تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري على مدن الضفة الغربية، حيث تمارس عمليات التهجير القسري للسكان الفلسطينيين، إلى جانب إحراق المنازل وتفجيرها وتجريف الأراضي، مما يؤدي إلى تدمير البنية التحتية في مدن جنين وطولكرم ومخيماتها، شمالي الضفة الغربية.

وتواصل قوات الاحتلال اجتياح طولكرم لليوم التاسع عشر على التوالي، حيث سجل العديد من الاعتقالات، وارتفعت وتيرة الانتهاكات ضد المدنيين.

وأبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية وزارة الصحة، مساء اليوم الجمعة، باستشهاد ٣ شبان برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس أول أمس الأربعاء، واحتجاز جثامينهم.

وقالت وزارة الصحة إن الشهداء الثلاثة هم: جهاد محمود حسن مشارقة (40 عاماً)، وخالد مصطفى شريف عامر (23 عاماً)، ومحمد غسان أبو عابد.

ودفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، بتعزيزات عسكرية مكثفة باتجاه مدينة طولكرم ومخيميها، وسط تحليق متواصل لطائرات الاستطلاع، فيما شنت عمليات دهم استهدفت عددًا من المنازل في الحيين الغربي والشرقي، إلى جانب محيط كراج فرعون والمسجد القديم.

في سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب رأفت أبو ليمون بعد اقتحام منزله، في حين تسللت وحدة خاصة إسرائيلية بلباس مدني داخل مركبة واعتقلت الشاب كايد بحيى من الحي الغربي.

واستولت قوات الاحتلال على مبانٍ سكنية في الحي الشرقي، محولة إياها إلى ثكنات عسكرية، خاصة تلك الواقعة بالقرب من مخيم طولكرم، بالتزامن مع فرض حصار خانق على المخيم ومنع السكان من التنقل لتأمين احتياجاتهم الأساسية.

ومع حلول منتصف الليلة الماضية، انتشر جنود الاحتلال بكثافة في شوارع المدينة، لا سيما في وسط السوق وشارع دوار العليمي، حيث نفذوا عمليات تمشيط وتفتيش واسعة.

واقتحمت الآليات العسكرية ضاحية ذنابة شرقي المدينة، وجابت أحياءها، كما داهمت قوات الاحتلال عدداً من المنازل واحتجزت سكانها للتحقيق الميداني.

وتواصل الحصار المفروض على مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث تم تحويلهما إلى منطقة عسكرية مغلقة، بينما أجبر الاحتلال عددًا كبيرًا من العائلات على مغادرة منازلها بعد الاستيلاء عليها وتحويلها إلى مواقع عسكرية، في ظل أجواء شديدة البرودة.

وخلفت هذه الحملة دمارًا واسعًا طال البنية التحتية والممتلكات، إذ أقدمت جرافات الاحتلال على هدم عشرات المنازل في حارة المنشية بمخيم نور شمس، وسط تفجيرات ضخمة، في حين أطلق الجنود الرصاص الحي باتجاه أي حركة داخل المنطقة.

"عدوان جنين"..

وفي جنين، يستمر عدوان الاحتلال على المدينة والمخيم لليوم الـ25، مخلّفا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات، إلى جانب تفجير وتدمير عشرات المنازل، وتخريب البنية التحتية وتهجير سكان المخيم.

وقالت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، إن العدوان الإسرائيلي على المدينة تسبب في أزمة إنسانية حادة، حيث تم تدمير أكثر من 470 منشأة ومنزلاً بشكل كلي أو جزئي، فضلاً عن تعطيل الخدمات الأساسية، لا سيما الصحية والتعليمية.

وأكدت اللجنة أن جيش الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية إلى محيط مخيم جنين، بما في ذلك صهاريج الوقود والجرافات، في وقتٍ يستمر فيه الطيران الحربي في التحليق فوق المدينة.

وأوضحت اللجنة أن قوات الاحتلال تمنع وصول المياه إلى أربعة مستشفيات رئيسية في جنين، مما يزيد من معاناة السكان ويهدد بتفاقم الوضع الصحي في المنطقة، مشيرةً إلى أن 35% من أهالي المدينة يعانون من حرمان المياه.

وأفادت اللجنة أن الاعتقالات طالت أكثر من 120 مواطناً، إلى جانب تنفيذ 153 عملية مداهمة للمنازل و14 عملية قصف جوي، ما أسفر عن أضرار كبيرة في البنية التحتية والمناطق السكنية.