قالت مصادر مطلعة إن "إسرائيل" تعتبر الحكومة الجديدة في سوريا "تهديدا خطيرا"، وتحاول الضغط مع الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة ومجزأة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، إن "إسرائيل" لن تتهاون مع وجود هيئة تحرير الشام أو أي قوات أخرى مرتبطة بالإدارة الجديدة في جنوب سوريا، وطالب بنزع السلاح من المنطقة.
وذكرت مصادر مطلعة أن "إسرائيل" تشعر حاليا بقلق بالغ إزاء الدور الذي تلعبه تركيا بصفتها حليفا مقربا من الإدارة الجديدة في سوريا.
وأوضحت المصادر أن مسؤولين إسرائيليين سعوا إلى إقناع نظرائهم الأميركيين بأنه يتعين أن تُبقي روسيا على قاعدتها البحرية في طرطوس السورية المطلة على البحر المتوسط، وقاعدتها الجوية في حميميم باللاذقية، من أجل السيطرة على الدور التركي.
وقال اثنان من المصادر الأميركية إن المسؤولين الإسرائيليين حينما عرضوا استمرار الوجود الروسي في اجتماعهم مع المسؤولين الأميركيين، فوجئ بعض الحاضرين وأشاروا إلى أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، ستكون ضامنا أفضل لأمن "إسرائيل".
وأضاف المصدران أن المسؤولين الإسرائيليين "صمموا" على أن الوضع ليس كذلك.
وتجري القيادة السورية الجديدة محادثات مع روسيا بشأن مصير القاعدتين العسكريتين.
لكن المصادر قالت إن مسؤولين إسرائيليين عبروا لمسؤولين أميركيين عن قلقهم من أن الحكومة الجديدة قد تشكل تهديدا خطيرا، وأن الجيش السوري الجديد قد يهاجم "إسرائيل" في المستقبل.
وتشير الضغوط الإسرائيلية لإبقاء سوريا ضعيفة إلى نهج مختلف تماما عما تتبناه دول أخرى حليفة للولايات المتحدة في المنطقة، ولا سيما السعودية التي قالت الشهر الماضي إنها تجري محادثات مع واشنطن وبروكسل للمساعدة في رفع العقوبات الغربية.
وقالت أربعة مصادر مطلعة لرويترز إن "إسرائيل" تضغط على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة ومفككة، من خلال السماح لروسيا بالاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين هناك، لمواجهة النفوذ التركي المتزايد في البلاد.
وأضافت أن العلاقات التركية المتوترة في الغالب مع "إسرائيل"، تعرضت لضغوط شديدة خلال حرب غزة، وأن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن بأن الحكام الإسلاميين الجدد في سوريا، الذين تدعمهم أنقرة، يشكلون تهديدا لها.
ولم تتطرق الإدارة الأميركية الجديدة كثيرا إلى الشأن السوري، مما تسبب في حالة من عدم اليقين تجاه مستقبل العقوبات المفروضة على دمشق ووضع القوات الأميركية المنتشرة في شمال شرق البلاد.