في غمرة الغضب التي عمّت منصات التواصل الاجتماعي على مشهد احتراق الصحفي الشهيد أحمد منصور بعدما قصف الاحتلال خيمته بجوار مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تساءل كثيرون عن السبب الذي جعل أحمد عاجزًا عن إنقاذ نفسه والهرب من النيران؟
كان جالسًا على كرسيه وبدت عليه علامات أنّه ما زال حياً ولم يستشهد بعد، لكنه لم يفر من النيران حتى خاطر عدد من زملائه بحياتهم وأخرجوه بوضعٍ حرج للغاية، استشهد على إثرها بعد أقل من 24 ساعة.
وفي مقابلة صحفية أجرتها "وكالة سند للأنباء" مع الشاب سامي منصور شقيق الشهيد "أحمد"، كشف "سامي" عن سر بقاء أخيه جالساً وعدم مقدرته على الحركة لإسعاف نفسه.
وبالعودة إلى تفاصيل الحادثة، أوضح سامي منصور لـ"وكالة سند للأنباء" أن عائلته تلقت خبراً من الأطباء بعد إصابة شقيقه أن حالته حرجة جداً؛ نظراً لتعرضه لحروق شديدة في الوجه والرقبة واحتراق رئة واحدة، واستمرت حالته هكذا حتى إعلان استشهاده منتصف ليلة الثلاثاء.
وأفصح الأطباء بعد استشهاد "أحمد" عن إصابته إصابة "قاتلة" في المخ، حيث تعرض لشظية وصلت إلى عصب المخ تسببت له بشللٍ نصفي في الجهة اليمنى من الجسم، -وفقاً لأخيه-.
وأرجع ضيفنا عدم مقدرة شقيقه "أحمد" على إسعاف نفسه بالركض خارجاً قبل أن يتعرض للاحتراق إلى تلك الإصابة، حيث منعه الشلل من الحركة إلى أن شبَّت بجسده النيران وأحرقته!
ويُعقِّب ضيفنا على مشهد احتراق أخيه:" كانت الصدمة كبيرة جدًا تفوق تصور العقل مع انتشار مقطع فيديو يظهر النيران وهي تشتعل في جسده الضعيف، حيث أظهرت حركات بسيطة من جسده توحي أنه كان يتألم بشدة"، مستدركاً لكن إصابته منعته من المقدرة على الحركة.
"هذه الصورة هزت مشاعرنا ومشاعر العالم كله معبرين عن صدمتهم من ذلك المشهد الفظيع الذي لا يتحمله أي شخص يحمل أقل مستوى من الإنسانية"، ولكن "هل سيتوقف الاحتلال من الاستهداف المتعمد للصحفيين؟ أم سيُنسى حرقُ أحمد كما قَتل الاحتلال زملاءه من قبله؟