بعثت كتائب عز الدين القسام برسائل عديدة، على عادتها التي جرت خلال الإفراج عن أسرى إسرائيليين من قطاع غزة، وتمحورت حول تأكيد ثبات الشعب والمقاومة، والتفاخر بتضحيات الشهداء، وإبراز الهزيمة التي تعرض لها الاحتلال.

وفي عملية الإفراج التي تم جزء منها اليوم في رفح، أبرز القسام صور قادتها الشهداء، أمثال محمد الضيف ويحيى السنوار، ومن سبقهما بالشهادة أمثال رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم.

وكان اللافت ضمن المنصة التي نصبت في رفح، تعليق أسلحة إسرائيلية اغتنمتها المقاومة من جنود الاحتلال، وقد نُكست رؤوسها للأسفل، في إشارة عميقة إلى ما لحق بالجيش من خسائر ومهانة.

وبرزت صورة الشهيد الضيف مرفقة بعبارة "نستطيع أن نغير مجرى التاريخ" التي أعلنها خلال بداية معركة "طوفان الأقصى"، خلال لقطات بثتها قناة الجزيرة في برنامج "ما خفي أعظم"، حيث قال وهو يقف مع عسكريين آخرين أمام خريطة كبيرة لقطاع غزة والمستوطنات الإسرائيلية بمحيطه: "ممكن أن نتقدم، ويكون في نوع من المبادرة، بحيث نستطيع أن نغير في مجرى التاريخ كله".

بينما حملت اللافتة الرئيسية التي رفعت على المنصة عبارة "نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد".

فيما أشار التصميم في المنتصف لعمليات المقاومة وتصديها للاحتلال، مع صورة للشهيد السنوار تقابلها صورة للمسجد الأقصى، بينما ذُيّل التصميم ببيت الشعر الذي ردده الشهيد السنوار في المقطع المصور المشهور له "وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق".

كما حملت اللافتة صورا لموقع كرم أبو سالم العسكري حيث تم أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط منه بعملية "الوهم المتبدد" عام 2006، بجانبه صورة للأسير الإسرائيلي هدار غولدن الذي أسرته "القسام" في حرب صيف 2014.

وبشكل مماثل، نُصبت في مخيم النصيرات وسط القطاع، منصة أخرى لتسليم أربعة من الأسرى الإسرائيليين، وهي عبارة عن صورة لجرافة إسرائيلية تيبدو منفجرة، ويعلوها مثلث أحمر وتحاول اقتلاع شجرة زيتون جذورها ثابتة ومعمرة، وكتبت عليها عبارة "الأرض تعرف أهلها من الأغراب مزدوجي الجنسية".

وأفرجت القسام في رفح عن أسيرين إسرائيليين لديها، هما ابرا منغيستو وتال شوهام، فيما تبقى أربعة آخرون سيجري تسليمهم لاحقا في مخيم النصيرات.

بدوره، قال مكتب إعلام الأسرى، إنه من المقرر أن تُفرِج سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت، عن 602 أسير فلسطيني، مقابل ستة أسرى إسرائيليين في الدفعة السابعة للمرحلة الأولى من صفقة "طوفان الأحرار".

وتتضمن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين المنوي الإفراج عنهم، 50 أسيرًا من أصحاب المؤبدات " السجن مدى الحياة"، و60 أسيرًا من الأحكام العليا، كذلك 47 أسيرًا من أسرى وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم، و445 أسيرًا من أسرى قطاع غزة الذين جرى اعتقالهم بعد الـ7 من أكتوبر.

ومن المتوقع أن تبدأ قريبًا مفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تشمل الإفراج عن نحو 60 أسيرًا إسرائيليًا يُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة، إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.