كشف الصحفي الفلسطيني في قناة الجزيرة الفضائية تامر المسحال تفاصيل أربع لقاءات جمعت وفدا رفيعا من حركة حماس بقيادة رئيس وفدها المفاوض خليل الحية ومبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن.
وقال المسحال في لقاء على قناة الجزيرة، مساء اليوم السبت، وتابعته "وكالة سند للأنباء"، إن أربعة لقاءات مباشرة عُقدت بين أمريكا وحماس في الدوحة الأسبوع الماضي، إلا أنها توقفت عند نقطة لم تستطع أن تحقق فيها نجاحا أو اتفاقا.
وأضاف المسحال، أن الأمريكان طلبوا صفقة منفصلة (جزئية) بالإفراج عن جندي حي يحمل الجنسية الأمريكية وأربعة جثامين.
وأوضح: "الأمريكان الخمسة هم إسرائيليون يحملون الجنسية الأمريكية، واحد منهم على قيد الحياة، وهو جندي إسرائيلي يحمل جنسيه أمريكية، إضافة لأربع جثث".
وكشف الصحفي الفلسطيني أن حماس وافقت على صفقة جزئية وطلبت الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الجانب الأمريكي وافق على الإفراج عن 250 أسيرا بينهم 100 من المؤبدات والباقي من الأحكام العالية.
وأشار إلى أن "إسرائيل" طلبت حق الاعتراض على 50 اسم من المؤبدات، وحماس وافقت على حق الاعتراض على 10 بحد أقصى".
ورغم عقد اللقاءات بين الطريفين، إلا أن الطرف الأمريكي تراجع في اللقاء الرابع، وقال إن الرئيس ترامب يريد الإفراجات بدون مقابل، لافتًا إلى أن اللقاء انفض دون إتمام الصفقة.
وأوضح المسحال، أن المفاوض والمبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن المفوض باللقاء المباشر مع حماس كان يسارع ويسابق الزمن لإنهاء الأمر قبل الثلاثاء الماضي، حيث كانت كلمة مجدولة للرئيس الأمريكي ترمب حتى يعلن هذا الاتفاق خلال كلمته.
وتابع: "قبل الاجتماع الأخير الذي جرى بين المبعوث الأمريكي وحماس بدأت التسريبات الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية حول فحوى هذا الاجتماع والتواصل، فعاد المبعوث الأمريكي في الاجتماع الأخير وقد تراجع عن كل ما تم التوافق عليه، وقال إن الرئيس الأمريكي لا يوافق على إعطاء أي ثمن، وعليكم أن تفرجوا عن الأسرى دون مقابل".
وأشار إلى أن رد حركة "حماس" على التراجع الأمريكي، بأن "هذه صفقة تبادل وأن المقابل هو من إسرائيل، وهؤلاء جنود إسرائيليين، ولا يمكن أن يعطى جندي أو يتم الإفراج دون ثمن".
وقال: "توقفت هذه المفاوضات عند هذه النقطة، وبعد انتهاء الاجتماع الأخير خرجت تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي جدد فيه تهديدات لحماس ومطالبته بالإفراج عن الرهائن وبالتالي انتهت هذه المفاوضات عند هذه النقطة".
وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، أن المبعوث الأمريكي الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر يملك الصلاحيات الكاملة للتفاوض مباشرة مع "حماس"، في خطوة وصفها مراقبون ومحللون بأنها تاريخية واعتراف أمريكي بالحركة التي تضعها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب.
وفي تعقيب حركة حماس على تلك اللقاءات، قال مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للجزيرة مباشر، الأربعاء الماضي، إن اللقاء مع الإدارة الأمريكية يعد خطوة هامة نحو تعزيز الاستقرار في المنطقة، مشددًا أن هناك تغييرًا في الخطاب السياسي الأمريكي يختلف عن الإدارات السابقة، وهو ما يفتح المجال لإيجاد صفقة شاملة في المنطقة.
وأضاف في تصريحاتٍ متلفزة تابعتها "وكالة سند للأنباء"، أن الموقف العربي والضغط الشعبي قد يسهمان في تغيير مخطط الرئيس الأمريكي بشأن التهجير، مؤكدًا أن القمة العربية الأخيرة حملت نقاطًا يمكن البناء عليها، وأن الخطة المطروحة لمواجهة مخطط التهجير هي خطة ذكية.