ولإطلاق الحماية الفاعلة لأبناء شعبنا في الضفة بكل الأدوات المتاحة؛ والتي نعمل من خلالها كفلسطينيين على تدويل قضيتنا وإنهاء الاحتلال".
وتحرر العارضة وهو أحد أبطال عملية سجن جلبوع المعروفة بـ "نفق الحرية"، يوم 25 يناير/ كانون ثاني المنصرم، ضمن الدفعة الثانية من صفقة الأسرى بين حماس والاحتلال، والتي ضمت 121 معتقلا من ذوي المؤبدات و79 معتقلا من أصحاب الأحكام العالية.
وفي السياق، شدد الأسير المحرر القيادي بحركة "فتح" زكريا الزبيدي؛ الذي تحرر قبل أيام من سجون الاحتلال أنّ "الوحدة الوطنية هي الأساس في إعادة بناء مسارنا الوطني؛ القائم على فكرة الخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية؛ وهذا يتطلب جهدا وطنيا شاملا مشتركا؛ ينبذ الخلاف والفرقة ويؤسس لحالة برنامج وطني شامل".
وبين الزبيدي في تصريح مقتضب لـ "وكالة سند للأنباء"، "نحن لسنا في ترف الوقت؛ ونحتاج لفعل فلسطيني شامل يوظف كل الأدوات الفلسطينية والدور الشعبي في مواجهة الاستيطان والاحتلال؛ ويفعل الأدوات السياسية أيضا بمواجهة الاحتلال عبر مختلف المحطات في الخارج".
من جهتها؛ أكدت القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خالدة جرار والمحررة في صفقة "طوفان الأحرار"؛ أنّ الوحدة الوطنية باتت أساسا ملحا لمواجهة الأخطار المحدقة بالوجود الفلسطيني؛ "اليوم هناك خطر داهم يحدق بوجود الشعب الفلسطيني بشكل كامل".
وأشارت في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" إلى أنّ "الاحتلال يقتلنا جميعا بكل ألواننا ومواقعنا ووجودنا؛ إسرائيل تريد استكمال "الترانفسير" التي لا تستهدف غزة لوحدها؛ بل تستهدف الوجود الفلسطيني الشامل".
وأوضحت أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب؛ الذي يبحث سبل تهجير شعب غزة؛ هو نفسه الذي منح سابقا الضوء الأخضر لضم الضفة وسيطرة الاحتلال الكاملة عليها.
وذكرت، أنّ الإدارة الأمريكية المتطرفة منحت الضوء الأخضر؛ لفرض عملية التهجير في الضفة والقطاع وفي كل مكان؛ "إسرائيل طبقت خطة الجنرالات في شمال الضفة؛ ولو كان بمقدورها لتنفيذها لفعلت".
وتابعت أن "صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه في أرضه وتشبثه بها؛ هو العنوان الرئيسي لإفشال أي مخطط يستهدف تهجير الشعب الفلسطيني"؛ مجددة دعوتها لاتباع استراتيجية وطنية تنهي حالة التشتت الداخلي؛ وتستعيد أوراق القوة الشاملة في مواجهة المشروع الإحلالي الإسرائيلي بالمنطقة.