أعلنت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، أن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة يعانون من درجات متفاوتة من سوء التغذية، في وقت لا تحصل فيه عشرات آلاف العائلات إلا على وجبة واحدة كل ثلاثة أيام، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر.
وأكدت "أونروا" أن المواد الغذائية نفدت بالكامل من مخازنها ومخازن وكالات الأمم المتحدة الأخرى، بينما ارتفعت أسعار الأغذية بنسبة 1400%، مما فاقم أزمة الأمن الغذائي لدى السكان المحاصرين.
وأضافت "أونروا" أن أجسام أطفال غزة لم تعد تقاوم الأمراض، وينهارون صحياً بعد أي مرض بسيط نتيجة الضعف العام وسوء التغذية، وهو ما يزيد من المخاطر الصحية في ظل انهيار شبه كامل للقطاع الطبي.
ويعيش نحو 95 ألف لاجئ ونازح داخل 120 مركز إيواء تابعًا للوكالة، معظمها مدارس لم تعد تصلح للعيش، وسط ظروف كارثية ونقص حاد في الخدمات الأساسية.
وأوضحت الوكالة أن أهالي غزة باتوا محاصرين داخل "مثلث الرعب" المتمثل في الجوع، والقصف، وتفشي الأمراض، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لمنع سقوط مزيد من الضحايا بين المدنيين، خصوصًا الأطفال.
وتواصل سلطات الاحتلال منذ شهرين منع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إذ أوقفت في 2 مارس/ آذار الماضي، عبور المساعدات من معابر كرم أبو سالم، وإيريز، وزيكيم، ما أدى إلى توقف دخول المواد الإغاثية والوقود بشكل كامل.
وفاقم هذا القرار الأوضاع الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون، الذين يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الخارجية نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة، فيما أعلن مكتب الإعلام الحكومي أن القطاع دخل "المراحل الأولى للمجاعة".
وقبل يومين، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الوضع الإنساني في قطاع غزة "يسير من سيء إلى أسوأ"، مشيرا إلى أن "إسرائيل" تمنع الغذاء والدواء من دخول القطاع منذ ما يقارب الشهرين.
في الأثناء، قال مايكل فخري المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، إن "إسرائيل تستخدم الغذاء سلاحا بشكل منهجي، وتستخدم حياة الأطفال الفلسطينيين كورقة تفاوض، داعيًا دول العالم إلى فرض عقوبات فورا على "إسرائيل".