الساعة 00:00 م
الثلاثاء 22 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.95 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.24 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

إفادة رئيس "الشاباك" أمام المحكمة: "طلب تجسس واستبعاد متعمد من المفاوضات" ماذا أيضًا؟

معاناة جماعية تُنذر بكارثة قد يصعب تداركها..

خاص مسؤولان بالصحة: أعراض سوء التغذية تظهر على أطفال غزة وحوامل تعرضن للإجهاض

حجم الخط
سوء تغذية.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء

يواجه قطاع غزة أسوأ أزمة إنسانية منذ أكثر من 18 شهرًا؛ جراء استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية والحصار المبطق، إذ تفاقمت بسبب ذلك الظروف الصحية والمعيشية للمدنيين عمومًا، والنساء والأطفال على وجه الخصوص، فقد لوحظ زيادة في حالات الإصابة بسوء التغذية، والإجهاض، والحاجة لدخول الحضّانات.

وقال رئيس قسم الأطفال والولادة بمجمع ناصر الطبي بخانيونس جنوب قطاع غزة، أحمد الفرا، إن أطفال غزة يعيشون أوضاعًا كارثية منذ خرق التهدئة واستئناف الحرب وإغلاق المعابر؛ حيث ارتفعت أعداد الأطفال المصابين بحالات سوء التغذية.

وأضاف الفرا في حديثه خاص بـ "وكالة سند للأنباء": "بدأنا نشاهد عدم زيادة في الوزن ونقص في التركيز والفيتامينات ونقص الدم وشحوب على ملامح الأطفال؛ وهي أعراض ناتجة عن سوء التغذية".

وأوضح أن المعلبات التي يضظر الغزيون اللجوء إليها، باتت أيضًا شيحة، وهي عوامل إن استمرت قد تُحدث كارثة في جيل كامل من الأطفال، سيعاني من أمراض كثيرة، منها يصعب استدراكه، بمعنى لو توفرت الفيتامينات مرة أخرى فلن تُشفي الطفل من الأمراض التي أصابته.

وبيّن الطبيب أنه مع نزوح المواطنين من رفح جنوب قطاع غزة، زاد العبء على مجمع ناصر الطبي خصوصا في قسم الأطفال والولادة؛ موضحًا: "نتحدث عن أعداد مراجعين بازدياد؛ تصل لـ400 حالة يوميا بعدما وصلنا لمئة حالة يوميا فترة التهدئة.

استهداف ممنهج للأطفال..

وفي السياق، أشار إلى أن غالبية الإصابات في صفوف الأطفال حرجة جدا؛ منها الحرق وكسر الجمجمة وجروح قطعية في الأمعاء؛ مضيفا: "بعد التصعيد ارتفعت نسبة الضحايا في صفوف الأطفال لـ40%".

وأوضح أن الأمهات يعانين من نقص حاد في التغذي؛ وهذا يؤثر على صحّة الجنين عند ولادته، إذ يولد في أحسن أحواله بوزن كيلو ونصف الكيلو، ثم لا يجد حليبًا كافيًا للرضاعة، عدا عن عدم توفر أن البديل الصناعي، وهذا أمر كارثي يضع حياة العديد الأطفال في حالة حرجة؛ ويجعلها عرضة للوفاة.

الأطفال الخدج يواجهون خطر الموت..

من جهته، حذّر متحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية خليل الدقران، من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة مئات الأطفال الخدج في مستشفيات القطاع، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهرين، والذي يمنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية الأساسية.

وقال الدقران في تصريح خاص لـ "وكالة سند للأنباء": إنّ "القطاع الصحي يعيش وضعًا كارثيًا بكل معنى الكلمة، بفعل الحصار الخانق الذي يمنع إدخال الوقود والأدوية، مما يؤثر بشكل مباشر على أقسام العناية المركزة، وخاصة الحاضنات التي ترعى الأطفال الخدج في ما تبقى من مستشفيات تعمل بشكل مؤقت وإمكانات محدودة".

وأكد أن توقف هذه الحاضنات عن العمل بسبب انعدام الوقود، يعني "موتًا محققًا لعشرات بل مئات الأطفال الذين يعتمدون على الرعاية المكثفة"، مشيرًا إلى أن مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي، والذي يعد الأكبر في غزة ويقدم نحو 80% من الخدمات الصحية لمدينتي غزة وشمالها، قد توقف عن العمل بعد إحراقه للمرة الثانية، وعاد للعمل بشكل جزئي ومحدود لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.

وأشار إلى أن قسم الحضانة المتبقي يعاني من نقص حاد في الأسرّة، وتهديد مستمر بالتوقف التام بسبب نفاد الوقود، إلى جانب نفاد الحليب البديل والمكملات الغذائية الأساسية التي يحتاجها الأطفال الخدج.

حالات إجهاض

وتابع الدقران: "رصدنا مؤخرًا زيادة مقلقة في حالات الإجهاض نتيجة سوء التغذية، إضافة إلى انخفاض شديد في أوزان الأطفال حديثي الولادة، وظهور أمراض مرتبطة بهذا النقص، ما يضاعف الحاجة لإدخالهم إلى الحضانة، بنسبة أعلى بكثير من الفترة التي سبقت العدوان."

وأكد أن هذه الفئة تعتبر الأكثر هشاشة وخطورة في ظل الظروف الحالية، لافتًا إلى أن مئات الأطفال الخدج تم إعدامهم فعليًا خلال الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة لمجمع الشفاء ومستشفيات أخرى.

وأوضح أن النظام الصحي يفتقر إلى الفيتامينات، والمكملات الغذائية، والأدوية الخاصة بالأطفال حديثي الولادة والنساء الحوامل، منبهًا إلى أنّ استمرار هذا الوضع يعرّض حياة الأجنة والأمهات لخطر بالغ قبل وأثناء وبعد الولادة.

ودعا في ختام حديثه، إلى تحرك دولي عاجل لفتح المعابر، وتوفير المستلزمات الطبية والوقود اللازم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. 

وقبل أيام قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف إنّ مستشفيات الأطفال وحديثي الولادة في غزة تفتقر إلى معدات طبية كافية، وتعمل في ظروف بالغة الصعوبة"، مشيرةً إلى أنّ  "بقاء أطفال غزة على قيد الحياة يعتمد على إعادة فرض وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات إلى القطاع". 

فيما تشير تقديرات حديثة نقلتها  وكالة أسوشيتد برس عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لارتفاع عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج نتيجة سوء التغذية إلى 3600 طفل بعد أن كان عددهم ألفي طفل الشهر الماضي..

بدورها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من اقتراب غزة من حالة "الجوع الشديد للغاية" جراء استمرار الحصار الإسرائيلي، قائلةً إنّ الرضع والأطفال في قطاع غزة "ينامون جائعين" في ظل اقتراب الإمدادات الأساسية المتوفرة في القطاع من النفاد بشكل كامل.