الساعة 00:00 م
السبت 26 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.83 جنيه إسترليني
5.11 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.12 يورو
3.62 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بترت صواريخ الاحتلال ساقها.. صابرين وتامر ينتصران لحبهما رغم جراح الحرب

وسط الرماد.. مبادرات التفريغ النفسي تحيي أرواحًا أنهكها الرعب في غزة

بالفيديو "ما ندين به لغزة عظيم".. المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد تروي الحكاية

حجم الخط
ابتهال أبو السعد
الرباط - وكالة سند للأنباء

لطالما كان الثبات على المبادئ أمراً شاقًا للبعض وصعباً على آخرين، لكنه كان قوةً رسمت الطريق أمام الشابة المهندسة ابتهال أبو السعد، التي لم يمنعها منصبها المرموق في كُبرى شركات التكنولوجيا العالمي، من قول كلمة الحق ونصرة أهالي قطاع غزة.

ولا يخفى على أحدٍ منا الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم، فور اتهام "أبو السعد" إدارة شركة مايكروسوفت بالمشاركة في حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، قائلة إن أيدي الشركة "ملوثة بدماء الفلسطينيين".

وقالت، في مقطع مصور وثق الواقعة: "أنتم من تجار الحرب، توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية، وأيديكم ملطخة بدماء الأطفال في غزة".

وبعد هذه الواقعة بأيام، تروي "أبو السعد"، في لقاء مصور باللغة الإنجليزية، تفاصيل اتخاذها مثل هذه الخطوة التي لم تكن وليدة اللحظة، مُضحيَّة بوظيفتها لأجل كلمة الحق ونصرة غزة.

وتشرح ابتهال بـ"فصاحة ولغة عالية الأدب ممزوجة بمعالم تأثرها بإيمانها ودينها"، في مقطعٍ نقلت "وكالة سند للأنباء" ترجمته، كيف قررت أن تتحرك الشابة المهندسة لأجل غزة، مبينةً كيف كانت تقضي الليالي تدعو الله في سجودها بحرقة، إلى أن قررت اتخاذ هذه الخطوة دون تراجع أو تردد.

"نتاج دعاء مستمر وتفكير متواصل"..

لم يكن موقف "أبو السعد" وليد اللحظة، بل كان نتاج دعاء مستمر وتفكير متواصل، بينما شرحت الخطوات التي سبقت قرارها بالمواجهة وكيف بدأت تفضح الشركة في مجموعات إسلامية.

وبحسب اللقاء المصور، فقد كانت "ابتهال" تتلقى نصائح من البعض أن تخشى على عملها ونفسها لأنها تخرج هذه المعلومات الفاضحة لشراكة مايكروسوفت في حرب الإبادة الجماعية على غزة.

وتستدرك أن "ذلك زادها يقينا بالخطوة الكبرى التي قررت أن تخطوها دون رجعة، تاركة كل شيء وراءها".

وتوضح "أبو السعد" كيف تهيأت لها الأسباب واحداً تلو الآخر، وكأنها تحمل لها رسالة من الله ألَّا تتراجع عن قرارها بالمواجهة، شارحةً "أثر الأدعية والرحلة الروحية الإيمانية التي كانت تعيشها حتى تخطو هذه الخطوة، وكيف أن تشبعها بكلام الله ومفهوم التوكل عليه زادها يقينا بضرورة الخطوة".

"يوم الحدث"..

وفي حديثها توضح "ابتهال" أنها التزمت بصلاة الاستخارة يوميا بعد صلاة العشاء، حتى بلغها بعد 7 أيام رسالة قبولها لحضور حفلة Microsoft، فتلقتها كرسالة من الله لاتخاذ هذه الخطوة.

وتُكمل بتعجب أن مقعدها كان في الخلف، لكن المنظمين طلبوا منها الجلوس في المقدمة، ما زادها يقيناً أن هذا "إلهام رباني ورسالة لها أن: امضِي إن الله معك".

