كشفت مصادر عشائرية مساء اليوم الأربعاء، عن دخول 140 شاحنة مساعدات إغاثية إلى قطاع غزة، بتأمين عشائري كامل دون اعتراض من اللصوص وذلك لأول مرة منذ مارس/ آذار الماضي.
وقالت مصادر عشائرية متطابقة من الميدان لـ "وكالة سند للأنباء"، إنّ 40 شاحنة دخلت إلى محافظتي غزة وشمالها و100 شاحنة إلى جنوب القطاع، وجميعها جرى تأمنيها بمخازن تحت سيطرة العشائر والعوائل الفلسطينية.
وعلى ضوء نجاح عملية تأمين المساعدات، فإن توزيع الطحين والمساعدات على المواطنين سيبدأ عبر المؤسسات الدولية تحديدًا برنامج الغذاء العالمي اعتبارًا من الأسبوع القادم.
وأضافت المصادر أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تلقى وعودًا إسرائيلية بإدخال 100 شاحنة يوميًا محملة بالدقيق والمساعدات الغذائية خلال الفترة القريبة القادمة,
وستعقب هذه العملية موافقة إسرائيلية على إدخال البضائع إلى القطاع؛ لكن بعد الاتفاق على ترتيبات تجري مع شركات النقل والتجار، وفق المصادر ذاتها.
وحول تطورات الموقف من إدخال الوقود والغاز؛ أوضحت المصادر أن العملية لا تزال معقدة في ظل إصرار قوات الاحتلال إدخالها عبر نظام شركة المساعدات الأمريكية؛ وإلغاء النظام المعمول به في غزة مسبقًا.
وأكد عضو الهيئة الإدارية في التجمع الوطني لشؤون العشائر والقبائل والعائلات الفلسطينية بغزة علاء الدين العكلوك، أنّ العشائر نجحت للمرة الأولى في تأمين دخول الشاحنات منذ مارس الماضي.
وأفاد العكلوك في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ من بين إجمالي الشاحنات 45 حافلة محملة بالطحين؛ بالإضافة لشاحنات أخرى محملة بالأدوية والدم؛ وأخرى محملة بكراتين المساعدات الغذائية.
ونبّه إلى أن عملية إدخال المساعدات بتأمين كامل ستتواصل خلال الأيام القادمة؛ تمهيدًا لدخول البضائع التجارية بمختلف أنواعها في وقتٍ لاحق.
وأوضح أن الأيام القادمة ستشهد مفاجآت مهمة على صعيد تخفيف حدة أزمة الجوع التي يُعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد ومنع إدخال المساعدات.
من ناحيته رأى المفوض العام لهيئة شؤون العشائر عاكف المصري، أنّ نجاح تأمين المساعدات اليوم تعكس وحدة الموقف الشعبي في وجه الحصار والتجويع".
وذكر المصري في حديثٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أن هذا الإنجاز ليس سوى خطوة أولى في سلسلة خطوات إيجابية قادمة تُخفف من حدة الأزمة الإنسانية القائمة.
وشدد أنّ العشائر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام معاناة شعبنا، وستظل تعمل بكل طاقتها لتأمين احتياجات الناس، وكسر الحصار المفروض عليهم بكل الطرق الممكنة.
"نقطة في بحر الاحتياجات"..
وقد قال المختص بشؤون المجتمع المدني محسن أبو رمضان، إنّ كميات المساعدات التي يتم إدخالها إلى غزة، سواء عبر ما تُسمى بمؤسسة غزة الإنسانية أو بعض الهيئات الأممية، لا تُلبي الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية، وهي لا تشكّل أكثر من نقطة في بحر المعاناة، في ظل استمرار الإغلاق الخانق للمعابر منذ أكثر من 100 يوم.
وبيّن أبو رمضان لـ "وكالة سند للأنباء"، أن "إسرائيل" تستغل عملية إدخال المساعدات إلى قطاع غزة لامتصاص غضب وضغوط المجتمع الدولي، في محاولة لتجميل صورته الغارقة بدماء الفلسطينيين ومعاناتهم.
واعتبر أن الآلية التي تُقدم عبرها مؤسسة "غزة الإنسانية" المساعدات للغزيين نموذج لسياسات الإذلال وهدر الكرامة، حيث تُحوَّل نقاط توزيع المساعدات إلى مصائد موت، في انتهاك صارخ لحقوق شعبنا الإنسانية .
وأضاف أن هذه الآلية لا تهدف فقط إلى إهانة الفلسطينيين، بل أيضًا إلى "تقويض المنظومة الإنسانية الدولية، وتهميش دور مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بتقديم الإغاثة والدعم الإنساني في مناطق النزاع".
وشددّ أبو رمضان، على ضرورة فتح المعابر وتدفق المساعدات بكافة أنواعها دون قيود للفلسطينيين.