أدانت فصائل وقوى فلسطينية اليوم الأحد جريمة الاحتلال الاسرائيلي بقصفه المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في مدينة غزة، وعدتها جريمة حرب محملةً الإدارة الأمريكية المسؤولية.
وقصف جيش الاحتلال، فجر اليوم مبنى قسم الاستقبال والطوارئ في المستشفى "المعمداني"، ما أدى إلى تدمير المبنى وخروج المستشفى عن الخدمة، واضطر عشرات المرضى والجرحى، بعضهم حالتهم حرجة، إلى الرقود في الشوارع المحيطة بالمستشفى.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيانٍ له، إنّ الاحتلال يرتكب جريمة جديدة مروعة بقصف المستشفى المعمداني بمدينة غزة، الذي يضم مئات المرضى والجرحى والطواقم الطبية، لافتًا أنّ الاحتلال دمّر عمداً 34 مستشفى وأخرجها عن الخدمة في إطار خطة ممنهجة للقضاء على ما تبقى من القطاع الصحي في غزة.
وطالب في بيانٍ له تلقته "وكالة سند للأنباء"، المجتمع الدولي بالتحرك السريع والعاجل لوضع حد لإرهاب الاحتلال المنظم وحماية ما تبقى من المرافق الصحية في قطاع غزة.
واستنكرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة ، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى المعمداني فجر اليوم الأحد، مما أدى إلى إخلاء قسري للمرضى والطواقم الطبية.
وطالبت وزارة الصحة في بيانٍ مقتضب المؤسسات الدولية والجهات المعنية بالتدخل العاجل لحماية القطاع الصحي في غزة، وفقًا لما تنص عليه القوانين والاتفاقيات الدولية والإنسانية، ووقف الانتهاكات المتواصلة بحق المرضى والمنشآت الصحية.
من جانبها وزارة الخارجية والمغتربين إن قصف الاحتلال الوحشي للمستشفى المعمداني في مدينة غزة ما كان له أن يحدث لولا تواطؤ المجتمع الدولي، وتقاعسه عن تحمل مسؤولياته.
واعتبرت الخارجية في بيان صحفي استهداف المستشفيات والمراكز الصحية والطواقم الطبية من أبشع مظاهر الإبادة، واستهتار صارخ بالمجتمع الدولي والمبادئ والقوانين الإنسانية.
وأكدت الوزارة أن مجلس الأمن الدولي يتحمل كامل المسؤولية عن فشله في حماية المدنيين، وفرض الوقف الفوري للإبادة، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات بشكل مستدام، والبدء بتنفيذ جميع أشكال الإغاثة والإعمار.
حماس: قصف المستشفى جريمة حرب
فصائليًا، اعتبرت حركة "حماس" أن قصف المستشفى وتدمير طائرات الاحتلال لمبنى الاستقبال والطوارئ، وتشريد المرضى والجرحى فيه؛ جريمة حرب جديدة يرتكبها جيش الاحتلال الفاشي، ضمن مسلسل جرائمه الوحشية التي يرتكبها في قطاع غزة.
وقالت في بيانٍ لها، إنّ هذه الجريمة الوحشية تؤكّد من جديد أننا أمام كيان إجرامي مارق على كل القوانين والأنظمة والأعراف الإنسانية، ويعمل بغطاء وتواطؤ أمريكي في ظل تعطيلٍ كامل لكافة أدوات المحاسبة الدولية.
وحملت الإدارة الأمريكية، المسؤولية كاملة عن جريمة الاحتلال الوحشية في مستشفى المعمداني، مؤكدة أنها لم تكن لتقع لولا الضوء الأخضر الممنوح لها من واشنطن.
الجهاد: صعود بالاجرام
من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إنّ الجريمة الشنيعة التي ارتكبها جيش الاحتلال فجر الليلة الماضية بحق مستشفى المعمداني هي صعود جديد نحو قمة الإجرام.
وعدّت الجهاد في بيان لها، هذا العدوان الآثم جزءًا من سلسلة عدوانية ممنهجة تستهدف المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء وخيم النازحين في غزة ضمن سياق حرب إبادة ممنهجة تنتهك كل المعايير الإنسانية والأخلاقية.