واعتبرت أن المحفز الرئيسي لها لفعل كل ذلك -حسب ما شرحت- هو تهجدها خلال شهر رمضان ودعائها فيه "اللهم سهل لي في هذه المظاهرة ويسر لي هذه الخطوة".

وتُلفت إلى أنها كانت تردد دعاء واحدًا قبل الخطوة: "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل العقدة من لساني يفقهوا قولي".

تقول ابتهال إن كلماتها خرجت بكل عفوية في لحظتها، وكانت تعلم أن هناك حراسة مشددة في كل المكان، مستدركة "لكنني قررت أن أتقدم وأنا أثق بالله أنه سيعينني لقول الكلمات المناسبة".

وتصف كيف أنها عاشت ذلك الصراع بين التمسك بوظيفتها المرموقة والاكتفاء ببعض الدعم، وبين ترك ذلك كله لله تعالى، موضحةً أنها "التزمت الاستغفار والتفكر في يوم القيامة، وجعلت ناظريها لا يغادران ما يجري في غزة حتى تستمد كل القوة لألّا تتراجع عن قرارها، فيسر الله لها ما بدى لها جبلا وهوّنه".

أما ما زادها ثباتاً قول النبي صلى الله عليه وسلم:" مَن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه"، وبحسب قولها فقد كان الحديث يلازمها، ورأت أثره على قلبها، وكيف منحها دفعة عظيمة من التوكل.

وعن غزة تقول:" إن ما ندين به لغزة عظيم ومهما بذلنا فهو لا يساوي شيئا أمام ما منحته غزة لنا".

وتستذكر "ابتهال" قول الله تعالى في آية آلمتها وترسخت في قلبها: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} [النساء : 75].

"فصلها من العمل"..

وأقدمت شركة مايكروسوفت على فصل المهندستين المغربية ابتهال أبو السعد والهندية فانيلا أغراوال، بعد احتجاجهما على تزويد الشركة الجيشَ الإسرائيلي بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لاستخدامها في حرب الإبادة على غزة.

وابتهال أبو السعد مهندسة ومبرمجة مغربية وُلدت عام 1999، تخرجت في جامعة هارفارد الأمريكية، تخصصت في الذكاء الاصطناعي، وعملت لدى شركة مايكروسوفت العالمية.

والجمعة، قاطعت أبو السعد، كلمة الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي" مصطفى سليمان، خلال الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الشركة؛ احتجاجاً على توفير أنظمة الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي في الحرب التي يشنها على قطاع غزة.

وحظيت المهندسة أبو السعد، التي تعمل مبرمجة في شركة مايكروسوفت، بإشادة عربية واسعة، بعد فضحها الدعم الذي تقدمه شركتها لـ "إسرائيل" في حرب الإبادة.

وازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي بإشادات من إعلاميين وحقوقيين ومواطنين من دول عربية للشابة المغربية، بعدما اتهمت إدارة مايكروسوفت بشكل مباشر بأن يدها "ملوثة بدماء الفلسطينيين" لما تقدمه من تقنيات ذكاء اصطناعي لإسرائيل تستخدمها للإبادة في قطاع غزة.

واتهمت "أبو السعد"، إدارتها بالمشاركة في حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، قائلة إن أيدي الشركة "ملوثة بدماء الفلسطينيين".

وقالت، في مقطع مصور وثق الواقعة: "أنتم من تجار الحرب، توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية".

وكشفت أن مايكروسوفت "تزود إسرائيل ببرمجيات الذكاء الاصطناعي، التي توظفها في العدوان على الفلسطينيين".

وردا على هذه الاتهامات قال سليمان: "سمعت احتجاجك، شكرا لك"، ليتم إبعاد المبرمجة المغربية عن مكان الحفل، حسبما أظهر المقطع المصور.

ولاقى موقف "أبو السعد"، إشادة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما من أبناء قطاع غزة، الذين طالبوا أحرار العالم بمواقف مشابهة لفضح الاحتلال الإسرائيلي وكل من يشاركه في الإبادة المتواصلة في قطاع غزة.