الساعة 00:00 م
الخميس 17 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.88 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.2 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

الصحة لـ "سند": أي استهداف آخر للمنظومة الصحية بغزة يعني حكمًا بالإعدام على المصابين

"العفو الدولية":"شعب البطم" يواجه خطر التهجير الوشيك

حجم الخط
مسافر يطا
الخليل- وكالة سند للأنباء

قالت منظّمة العفو الدوليّة ،اليوم الخميس، إن تجمّع شِعب البُطم الفلسطيني في مسافر يطّا يواجه خطر التهجير القسري الوشيك نتيجةً لتزايد هجمات المستوطنين المدعومة من الدولة، إلى جانب عمليات هدم المنازل، والمضايقات والقيود المفروضة على الوصول إلى الأراضي، والتوسع الاستيطاني غير القانوني الذي تقوم به السلطات الإسرائيلية.

واوضحت المنظمة أن هذا التجمع الرعوي، والذي يضم نحو 300 فلسطيني، واحدًا من 12 تجمّعًا تشكل مجتمعة منطقة مسافر يطّا جنوب الخليل، والتي تعاني منذ عقود من اعتداءات المستوطنين المدعومة من الدولة والإجراءات القمعية التي تمارسها السلطات الإسرائيلية.

و لفتت الى أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تدهورت الأوضاع بشكلٍ ملحوظ، وما لم تُتخذ إجراءات فورية لمحاسبة المستوطنين المتورطين في أعمال العنف، ووقف عمليات الهدم والتوسع الاستيطاني في المنطقة، فسيُهجّر هذا التجمّع قسرًا، شأنه شأن باقي التجمّعات في المنطقة.

وقالت إريكا جيفارا روساس، مديرة البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات في منظمة العفو الدولية: "تعكس معاناة تجمّع شِعب البُطم صورة مصغرة لما يواجهه الفلسطينيون، لا سيّما في التجمّعات الرعوية والبدوية، في معظم أنحاء الضفة الغربية المحتلة. حيث يقتحم المستوطنون أراضيهم، ويدمرون ممتلكاتهم ويسرقونها، ويضايقونهم ويعتدون عليهم جسديًا، في ظل إفلاتٍ تام من العقاب".

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، كان عام 2024 الأسوأ من حيث عنف المستوطنين في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وذلك منذ بدأت المنظمة بتوثيق هذه الاعتداءات قبل 20 عامًا.

ففي الفترة ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و31 ديسمبر/كانون الأول 2024، وثّق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة وقوع 1,860 اعتداءً من المستوطنين أدّت إلى تهجير ما يزيد على 300 عائلة (ما مجموعه 1,762 شخصًا، من ضمنهم 856 طفلًا).

كما سجّل ازديادًا في عدد اعتداءات المستوطنين العنيفة في الضفة الغربية ليرتفع من متوسط حالتين يوميًا في 2022 إلى أربع حالات يوميًا في عام 2024.

وقد وثّقت منظمات حقوقية إسرائيلية، ومن ضمنها "ييش دين" و"حقل"، تقاعس سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن حماية السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بصورة غير قانونية.

ووثّقت منظّمة العفو الدوليّة كيف أدّى تشديد البيئة القسرية التي تخلقها إسرائيل، بما في ذلك عنف المستوطنين المدعوم من الدولة، بالفعل إلى التهجير القسري لتجمّع زنوتا الرعوي في تلال جنوب الخليل. والآن يواجه تجمّع شِعب البُطم مصيرًا مشابهًا.

كما وقالت منظمة العفو الدولية أنها زارت الموقع المهجور لقرية زنوتا، والتي كانت تضم 250 شخصًا، من ضمنهم 100 طفل في مارس/آذار 2024.

كما أجرت مقابلات مع خمسة أفراد من التجمّع كانوا يعيشون في قرية زنوتا، وأكدوا أن وتيرة عنف المستوطنين وشدّته ازدادت بشكلٍ ملحوظ بعد الهجمات التي شنّتها حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أجبر التجمّع بأكمله على المغادرة.

وأفادوا أن المستوطنين من البؤرة الاستيطانية القريبة، مزرعة ميتاريم، دأبوا على مهاجمتهم ومضايقتهم منذ عام 2021.

وعلى الرغم من أن هذه البؤر الاستيطانية تعتبر غير قانونية بموجب القانون الإسرائيلي، بنى المستوطنون منشآت وبدأوا برعي أغنامهم على أراضي زنوتا، مما ألحق أضرارًا بالمحاصيل.

ووثّقت منظمة العفو الدولية أيضًا تصاعدًا في عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الرعاة الفلسطينيين في مناطق الرعي المحيطة بشعب البطم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهم الآن يواجهون مصيرًا مشابهًا لما حدث في زنوتا.

وأجرت المنظمة مقابلات مع ستة أشخاص من التجمّع وتحققت من صحة 38 مقطع فيديو يوثّق الهجمات.

وأبلغ السكان منظمة العفو الدولية أن المستوطنين من البؤرة الاستيطانية القريبة "متسبيه يائير"ومستوطنة "أفيجايل" يضايقونهم ويهاجمونهم بشكل شبه يومي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.، و تُعد "أفيجايل" واحدة من 10 بؤر استيطانية قام المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي بـ "إضفاء الشرعية" عليها بأثر رجعي في فبراير/شباط 2023.

وصف السكان كيف يقترب المستوطنون باستمرار من الرعاة ويهددونهم، مستخدمين ألفاظًا مسيئة، وغالبًا ما يقدّمون بلاغات كاذبة لسلطات إنفاذ القانون الإسرائيلية، مدّعين أن الفلسطينيين سرقوا أغنامهم. وقد أُبلغ عن حالات مماثلة في تجمّعات أخرى في منطقة جنوب الخليل، ومناطق أخرى في الضفة الغربية.

وأكدت العفو الدولية أنه وبدلًا من حماية الرعاة الفلسطينيين في شِعب البطم، أمرهم الجيش الإسرائيلي بعدم استخدام هذه المناطق، مما حصرهم في قريتهم حيث لا يوجد ما يكفي من الغذاء لقطعانهم، وقد فرض ذلك عبئًا ماليًا هائلًا على كاهل العديد من الرعاة الذين لا يستطيعون شراء العلف لماشيتهم على مدار العام، مما أجبرهم على بيع أغنامهم، وهي مصدر رزقهم الرئيسي، لتأمين حاجاتهم الأساسية.

قالت إيمان جبارين، وهي من سكان التجمّع وأم لسبعة أطفال: "لا نشعر بالأمان في منازلنا. لا أتمتع أنا أو زوجي أو أولادي بأي حماية أو أمن".

وفي مقطع فيديو تحققت منه منظّمة العفو الدوليّة يعود لتاريخ 19 يوليو/تموز 2024، هاجمت مجموعة مكونة من ثمانية مستوطنين، برفقة جندي إسرائيلي، أفرادًا من عائلة النجار كانوا يجلسون خارج منزلهم.

وتقول منظمة العفو أنه إلى جانب شِعب البطم، تواجه تسعة تجمّعات أخرى في منطقة مسافر يطّا خطر التهجير القسري الوشيك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي قراهم مناطق تدريب عسكرية.