وحملت الإدارة الأمريكية مسؤولية كبرى، كون أن سياساتها الاستفزازية وتوجيهاتها التي وضعت هدف التهجير ودعم سياسة الاحتلال تعدّ المحرض الرئيسي لهذه الممارسات الإجرامية، في وقت يفرض فيه الصمت العالمي على غزة أن يكون مقبرة للقانون والإنسانية.
حركة المجاهدين: جريمة بغطاء أمريكي
واعتبرت حركة "المجاهدين" الفلسطينيين أن استهداف المستشفيات وإرهاب المرضى والأطقم الطبية والتي كان آخرها استهداف أحد مباني مستشفى المعمداني جريمة مركبة تتم ضمن سياسة اسرائيلية ممنهجة ضد المستشفيات وبغطاء أمريكي وصمت وعجز المنظمات الدولية.
وأوضحت في بيان صحفي، أن استهداف مستشفى المعمداني مجدداً اليوم يأتي في إطار مساعي الاحتلال، قتل كل مظاهر الحياة في قطاع غزة ومخططاته الإجرامية لتهجير شعبنا.
وحملت الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية والمتواطئة والمنظومة الدولية العاجزة مسئولية استمرار الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد شعبنا.
لجان المقاومة:الاستهداف إمعان بحرب الإبادة
وعدت لجان المقاومة في فلسطين جريمة استهداف المستشفى المعمداني في غزة واستهداف مدرسة عبدالله الدحيان التي تؤوي آلاف النازحين من النساء والأطفال هما إصرار و إمعان إسرائيلي في حرب الابادة الجماعية وإستخفاف بكل القوانين والأعراف الإنسانية.
وقالت أن الجرائم الإسرائيلية بإستهداف المستشفيات والمدارس ومراكز الايواء وخيام النازحين و تصعيد حرب الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة تؤكد أن الكيان الإسرائيلي كيان فاشي مارق خارج عن كل القوانين العالمية والدولية والإنسانية وحكامه هم مجرمي حرب مطلوبون للعدالة في المحكمة الجنائية الدولية فعلى أحرار العالم أجمع الوحدة والتكاتف لمحاسبتهم على جرائمهم ونازيتهم.
ودعت كافة الأحرار في العالم إلى إعلاء الصوت وإطلاق صرخة مدوية في وجه الإجرام والإرهاب الإسرائيلي الذي يهدد كل مقومات الحياة بفعل الحصار والفاشية المدعومة من راس الشر والإرهاب أمريكا.
الشعبية: الاحتلال حول المستشفيات والمدارس إلى محارق..
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان صحفي، إن المستشفيات والمدارس باتت تُحوَّل إلى محارق على يد الاحتلال الإسرائيلي النازي، في ظل رعاية أمريكية وتواطؤ دولي يُكرّس ويُشرعن حرب الإبادة المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
وأدانت الجبهة قصف الاحتلال لمستشفى المعمداني وخروجه عن الخدمة، واستهداف مدارس تضم مئات النازحين في حيّي التفاح والشيخ رضوان، إضافة إلى استمرار القصف الواسع للمدنيين الآمنين، ووصفت هذه الأفعال بأنها "جرائم حرب مكتملة الأركان تُرتكب بسبق إصرار وترصّد"، و"انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية".
وأكدت أن الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر في أماكن يُفترض أن تكون آمنة، كاشفًا عن عقلية إجرامية نازية لا تردعها حرمة ولا قانون، مستندًا إلى دعم سياسي وعسكري ومالي أمريكي، وفي ظل صمت دولي مريب.
ودعت الجبهة جماهير الأمة العربية وأحرار العالم إلى تصعيد الحراك العالمي، وإشعال انتفاضة دولية في وجه هذا الكيان المجرم وداعميه، محذّرة من أن الصمت على هذه المجازر هو تواطؤ وشراكة في الجريمة.
والمستشفى المعمداني في غزة يقع على الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة حيث تأسس عام 1882.
وتحول المعمداني إلى أهم مستشفى في مناطق شمال قطاع غزة بعد الدمار الكبير الذي ألحقه جيش الاحتلال بمجمع الشفاء الطبي والمستشفيين الإندونيسي وكمال عدوان خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 18 شهرا.
ويستقبل المستشفى يوميا عشرات الإصابات جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي يتعرض لها القطاع منذ استئناف الاحتلال حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي.