بعد مرور يومين على عملية إطلاق النار التي نفذها مقاوم فلسطيني عند حاجز تياسير قرب طوباس شمال الضفة الغربية، لا زالت تثير الجدل والنقاش في الإعلام الإسرائيلي الذي اعتبرها دليلا على تزايد التهديدات الأمنية للاحتلال الإسرائيلي.
ووقعت العملية في أوج عدوان عسكري إسرائيلي واسع على مخيمات ومدن شمال الضفة يتواصل منذ أسبوعين تحت اسم "السور الحديدي" بذريعة القضاء على ما يصفها الاحتلال بالبنية التحتية للمقاومة في هذه المنطقة.
وأسفرت العملية التي نفذها الشهيد محمد دراغمة من طوباس، عن مقتل ضابط وجندي وإصابة 8 آخرين، بعدما نجح بالتسلل إلى محيط الحاجز ليلا ثم الاشتباك مع قوة إسرائيلية مكونة من قائد و11 جنديا.
وتساءل مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13 أور هيلر، كيف استطاع دراغمة قتل اثنين من جنود الاحتياط كانا مكلفين بحماية برج المراقبة في الحاجز، وهما بكامل عتادهما، ما يعني أنهما كانا متأهبين تماما.
من جانبه، قال مراسل القناة 13 بشاي بورات، إن هناك أسئلة مهمة حول العملية، مشيرا إلى أن الجنديين القتيلين يتبعان للكتيبة 8211 التي قتل عدد كبير من جنودها خلال الفترة الماضية.
وتسائل بورات كيف تمكن المنفذ من دخول الحاجز والوصول لبرج المراقبة؟ وكيف دخل المعسكر خلال الليل وأعد كمينا للقوة دون أن يشعر به أحد؟
ووصف المسؤول الميداني السابق في جهاز "الشاباك" الإسرائيلي غادي حين، العملية بأنها "جزء من الثمن الباهظ الذي تدفعه إسرائيل على يد فلسطينيي الضفة منذ عقود".
أما عميد الاحتياط أمير أفيفي من حركة "أمنيون"، فقال إن هذه العملية "تعكس أن إسرائيل تمر في حالة حرب، وأنها تتعرض للعديد من الهجمات التي ينجح فيها بعضهم في تحقيق أهدافه"، على حد وصفه.
من ناحيته، اعتبر المسؤول السابق في الشابك شالوم بن حنان، أن العمليات المسلحة في شمال الضفة "أصبحت تفرض على إسرائيل استخدام أساليب وأدوات تم استخدامها في قطاع غزة".
وأشار -بهذا الصدد- إلى إدخال مركبات نقل الجنود المصفحة إلى طوباس لأول مرة منذ سنين، وقال إن هذا يعكس حجم التهديد الذي تواجهه هذه القوات بالمنطقة.
ولفت أمير بار شالوم، مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة جيش الاحتلال، إلى إن هناك نحو 3 ألوية من الجيش تعمل في شمال الضفة، موضحا أن هذه القوة "تعادل تقريبا القوة التي شاركت في عملية السور الواقي عام 2002 وهذا يعني وجود تهديد حقيقي بالمنطقة".